|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هَلِ اللهُ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ، أَوِ الْقَدِيرُ يَعْكِسُ الْحَقَّ؟ [3] حسب بلدد في ثورة أيوب هياجًا ضد الله، وكأن الله يعوج القضاء ويعكس الحق. حاشا لأحدٍ أن يظن هذا. الإنسان في ضعفه قد يلجأ إلى عكس الحق بسبب خوفه، أما الله فهو "القدير"، فلا يكون ظالمًا ولا يفعل ما هو باطل. * لم ينكر الطوباوي أيوب ذلك في حديثه، ولا كان يجهله عندما كان يمسك لسانه. لكن كل الوقحين يتكلمون بالحقائق المعروفة بكلمات ضخمة لكي يظهروا بهذا أنهم متعلمون. إنهم يستنكفون من أن يحفظوا سلامهم بروح التواضع، لئلا يُظن أنهم صامتون عن جهلٍ. إنما من المعروف أنهم يمدحون استقامة عدالة الله عندما يكونون هم في أمانٍ من المصائب، ويتمتعون برخاء حياتهم بينما يكون الغير يعانون من كوارث. إنهم يسلكون في الشر، ومع هذا يظنون أنهم أبرار. إذ هم في رخاءٍ يتصورون أن هذا بفضل استحقاقاتهم، ويستنتجون أن الله لا يعمل ظلمًا... ولكن إن لمست حياتهم قوة للتصحيح (بالتأديب) ولو إلى أقل درجة، يندفعون للحال مهاجمين السياسة الإلهية، بينما كانوا منذ قليل - إذ لم يصبهم أذى - يطرون في المديح والإعجاب بالتدبير الإلهي. إنهم يرفضون أي حكم أن يكون عادلًا متى حلّ بهم... حسنًا ينطق المرتل ضد اعتراف الشرير: "يحمدك إذا أحسنت إليه" (مز 49: 18)... لهذا لا نعجب أن يحمد بلدد عدالة الله مادامت لا تمسه شخصيًا. البابا غريغوريوس (الكبير) غالبًا ما يسند عدو الخير الهراطقة في كل الأجيال بالإمكانيات المادية والكرامة الزمنية ليقتنصوا أولاد الله من أحضان العروس المقدسة، تارة بالفلسفات البّراقة المخادعة، وأخرى بالإغراءات المادية، وثالثة بحفظهم من الضيق الذي تعانيه العروس شريكه المصلوب. هذا هو دور بلدد الذي ظن في جهله حكمة، وحسب أيوب مجدفًا على الله القدير ومتذمرًا على العدالة الإلهية. * اخترع (عدو الخير) الهرطقات والانشقاقات لكي يتلف الإيمان، ويفسد الحق، ويحطم الوحدة. وإذ يعجز عن أن يحفظنا في طرق الخطأ الجديد المظلمة يسحبنا إلى متاهة جديدة للخداع. إنه يصطاد الناس بعيدًا عن الكنيسة نفسها، وإذ يظنون أنهم اقتربوا من النور وهربوا من ليل العالم يغمرهم في ظلمة جديدة وهم غير مدركين لها. ومع أنهم لا يتمسكون بالإنجيل ونظام المسيح وناموسه يدعون أنهم في النور خلال مداهنات العدو المخادعة، هذا الذي يقول عنه الرسول أنه يغير نفسه إلى ملاك نور ويزين خدامه كخدام للبرَ. يدعون الليل نهارًا، والموت خلاصًا، واليأس رجاءً، والخيانة أمانة، وضد المسيح المسيح، ويثبط الحق بالخداع بإبراز الحق بصورة كاذبة. هذا هو ما يحدث يا إخوتي عندما لا نعود إلى ينبوع الحق، عندما لا نتطلع إلى الرأس ونحفظ التعليم الصادر من السماء. القديس كبريانوس ثيؤدورت أسقف قورش * إن وجدنا هذه الشخصيات الثلاث أيها الأخوة القديسون، نجد من يليق بنا أن نحبهم، ومن يجب علينا أن نحتملهم، ومن يلزمنا الحذر منهم. فالراعي يُحب، والأجير يُحتمل، واللص يُحذر منه. القديس أغسطينوس القديس أمبروسيوس |
|