رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
حقيقة سفر الخروج الحلقة الرابعة وعندما وصل الشعب برية فاران. وبعث موسى من كل سبط رجلاَ يجسون أرض كنعان كما أمر الرب, وبعد أربعين يوماَ من جس الارض رجعوا خائفين من شعب الارض وقالوا: العدد(13 - 27): ....... قد صرنا الى الارض التي بعثتنا اليها فاذا هي بالحقيقة تدر لبناَ وعسلاَ وهذا ثمرها (28) غير أن الشعب الساكنين فيها أقوياء والمدن حصينة عظيمة جداَ.... ..... (33) وشنعوا عند بني إسرائيل على الارض التي تجسسوها وقالوا الارض التي مررنا فيها لنتجسسها هي ارضُ تاكل أهلها. خافوا جميعا, وفقدوا إيمانهم بقدرة الله على تحقيق وعده لهم, الا كالب بن يفنا ويشوع بن نون فغضب الرب عليهم وأقسم قائلاَ: العدد(32 - 11): لن يرى الرجال الذين صعدوا من مصر من ابن عشرين سنة فصاعداَ الارض التي أقسمت عليها لابراهيم وإسحق ويعقوب لانهم لم يحسنوا طاعتي (12) ما عدا كالب بن يفنا القنزي ويشوع بن نون فإنهما أحسنا طاعة الرب. (13) وإشتد غضب الرب على إسرائيل فأتاههم أربعين سنة حتى إنقرض جميع الجيل الذي فعل الشر في عينيه. ولم يستطع جميع رجال الحرب من بني إسرائيل أن يدخلوا ارض الميعاد الرمز, مع العلم بأنهم كانوا جميعاَ قد ختنوا أي حملوا علامة العهد مع الله في أبدانهم, العلامة التي أعطيت لابراهيم ولنسله من الله. وبالرغم من أنهم كانوا جميعاَ عاملين بالناموس وتحت ناموس الاعمال. الا أن أي أحد منهم لم يستطع أن يكمل الطريق, ولم يسمح الله لاي منهم أن يدخل ارض الميعاد الرمز. والتي لم تكن الا رمزاَ فقط لارض الميعاد الحقيقية والتي هي أورشليم السماوية. العبرانيين(3 - 16): لان قوماَ منهم لما سمعوا أسخطوا لكن لا جميع الذين خرجوا من مصر على يد موسى (17) فعلى من إستشاط غضباَ أربعين سنة, اليس على الذين أخطئوا. فسقطت جثثهم في البرية (18) ولمن أقسم انهم لن يدخلوا في راحته الا للذين كفروا (19) فنرى إنهم لم يستطيعوا الدخول لكفرهم. حتى نبي الله موسى وأخيه هرون لم يستطيعا أن يدخلا ارض الميعاد الرمزية, النبي موسى هذا الذي تقول عنه التوراة: الخروج(33 - 11): ويكلم الرب موسى وجهاَ الى وجهِ كما يكلم المرء صاحبه ...... الخروج(34 - 29): وكان لما نزل موسى من طور سيناء ولوحا الشهادة في يد موسى عند نزوله من الجبل, أن موسى لم يعلم أن أديم وجهه قد صار مشعاَ من مخاطبة الرب له (30) فنظر هرون وجميع بني إسرائيل الى موسى فإذا أديم وجهه مشعُ فخافوا أن يدنوا منه. موسى الذي يسمى كليم الله, لم يستطع ولم يسمح الله له بعبور نهر الاردن ليدخل ارض الميعاد الرمزية (اكرر وأقول الرمزية فقط) ولخطاْ واحد إرتكبه مع أخيه هرون عند ماء الخصومة فنرى ذلك في: العدد(20 - 8): خذ العصا وأجمع الجماعة أنت وهرون أخوك وكلما الصخرة على عيونهم فتعطي مياهها وبعد أن تخرج لهم المياه من الصخرة تسقي الجماعة وبهائمهم. (9) فأخذ موسى العصا من أمام الرب كما أمره (10) وجمع موسى وهرون الجماعة أمام الصخرة وقال لهم إسمعوا أيها المتمردون أنخرج لكم من هذه الصخرة ماءَ. (11) ورفع موسى يده وضرب الصخرة بعصاه مرتين فخرج ماءُ كثير فشرب منه الجماعة وبهائمهم (13) فقال الرب لموسى وهرون بما أنكما لم تؤمنا بي ولم تقدساني على عيون بني إسرائيل لذلك لا تدخلان أنتما هولاء الجماعة الارض التي أعطيتها لهم. هرون مات على جبل هور عند تخم ارض أدوم, ففي: العدد(20 - 24): لينضم هرون الى قومه لانه لا يدخل الارض التي أعطيتها لبني إسرائيل لانكما عصيتما أمري عند ماء الخصومة (25) خذ هرون والعازار ابنه واصعدهما جبل هورِ (26) وانزع عن هرون ثيابه والبسها العازار ابنه وهرون ينضم ويموت هناك ............ (29) ومات هرون هناك في رأس الجبل ونزل موسى والعازار من الجبل. وأما موسى هذا الذي إختاره الله وكلمه وتحمل بلايا ورزايا الشعب اليهودي المتمرد الذين يصفهم الله في كتابه بأنهم نحاس وحديد لكثرة ما يصدؤون. فخطاْ واحد لموسى لم يؤهله دخول ارض الميعاد الرمز, والتي لم تكن الا رمزاَ فقط لارض الميعاد السماوية. فإن كان موسى لم يستطع ولم يستحق دخول ارض الميعاد الرمز, مع العلم إنه كان عاملاَ بالناموس. وكان وأخيه هرون يقدمان ذبائح الخطيئة لغفران خطاياهم وخطايا الشعب. فكيف يستطع أحد أي كان أن يدخل ارض الميعاد الحقيقية السماوية وليس الرمزية بناموس الاعمال كما تقول ذلك بعض الاديان؟ فحين يمسح خطاْ واحدُ حسنات عمرِ باكمله, ومجهود قيادة شعبِ متمردِ على الله أربعين سنة, فمن يستطع الدخول إذن؟ موسى نظر ورأى ارض الميعاد الرمزية وحياها من فوق جبل نبو واليها لم يعبر. التثنية(32 - 48): وكلم الرب موسى في ذلك اليوم عينه قائلاَ (49) اصعد الى جبل العباريم هذا جبل نبو الذي في ارض مواب تجاه أريحا وانظر ارض كنعان التي أنا معطيها لبني إسرائيل ملكاَ (50) ثم مت في الجبل الذي أنت صاعدُ اليه وانضم الى قومك كما مات هرون أخوك في جبل هور وإنضم الى قومه (51) لانكما تعديتما علي فيما بين بني إسرائيل عند ماء خصومة قادش في برية صين ولم تقدساني بين بني إسرائيل. (52) فأنت تنظر الى الارض التي أعطيتها لبني إسرائيل مقابلةَ ولكنك لا تدخلها. التثنية(34 - 1): ثم صعد موسى من صحراء موآب الى جبل نبو الى قمة الفسجة تجاه أريحا فاراه الرب جميع الارض من جلعاد الى دانِ (2) وجميع نفتالي وارض أفرائيم ومنسى وجميع ارض يهوذا الى البحر الغربي (3) والجنوب والمرج بقعة أريحا مدينة النخل الى صوعر (4) وقال له الرب هذه هي الارض التي أقسمت لابراهيم وإسحق ويعقوب قائلاَ لنسلكم أعطيها قد أريتكها بعينيك ولكنك الى هناك لا تعبر (5) فمات هناك موسى عبد الرب في ارض موآب بأمر الرب. ويقول القديس بولس: العبرانين(11 - 8): بالايمان ابراهيم لما دعي أطاع أن يخرج الى الموضع الذي كان له أن ياخذه ميراثاَ فخرج لا يدري الى أين يتوجه (9) وبألايمان نزل في ارض الميعاد نزوله في بلاد غربة وسكن في الخيم مع إسحق ويعقوب الوارثين معه للموعد بعينه (10) لانه إنتظر المدينة ذات الاسس التي الله صانعها وبارئها (11) بالايمان سارة أيضاَ نالت قوة لحمل النسل وقد جاوزت سن الحمل, وذلك لانها إعتقدت الذي وعد صادقاَ (12) فلذلك ولد من واحد وهو كالميت نسل كنجوم السماء وكالرمل الذي على شاطيء البحر الذي لا يحصى (13) في الايمان أولئك كلهم ماتوا غير حاصلين على المواعد بل نظروها وحيوها من بعيدِ وإعترفوا بأنهم غرباء ونزلاء على الارض. .......(16) لكنهم يشتاقون وطناَ أفضل وهو السماوي فلذلك لا يستحي الله أن يدعى الههم لانه أعد لهم مدينة. نعم أعد لهم مدينة سماوية, مدينة أورشليم السماوية وليس اورشليم الارضية الفانية. إن خطاْ موسى بضرب الصخرة مرتين كان فادحاَ جداَ, فالفداء تم مرة واحدة ولم تكن الضربة الثانية ضرورية. ولكن بالحقيقة إن شك موسى لخوفه من الجماعة الهائجة عليه, دفعه الى الضربة الثانية ليتاكد من خروج الماء. فالضربة الاولى على الصخرة مثلت صلب المسيح والفداء والموت على الصليب ليوفر ماء الخلاص (دمه) لخلاص البشر, الماء الحي الذي يجري أنهاراَ للخلاص. أما الضربة الثانية والتي لم تكن ضرورية, فكانت (رمزياَ) ضربة الحربة التي وجهها موسى (بيد أحد الجند الرومان) الى جنب السيد المسيح بعد موته ليتأكد إن الخلاص قد تم. وفي يوحنا(20 - 27): يقول المسيح لتوما: هات إصبعك الى ههنا وعاين يدي وهات يدك وضعها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناَ. أي لا تكن يا توما غير مؤمن مثل موسى الذي فتح جنبي ليتاكد إن الماء سيخرج من الصخرة, ولما كنت أنا الصخرة, فتح جنبي بعد أن مت على الصليب وأتممت الفداء, فزاد جروحي هذا الجرح في جنبي, هذا هو جرح عدم الايمان, ضع يا توما يدك فيه لتتأكد مثل موسى الذي فتحه, وكن مؤمناَ. فكما ترون إن موسى نظر ارض الميعاد الرمز من بعيد وحياها ولكنه لم يستطع دخولها. وكذلك جميع الشعب الذين خرجوا من مصر مع موسى من إبن عشرين سنة فصاعداَ, وكانوا مختونون جسدياَ, ولم يستطيعوا بلوغ ارض الميعاد الرمز ولم يستحقوا أن يدخلوها. وفي هذا رمزُ لنا إن كل من يعمل بناموس الوصايا والاعمال لا لن يستطع أن يكمل الطريق الى أرض الميعاد الحقيقية أي الى اورشليم السماوية. اي إن من أراد بلوغ ارض الميعاد باعمال الناموس فسوف تسقط جثته في صحراء الناموس الصعبة ولن يكمل الطريق الى ارض الميعاد أبداَ. ويجب أن نتذكر سبب منع الله سبحانه لهرون وموسى من دخول أرض الميعاد الرمزية فهو قال "أنكما لم تؤمنا بي". وكذلك كان عدم الايمان هو سبب موت جميع المختونين من بني إسرائيل عندما توههم الرب أربعين سنة في صحراء سيناء (اي صحراء الناموس) إلى أنْ إنقرض كل جيل عدم الايمان, وأما كالب بن يفنا ويشوع بن نون المؤمنان وكل جيل الايمان دخلوا ارض الميعاد الرمزية, أي إنّ دخول ارض الميعاد الرمزية وكذلك السماوية مشروط بالإيمان بالله وبقدرته وبوعوده وليس بالختان الجسدي (اي الايمان بالفداء الذي أعده الله لخلاص البشر). هنا نتوقف لنتذكر فقد إبتدأ الخروج بإختيار أبرام وتم الاتيان به الى ارض الميعاد كبديل رمزي عن آدم وهو في الجنة. وبعد فشل أبرام بالايمان الكامل وسقوطه كما سبقه الى ذلك أدم. وكما طرد أدم من الجنة من اجل اكلةِ كذلك ترك نسل إبراهيم يذهبون الى مصر من اجل الاكل ليستعبدوا هناك لحوالي اربعمائة سنة لفرعون. ومن ثم أناب الله رمزياَ موسى مكانه واعطاه دوره عندما قال له: أنظر إني جعلتك الهاَ لفرعون وهرون يكون نبيك وأخرجا انتم بني إسرائيل من مصر. وكنا سابقاَ قد وصلنا رمزياَ بعد عبور البحر الاحمر الى نهاية المرحلة الحقيقية التي سارتها البشرية من وقت آدم والى أيام النبي نوح والطوفان الشامل الذي حصل. وهنا عند جبل نبو نصل رمزياَ الى نهأية المرحلة التي ترمز الى مرحلة التقادم الرمزية والخلاص والبلوغ الى البر الالهي بناموس الاعمال, والى هنا كانت الارض التي سار بها الشعب هي البرية أي الصحراء القاحلة الجرداء المميتة تماماَ كمرحلة الناموس فبالرغم من صلاح الناموس الا انه في النهاية يؤدي الى هلاك من يطلب الخلاص به ليس لعيب فيه وإنما لعيب في طبيعة الانسان بعد المعصية والخطيئة التي دخلت فيه والتي تشده دائماَ الى أسفل وهو يتطلع دائماَ الى فوق, الى بلوغ رضا الخالق والرجوع الى مكانته التي خسرها بالسقوط. وهنا ولعلم الخالق بان لا صالح ولا واحد وحيث لم يستطع اي من البالغين من بني إسرائيل الذين خرجوا من دار العبودية في مصر على يد النبي موسى عبور نهر الاردن لدخول ارض الميعاد. ثبت القصد الذي أراد الله أن يبينه للبشر أن لا خلاص للبشر بإتباع الناموس على الرغم من صلاح الناموس, وعليه كانت هناك الحاجة لطريقِ آخر بديل لا ينتقص ولا يفرط بالناموس وإنما يتممه وأن يؤدي الى الوفاء بكل متطلبات العدل الالهي ويفي بما كانت الذبائح ترمز اليه الا وهو الفداء فداء الانسان ببديلِ حي أبدي يستطع أن يفي وأن يتحمل الموت الابدي الذي سببته المعصية والخطيئة وأن يساويها ويكافئها ليعيد الامور الى نصابها. وحيث ان الذبائح الحيوانية ليس لها القدرة لاعطاء المغفرة الابدية والنهائية عن الخطيئة, بل كانت تغطي الخطيئة وتسترها الى حين حيث ان الحيوان بألرغم من براءته الا أنه ليس لديه صفة الخلود. ولهذا كان الله يترك الشعب ليعطشوا مع العلم انه كان سابق العلم بإحتياجهم للماء, لكي يبين لهم انهم في الصحراء سوف يعطشون ولن يرويهم ويلبي إحتياجهم الا الله نفسه, أي أنه لا يمكن أن يبقى الشعب تحت ناموس الاعمال والذبائح الحيوانية التي لا تستطيع أن تكفر عن خطاياهم بصورة نهائية, لأنهم سيحتاجون الى دم أبدي بديل أي الى الماء الحي الذي يفجره الله نفسه لهم بسفك دمه ليعطي لهم ماءِ حياَ يجري في داخلهم ليعطيهم الحياة الابدية التى يرمون اليها. فيعودوا الى الجنة ثانيةَ. أي يعودوا ليدخلوا ارض الميعاد الرمزية والتي تدر لبنا وعسلاَ. أي الجنة. وهنا تبدأ مرحلة جديدة وطريقة جديدة لم يعرفها الاسرائليون من أمس فما قبل. وفي الحلقة القادمة سنتكلم عن عبور نهر الاردن والمراسم التي تمت وألتي لم يتطرق أحدُ سابقاَ إلى مغزاها وما معهناها وعلاقة ذلك بأورشليم السماوية!! نوري كريم داؤد |
11 - 03 - 2016, 11:10 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: حقيقة سفر الخروج - الحلقة الرابعة
ربنا يبارك حياتك
|
||||
|