توسل وتسبيح
جاء التوسل هنا صلاة يُسَر الله بها، فمع الاعتراف بالخطايا
تحمل الصلاة روح الرجاء في الخلاص والتسبيح لله كمخلصٍ.
ينتهي المزمور بالتسبيح الجماعي لله، يُعتَبَر مجدلة
يختم بها المرتل الكتاب الرابع من سفر المزامير.
خَلِّصْنَا أَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهُنَا،
وَاجْمَعْنَا مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ،
لِنَحْمَدَ اسْمَ قُدْسِكَ،
وَنَتَفَاخَرَ بِتَسْبِيحِكَ [47].
سِر قبول اليهود ضد المسيح هو تفكيرهم المادي
وتفسيرهم الحرفي للنبوات.
وكما يقول القديس أغسطينوس:
[يبدو لي أن الشعب الإسرائيلي الجسداني سيظن أن النبوة تتحقق
(في ضد المسيح)، القائلة: "خلِّصنا أيها الرب إلهنا، واجمعنا
من بين الأمم" (مز 106: 47). تتحقق تحت قيادته وأمام أعين
أعدائهم المنظورين هؤلاء الذين سيأسرهم
بطريقة منظورة ويقدم المجد المنظور .]
* من يمكنهم أن يُجمَعوا من بين الأمم إن لم يخلصوا؟!
القديس أغسطينوس
مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ.
وَيَقُولُ كُلُّ الشَّعْبِ: آمِينَ. هَلِّلُويَا [48].
ليتنا ننتهز كل فرصة لنشكر ونُسَبِّح الله،
ونحث الآخرين للشركة معنا في التسبيح.
من وحي المزمور 106
أُسَبِّحك يا غافر الخطايا
* أعترف لك يا مخلصي بخطاياي،
أكشف لك أعماقي،
يا من تعرفها أكثر مني.
أعترف لك إني خاطئ،
محتاج إليك يا غافر الخطايا!
لتكشف لي ذاتك،
فأتلامس مع مراحمك الغزيرة.
أنعم بها هنا، وأعيشها في السماء إلى الأبد.
* أعمالك قديرة وعجيبة!
تُحَوِّل قلبي من مزبلة إلى ملكوتك المُفْرِح.
تُقيم من أعماقي عجبًا،
فتشهد حياتي لخلاصك الفائق.
وأصير تسبحة، تُنشد ألحان مراحمك.
* حقًا من يقدر أن يشهد لك،
إلا الذي يحفظ الحق الإنجيلي،
ويمارس البرّ في كل حين.
أنت هو الحق والبرّ،
لأقتنيك في أعماقي،
فأصير بالحق شاهدًا لأعمال حبك الإلهي!
* ضمني إلى شعبك،
فأصير عضوًا في جسدك.
تعهدني بخلاصك، فأنت هو المخلص.
أنت غافر الخطايا، وواهب الشفاء للنفوس.
فتحفظ حقك، وتمارس برّك.
* في غِنَى نعمتك تسكب السعادة والعذوبة على شعبك.
تملأهم بالبهجة، فيتهللون.
لستُ أطلب شيئًا عن استحقاق لي،
لكنني أطلب من غِنَى مراحم، يا محبًا لشعبك!
* أعترف لك إنني أخطأت مع بيت آبائي.
هب لي أن ألمس حبك، وأتمتع بمراحمك.
انتهرت البحر الأحمر،
فأوجدت يابسًا وسط المياه،
يَعْبُر به شعبك متهللًا،
ويغرق فيه العدو، فلا يقوم!
قل كلمة، فأعبر إليك وسط مياه العالم.
ويسقط عدو الخير بكل جنوده وخططه.
تتحول الضيقة إلى خلاص عجيب.
عوض الآلام أتمتع بفرح التسبيح لك.
* أمرتَ البحر بلغة لم يسمعها البشر،
ولم يدركها أحد منهم.
سمعتْ المياه صوتك فأطاعت،
أما البشر فلم يسمعوا شيئًا!
المياه التي بلا عقل ولا حِس سمعت وأطاعت.
تحوَّلتْ اللجج العميقة إلى طريقٍ جافٍ.
صارت الأعماق أشبه ببرية يعبر عليها الشعب!
أنت إله المستحيلات، صانع العجائب لمختاريك!
* قدَّمتَ لهم أكثر مما سألوا وفوق ما طلبوا.
لكن في جحودهم تمردوا عليك،
وقاوموا العظيم في الأنبياء موسى، ورئيس الكهنة هارون.
* هب لي فهمًا، فأدرك أسرار حبك.
وأدرك ما وراء معاملاتك مع شعبك.
مبارك أنت يا رب إلى الأبد. آمين.