رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أ. حلمي القمص يعقوب
ما هى: حقيقة القيامة ؟ القيامة أمر طبيعي لمن قال عن نفسه "أنا هو القيامَة والحَياة" (يو 11: 25) أما الموت فهو النشاز. كان من المستحيل أن تظل الحياة في القبر.. إذ كيف تُقبَر الحياة؟! أو كيف يمسك الموت بتلابيب الحياة.. "لم يكن ممكنًا أن يُمسَك منه" (أع 2: 24) القيامة أمر عادي لمن هو قدوس بلا خطية.. القيامة أمر عادي لمن له سلطان الحياة والموت.. القيامة أمر عادي لمن هو رئيس الحياة.. حقًا.. المسيح قام.. بالحقيقة قام. وها نحن بعد عشرين قرنًا نتمتع بقيامة المسيح كما تمتع بها الذين سبقونا، والآتين من بعدنا نصيبهم محفوظ لهم.. ما أعظم أمجاد القيامة؟! ما ألذ ثمارها اللذيذة الحيَّة؟! ما هي أهم ثمار القيامة اللذيذة، وما هي ثمار الشكوك القاتلة؟ ما هي أهم ثمار القيامة اللذيذة، وما هي ثمار الشكوك القاتلة؟ ج: بالقيامة كان استعلان ألوهية المسيح.. فكل ما ظنه اليهود الأتقياء في السيد المسيح أنه مجرد إنسان مُرسَل من اللَّه لأداء مهمة معينة. أما اليهود الأردياء فلم يصدقوه، بل قاوموه وعيَّروه بما قالـه (أنـه ابن اللَّه) والتفوا حول الصليب "يُجَدِّفونَ عليه وهم يَهُزُّون رُؤوسهم. قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيّام، خلّص نَفْسَك. إن كُنت ابن اللَّه فانزل عن الصَّليب" (مت 27: 39، 40) أمَّا السيد المسيح فقد صنع ما هو أعظم من النزول عن الصليب، إذ بعدما سلم نفسه للموت من أجلنا قام منتصرًا ناقضًا أوجاع الموت، وقد أثبت صحة قوله أنه ابن اللَّه بالقيامة أكثر من جميع المعجزات التي أجراها، ولذلك يقول الإنجيل "وتَعيَّن ابن اللَّه بقوَّة من جَهة روح القَدَاسة، بالقيامة من الأموات" (رو 1: 4) و"تعيَّن" هنا أي اُستعلن لاهوته بالقيامة من الأموات. بالقيامة عاد المسيح إلى كنيسته.. فلو ظل في قبره لفقدته الكنيسة التي تبعثرت بصلبه، ولكنه قام فهو قائم في وسط كنيسته يحقق وعوده "حيثما اجتَمَعَ اثنان أو ثلاثة باسْمي فهُناك أكون في وسْطهم" (مت 18: 20) "ها أنا مَعَكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر. آمين" (مت 28: 20). بالقيامة نلنا النصرة على الخطية والموت والشيطان.. فالصليب بدون قيامة هو الموت بعينه، أما القيامة بعد الصليب فهي الحياة بعينها.. بالصليب حلَّ السيد المسيح مشكلة الخطية، وبالقيامة حلَّ مشكلة الموت. بالصليب خلصنا من سلطان إبليس، وبالقيامة صيَّرنا أبناء لأبيه. بالصليب وفّىَ العقوبـة التي علينا، وبالقيامة ردّنا إلى الفردوس المفقود، ولذلك اختار قبرًا جديدًا في بستان أخضر. بالقيامة تبرَّرنا وصار لنا سلام مع اللَّه.. فالسيد المسيح "أُسلِمَ من أجل خَطَايانا وأُقِيمَ لأجْل تبريرنَا" (رو 4: 25).. "فإذ قد تبرَّرنا بالإيمان لنا سَلاَم مع اللَّه بربِّنا يسوع المسيح" (رو 5: 1). بالقيامة انتصرنا على الهزيمة والفشل واليأس.. انقشعت ساعة الظلمة وأشرقت أنوار القيامة لكيما تبعث في كل نفس متعبة ذليلة القوة والأمل والحياة والنصرة والرجاء في الأبدية السعيدة. بالقيامة نسلك في جدّة الحياة.. "فدُفِنَّا مَعَهُ بالمعموديّة للموت، حتى كما أُقيم المسيح من الأموات، بمَجد الآب، هكَذا نَسْلُك نحن أيضًا في جِدَّة الحياة" (رو 6: 4) فالمعمودية هي موت وقيامة مع المسيح المصلوب القائم: "مُبَارك اللَّه أبو ربنا يسوع المسيح، الذي حَسَب رحمته الكَثيرة وَلَدنَا ثانيةً لرجاءٍ حَي، بقيامَةِ يسوع المسيح من الأموات" (1بط 1: 3).. "لأعْرفَهُ، وقوَّة قيامَتِهِ وشركَة آلامِهِ، متشبّهًا بمَوتِهِ" (في 3: 10). بالقيامة أصبح هناك معنى جديد للألم.. فهو مشاركة للمسيح المصلوب حتى إذا تألمنا معه نستحق أن نتمجَّد معه "إن كُنا نتألَّم مَعَه لكي نتمجَّد أيضًا معه" (رو 8: 17) حتى أصبح الألم هبة لأبناء اللَّه الأمناء "لأنه قد وُهِبَ لكم لأجْل المسيح لا أن تُؤمنوا به فقط، بل أيضًا أن تتألَّموا لأجْلِهِ" (في 1: 29). بالقيامة أصبح لنا الحق في سكنى الملكوت.. بالصليب رضى الآب عن البشرية، وبالقيامة دخلنا إلى دائرة الحب الإلهي: "لأنه إن كُنَّا قد صِرنا مُتَّحدين مَعَهُ بشبه موته، نَصير أيضًا بقيامَتِهِ" (رو 6: 5).. "وأقامَنا مَعَه، وأجْلَسنا مَعَهُ في السَّماويَّات في المسيح يسوع" (أف 2: 6).. إلخ. وبينما نتمتع نحن بثمار القيامة اللذيذة، فإن الشيطان لا يكفّ عن إلقاء الشكوك القاتلة في قلوب الناس، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى.. لقد تلقى الشيطان الهزيمة الساحقة على الصليب، ولكن لأنه لا يعرف لليأس طريقًا، فلذلك ذهب يجمع أشلاءه المتناثرة محاولًا بكل ما بقى له من جهد أن يزرع فكر الشك في القيامة، فتارة يلقي بذار الكذب في قلوب رؤساء الكهنة والكتبة فيدفعون الرشوة للجنود الرومان لكيما يكذبوا ويقولوا أن تلاميذه جاءوا ليلًا وسرقوا الجسد ونحن نيام، وتارة يحاول الشيطان بث أفكاره من خلال مدرسة النقد الأعلى التي نشطت في القرنين 18، 19، والتي أنكرت كل ما هو معجزي في الكتاب المقدَّس بما فيه القيامة، وإن أرادت نعمة اللَّه وعشنا فإن موضوع مدارس النقد وما نشأ عنها من أفكار هدّامة مُحاوِلة نقض الكتاب المقدَّس، والرد على هذه الأفكار، فإنها ستكون موضوع بحث مستفيض لنا إن أراد الرب ذلك، وهنا نعرض باختصار شديد بعض الأشخاص الذين استغلهم الشيطان للتشكيك في قيامة السيد المسيح: ماثيو أرنولد - هرمان صموئيل ريماروس - شيلر ماخر - فنيتورني - كورث بيرنا - هيوج شوتفيلد - د. تريفور لويد دافيز وزوجته مارجريت 1ـ "ماثيو أرنولد": ألف كتابًا بِاسم "التعقُّـل العذب" Sweet Reasonobleness وأنكر فيه كل معجزات العهد الجديد بما فيها قيامة المسيح، وجرّد الإنجيل كلية من المعجزات. |
|