27 - 04 - 2013, 08:16 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الظهور الإلهي
تُشبّه الكنيسة الأورثوذكسية بالسفينة التي تبحر في النور الإلهي الغير المخلوق التي تصل إلى أقصى مجدها داخل الأعياد السيدة الكبيرة، بالخصوص، ومنها عيد الظهور الإلهي. كلمة الظهور الإلهي تشرح لنا فحوى العيد ومعناه وهو ظهور الله كثالوث في نهر الأردن. الله أرثوذكسياً ثُلاثي الأقانيم وكثيراً ما تعبر عن هذه الحقيقة الليتورجية الكنسية كالقداس الإلهي “آبُ وابنُ وروح قدس ثالوثُ متساو في الجوهر وغير منفصل” تحمل هذه الكلمات كل العقيدة الأرثوذكسية حول الثالوث.
يقول الآباء أن أحد أهم أهداف التجسد هو الكشف الإلهي للثالوث القدوس. وهذا ما حدث في نهر الأردن الابن اعتمد والآب يشهد “هذا هو ابني الحبيب” والروح القدس يظهر بهيئة حمامة. وهو يشبه ظهور الله كثالوث في التجلي على جبل ثابور. عقيدة الثالوث واضحة جداُ في الكتاب المقدس وتؤكّدها الكتب الليتورجية. بالعموم يمكننا القول أن المسيح هو الحقيقة والآب هو أب الحقيقة والروح القدس هو روح الحقيقة.
الكنيسة الأرثوذكسية تستند على هذه الحقيقة في عيشها مع الله، فتُعمّد على اسم الثالوث “يُعمّد عبد الله على اسم الآب والابن والروح القدس” في القداس الإلهي نستدعي بركة الثالوث “نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس لتكن معكم جميعاً” عندما نتناول جسد ودم المسيح نحصل على نعمة الثالوث لأن المسيح هو باتحاد دائم مع الآب والروح القدس. المواهب التي عندنا نحن أعضاء الكنيسة ليست إلا هبة من الروح القدس لتساعد على تشكيل جسد المسيح الصحيح وذلك لمجد الله الآب. ويشدد الآباء على حفظ الوصايا لنكون بشركة مع الثالوث القدوس، فيقول القديس مكسيموس المعترف: “الذي يقبل إحدى الوصايا ويحفظها فهو يملك الثالوث القدوس”.
صلاتنا يجب أن لا تبدأ وتنتهي عند المسيح فقط، لأن هذا ما تفعله الكنيسة البروتستانتية، بل يجب أن نتوجه للثالوث القدوس، وإذ لا نفعل ذلك فهذا يُشير أننا لا نعيش أُرثوذكسياً في الكنيسة. يشدد الآباء على أن عيش التوبة الحقيقة والفكر الأرثوذكسي يؤدي إلى شركة مع الثالوث القدوس وبهذه الشركة نكون قد احتفلنا حقيقة بعيد الظهور الإلهي وذلك بظهور الثالوث القدوس فينا.
|