قنع رحبعام أبوه بمظهر أتراس النحاس دون الذهب، قنع أبيّا بالكلام دون العمل!
لم يكن داود من هذا النوع إطلاقًا، بل كان حلوًا حقيقيًا نقيًا. والقلب النقي هو القلب الأصيل authentic الذي لا يحاول أن يخدع الآخرين. هكذا عاش داود، لم يقلّد ولم ينتحل شخصيات أخرى، ولم يتقمص أدوارًا ليست له. فلم يرضَ بملابس شاول وعدّة حربه، بل ولم يستطع أن يخطو بها خطوة واحدة! ترى كم خطوة خطونا نحن بملابس غيرنا؟ وكم خطوة ظننا أننا تقدمنا بينما نحن نتظاهر بمظهرٍ خادعٍ ليس لنا؟!
وأخيرًا، هل نطلب مع داود هذا القلب النقي المتوافق مع قلب الله، فتتسق أقوال فمنا مع أفكار قلوبنا وأعمال يدينا؟ «قَلْبًا نَقِيًّا اخْلُقْ فِيَّ يَا اَللهُ»، «لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ، صَخْرَتِي وَوَلِيِّي» (مزمور٥١: ١٠؛ ١٩: ١٤).