رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 119 من هم الكاملين؟ هذا المزمور نبوي وفي نهايته يشير إلى المسيح، لكنه إذا كان يتحدث عن المسيح فهو الوحيد القادر أن يتمم الوصية الإلهية ومشيئة الله، وكأنه هو الذي يقول للآب السماوي إني حفظت وصيتك من كل قلبي. فالمسيح هو الوحيد الذي استطاع أن ينفذ وصية الآب بالكامل، وهو يستطيع أن يتمم الناموس، لأن الإنسان عاجز عن تتميم الناموس، المسيح هو المتمم لنا ونحن نتمم فيه الوصية الإلهية. الإنسان يصير بار وكامل في المسيح، إذا استطاع أن يحفظ كلمة الله ويعيش بها حينئذ تثبت فيه كلمة الله، وبهذا يصير الإنسان كاملاً إذا ثبت في المسيح الكامل. لذلك نجد كاتب المزمور يترجى وجه الله في اتضاع شديد ” ليت طرقي تثبت في حفظ فرائضك “. وهو أيضا ممتن لقبوله ناموس الله ومعرفته به “أحمدك باستقامة قلب معلمي احكام عدلك”، ويتمسك جدا بكلمة الله ” لا تتركني إلي الغاية “، أي لا تتركني إلي أن أحفظ وصاياك، إذ أنها عطية وبركة كبيرة أن يحفظ كلمة الله. لكي نفهم قيمة الناموس أو شريعة الله أو أقوال الله بالنسبة لليهودي، نستطيع أن نري هذا المفهوم في كتاب مشهور (فصول من الآباء)، هذا كتاب يهودي يحمل تعليم أو تقليد خاص بالديانة اليهودية، فيقول في جزء من الكتاب “أن الناموس هو ممثل الحضور الإلهي”. فإذا جلس اثنان يدرسوا أو يتحدثوا في الناموس، فهناك يكون الحضور الإلهي أو بالتعبير اليهودي (الشاكيناه)، إذا كلمة الله او الوصية الإلهية تستحضر الله في هذا المكان، فإذا حفظ الإنسان كلمة الله في داخل قلبه يصبح الحضور الإلهي في قلب الإنسان. فهذا هو المعني الحاضر في فكر كاتب المزمور. لأنهم كانوا يظنون أن الحضور الإلهي في الهيكل فقط. لكن هنا نري تطوراً في فكرهم أن الحضور الإلهي حاضر داخل قلب الإنسان، وهذا يستعلن في العهد الجديد بقوة، حيث أن الحضور الإلهي صار في قلب الإنسان بواسطة يسوع المسيح ابن الله الكلمة. فالمسيح هو الله الظاهر في الجسد، أو المسيح هو كلمة الله المتجسد (حضور إلهي في البشرية)، فالمسيح فتح لنا كلنا من خلال تجسده واتحاده بالطبيعة البشرية أن يكون هو حاضر فينا |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مكافئة الفتيان الكاملين |
أكاليل القديسين الكاملين وأنواعها |
طريق الكاملين |
طريق الكاملين |
صلاة الكاملين _ يوحنا الدّلياتي |