منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 01 - 2014, 04:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

كلمة أنا

كلمة (أنا) Ego والكبرياء يسيران معًا في طريق واحد منحرف، ويقعان معًا في هاوية واحدة، بعيدًا عن محبة الله والناس.
إنها كلمة (أنا) في سعيها إلي الظهور، وفي طلبها للكرامة، ولمزيد من الحقوق، سواء على المستوي الدنيوي، أو المستوي الديني.
كلمة أنا
ونقصد بكلمة (أنا) كل ما يتعلق بها أو ينتسب إليها..
كمن يقول: عائلتي، وقريتي، وأهلي، وعشيرتي، .. إلخ.
كلها تحمل معني (الأنا) في الانتماء إليها، وفي الافتخار بها، وفي التعصب لها. على مستوي الجماعة، كما على مستوي الفرد.

كلمة أنا
(الأنا) تريد كل شيء لها. وعلي الأقل تريد أفضل شيء لها..!
كلمة أنا
وللأسف تبدو كمرض ينشأ منذ الطفولة المبكرة!!
فعلي الرغم من وصف الأطفال بأنهم ملائكة، إلا أن (الأنا) تسود على غالبيتهم. فالطفل من صغره يتمسك بمحبة الذات التي تقوده إلي الغيرة وإلي الأنانية. فهو قد يتضايق إن أحبت أمه أو دلًلت طفلًا غيره. لأنه يريد كل الحب وكل التدليل له وحده. وإن أنجب أبواه طفلًا بعده، قد يعتبره منافسًا له في اهتمام الوالدين به. فهو يريد كل الاهتمام له! وإن رأي طفلًا آخر يلعب بلعبة جميلة، ربما يحاول أن يأخذها منه، أو يبكي بسبب ذلك.. إنها الذات ومشاكلها..
كلمة أنا
وبسبب ذلك فإن أسرة الطفل تحاول أن تتملقه أو تجامله، لتخفف من ضغط الذات عليه.
وتقول له: أنت طفل جميل حلوًا أنت أحلي ولد. لا يوجد أبدًا مثلك.. وتظل تعطيه من أصناف المديح، بل ومن الهدايا والعطايا، لكي تشبع فيه (تحقيق الذات)، وتخفف عنه حروبها ومشاكلها! أو تحاول أن تقنعه بالرضي على غيره منً الأطفال. أو تعطيه ليعطيهم، فيكون العطاء عن طريقه، فتشبع ذاته وترضي..!
كلمة أنا
محبة الذات هذه تتبع الطفل في نموه. وتكبر عنده حينما يكبر ويصير شابًا أو رجلًا. وتصير مصدرًا لألوان من الكبرياء عنده.
والأمر يحتاج إلي حكمة كبيرة في أساليب التربية، لإنقاذ الطفل في أطوار نموه من كبرياء الذات وأنانيتها. وتفهيمه بأنه يمكن أن يكبر في الفضيلة، وفي النمو الروحي.. إلي أن توصله إلي تفضيل التواضع حينما يكبر في السن.. وليس هذا بالأمر السهل، ولكنه يحتاج إلي خبرة في التربية، ودراية بأساليب الإرشاد الروحي.
أما الذي في نموه في السن، يستمر في إشباع الذات بالاستحواذ على كل شيء، فهو لا يزال يحتفظ ببعض أمراض الطفولة نفسيًا.
كلمة أنا

كلمة أنا
وتبقي عنده مشكلة الذات: ماذا أكون؟ ومتى أكون؟ وكيف أكون؟ وكيف تكبر ذاتي؟ وكيف تفوق غيرها..؟
وتتحول ذاته إلي صنم يتعبد له!! بل قد تتبعه عبادة الذات في المجال الديني أيضًا!! فإن دخل في خدمة الكنيسة أو في خدمة المجتمع، تري ذاته أيضًا أمامه: كيف يكبر في مجال الخدمة؟ كيف يكون له الرأي الواجب التنفيذ؟ ويكون هو الأول أو يكون هو الوحيد والباقون أتباعًا!! كل ذلك في مجال خدمة الرب!!
بل حتى في الصلاة، تقف الذات أمامه! كيف يعجب الناس بصلاته؟! وكيف باستجابة صلاته، ينال إعجاب الناس!! إنها (الأنا) التي لا تصلي لأجل خير الناس ومنفعتهم، إنما تصير (الأنا) هدفًا، تكبر عن طريق الصلاة واستجابتها! وإن لم يستجب الله لمثل هذه الصلاة، يدخل في عتاب مع الله: كيف تخلي عن أناه!!
كلمة أنا
وربما في المعاملات، يريد أن يفرض صنم هذه الأنا على غيره!
فكما أنه يحب هذه الأنا، ويتعبد لها ويمدحها، يريد أيضًا أن الكل يتعبدون لها ويمدحونها ويوافقونها على كل ما تريد!! ومن يعارض رغبات ذاته، يتخذه له عدوًا ويقاومه! لأنه لم يُشبع هذه (الأنا) ما تهواه من كرامة ومن كبرياء!
وغالبًا ما تكون (الأنا) سبب كل عداوة وانقسام واختلاف.
ويبقي أن الله ينجي الإنسان من خطورة هذه (الأنا) عليه وعلي غيره. وأيضًا على الإنسان أن يبحث عن وسائل تخلصه من أناه..
كلمة أنا
وربما إنسان يستخدم (الأنا) لاهوتيًا أو عقائديًا، فيفتخر بما وصلت إليه ذاته من رفعة روحية.
فيقول: أنا تجددت. أنا تطهرت. أنا تقدست. أنا تبررت. أنا ضمنت الملكوت. أنا قد صار الشيطان تحت قدمي، أدوسه بكل قوه وأطرده.. وتكرر كلمة (أنا) في مثل هذه الافتخار! وفيه كله، لا يذكر إطلاقًا عمل النعمة فيه! ولا يُذكر الضعف البشري المعرض للسقوط. ولا يُذكر قول الكتاب عن نبي عظيم مثل إيليا: "إيليا كان إنسانًا تحت الآلام مثلنا "! (يع 5: 17) مع أنه " صلي صلاة أن لا تمطر السماء، فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر. ثم صلي أيضًا، فأعطت السماء مطرًا، وأخرجت الأرض ثمرها" (يع 5: 17، 18).
للأسف يستخدم الإنسان ما تعلنه نعمة الله معه، لتفتخر بها ذاته، وليس لكي يمجد عمل النعمة فيه، مع الاعتراف بضعفه.
كلمة أنا
أما الآباء الأنبياء والرسل والقديسون، فقد استخدموا كلمة (أنا) في مجال الاتضاع وانسحاق النفس..

كلمة أنا
إبراهيم أبو الآباء، الذي باركه الله، وجعله بركة، وقال له: "وفيك تتبارك جميع قبائل الأرض" (تك 12: 2، 3)، نراه في مجال كلمة (أنا) يقول "أنا تراب ورماد" (تك 18: 27).
وداود النبي، الذي كانت له دالة كبيرة عند الله، وقد صنع الله به نصرًا عظيمًا على جليات (1 صم 17)، نراه بعد ذلك لما عرضوا عليه مصاهرة الملك شاول، يقول لهم "هل هو مستخف في أعينكم مصاهرة الملك، وأنا رجل مسكين وحقير" (1 صم 18: 23).،وما أكثر اعترافه في مزاميره بضعفه. كأن يقول " ارحمني يا رب فإني ضعيف" (مز6: 2).
ويوحنا المعمدان، مع أنه كان أعظم من ولدته النساء (مت 11: 11)، يقول للرب "أنا المحتاج أن أعتمد منك" (مت 3: 14). ويقول للناس " يأتي بعدي من هو أقوي مني، الذي لست مستحقًا أن أحل سيور حذائه" (مت 3: 11) (لو 3: 16).
وبولس الرسول العظيم، الذي اختطف إلي السماء الثالثة (2كو 12: 2)، قال عن ظهور السيد المسيح للرسل بعد القيمة "وآخر الكل، كأنه للسقط ظهر لي أنا، لأني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلًا أن أدعي رسولًا، لأني أضطهدت كنيسة الله" (1كو15: 8، 9).
كلمة أنا
هذا هو الاستخدام السليم لكلمة (أنا) بروح الانسحاق.
وبنفس الروح، يرسل القديس العظيم بولس الرسول إلي تلميذه تيموثاوس فيقول "أنا الذي كنت قبلًا مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا. ولكني رُحمت لأني فعلت بجهل في عدم إيمان" (اتي 1: 13). يقول ذلك عن نفسه في رسالة إلي تلميذه، بينما العادة أن يفتخر المعلمون أمام تلاميذهم! ولكنه يستدم كلمة (أنا) بالطريقة السليمة.
ونلاحظ أنه عندما تحدث عن اختطافه إلى السماء الثالثة، لم يقل أنا، إنما قال "أعرف إنسانًا في المسيح يسوع" (2كو 12: 2) فلم يستخدم كلمة (أنا) في مجال التمجيد بينما استخدمها في الاعتراف بأخطائه.
كلمة أنا
في تمجيد الذات، اهتم الآباء بتمجيدها في السماء لا على الأرض.
في مجد (الأنا) على الأرض، في هذه الحياة الحاضرة القصيرة، كان يخيفهم قول الرب عن هؤلاء الذين ينالون مديحًا هنا من الناس:" الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم" (مت 6: 2). وتكررت نفس العبارة في (مت6: 5، 16). وبنفس المعني قال أبونا إبراهيم لغني لعازر: "يا ابني، اذكر أنك قد استوفيت خيراتك في حياتك" (لو16: 25).
أما الذين " أجرهم عظيم في السماء"، فهم أولئك الذين أخفوا كلمة (أنا)، وعملوا الفضيلة في الخفاء، أمام أبيهم السماوي الذي يري في الخفاء، وسيجازيهم علانية (مت 6). وأيضًا أولئك الذين استخدموا عبارة (لا أنا) وما يشابهها.

كلمة أنا
كلمة أنا
لا أنا:

مثال ذلك القديس بولس الرسول الذي قال عن خدمته الناجحة: "ولكن بنعمة الله، أنا ما أنا، ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة. بل أنا تعبت أكثر من جميعهم. ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي" (اكو 15: 10). وهنا نركز على عبارة:
"لا أنا، بل نعمة الله التي معي".
ويكرر بولس الرسول نفس المعني، فيقول "مع المسيح صُلبت. فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيً" (غل 2: 20). لا أنا الذي يعمل، بل المسيح الذي فيً يعمل كل شيء. أما فقد صُلبت كلمة (أنا) فما عادت تظهر.
كلمة أنا
وهكذا كل الخدام، لا تريد أن (الأنا) تنال مجدًا، بل يقولون:
"ليس لنا يا رب ليس لنا. لكن لاسمك القدوس أعط مجدًا" (مز115: 1).
نعم، في مجال التمجيد يقول كل منا: لا أنا، ليس لنا.
وهذا هو التدبير الذي سار عليه القديس يوحنا المعمدان. فكان يرفض كل تمجيد موجه إليه، إلي "الأنا" ويحوله إلي السيد المسيح قائلًا عبارته الخالدة:
"ينبغي أن ذاك يزيد، وأني أنا أنقص" (يو 3: 30).
ما أكثر ترديد المعمدان لعبارة لا أنا، أو لست أنا..
أما أنا فمجرد "صديق للعريس، يقف ويسمعه فيفرح فرحًا من أجل صوت العريس، إذن فرحي هذا قد كمل" (يو3: 29).
كلمة أنا
وعبارة (لا أنا) نقولها ليس فقط من جهة علاقتنا بالله، بل أيضًا من جهة علاقتنا ببعضنا البعض..
فمن جهة الكرامة، يقول كل منا: لا أنا، عملًا بوصية الرسول: "مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة" (رو12: 10).
ومن جهة الرئاسة يقول أيضًا كل منا لا أنا، عملًا بوصية الرب الذي قال: "من أراد أن يكون فيكم عظيمًا، فليكن لكم خادمًا،ومن أراد أن يكون فيكم أولًا، فليكن لكم عبدًا" (مت 20: 26، 27).
كلمة أنا
وفي عبارة "لا أنا" نتبع وصية الرب في المتكأ الأخير.
نترك المتكآت الأولي للكتبة والفريسيين الذين يشتهونها (مت 23: 6). وأن عرضت علينا يقول كل منا: لا أنا. بل أخي أفضل مني وأولي. وهكذا نحيا حياة الاتضاع..
رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 04:56 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Haia Female
..::| مشرفة |::..

الصورة الرمزية Haia

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 230
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 7,368

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Haia غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كلمة أنا

رائعة جدا مشاركتك
ربنا يبارك خدمتك
  رد مع اقتباس
قديم 11 - 01 - 2014, 07:58 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,860

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كلمة أنا

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
معنى كلمة ماران أثا كلمة منفعة لقداسة البابا شنودة الثالث
ما معنى كلمة صباؤوت ، ورب الصباؤوت ؟ ما معنى كلمة غرلة ؟ و كلمة ادوناى ؟
هل تعلم أن الرجل يتكلم خلال اليوم 12,500 كلمة بينما المرأة 22,000 كلمة?!
كلمة مستحيل دي كلمة إخترعها الإنسان علشان يبرر بيها عجزه !!
شرح كلمات الصلاة الربانية(أبانا الذى)-كلمة كلمة-الأب متى المسكين


الساعة الآن 12:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024