31 - 07 - 2012, 07:59 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
وسيلة النُصرة
فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد تسلحوا أنتم أيضاً بهذه النية (1بط4: 1)
أول ما تطالعنا به الأناجيل هو محبة الآب للابن. ففي مشهد المعمودية عندما دخل المسيح وربط نفسه مع التائبين عن الخطية، ولكي تميزه السماء عنهم تنفتح وتأتي شهادة الآب بأن هذا الإنسان يختلف عن الباقين .. « هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت ». وبعد هذا الإعلان مباشرة « للوقت أخرجه الروح إلى البرية وكان هناك في البرية أربعين يوماً يُجرَّب من الشيطان » (مر1: 12،13).
ونلاحظ أن المسيح ـ تبارك اسمه ـ لم يواجه الشيطان باعتباره ابن الله (لذلك لا نجد ذكر للتجربة في إنجيل يوحنا) لأنه لو واجهه كابن الله لَمَا وقف أمامه العدو لحظة واحدة، وما كان لنا نحن فائدة من هذا الاختبار.
إذاً لقد واجه المسيح التجربة كإنسان في حالة الطاعة والاستناد على الله. ولا يوجد شيء أقوى من الطاعة. إنها ذلك المبدأ الإلهي الذي يعطينا النُصرة على العدو.
ما الذي أسقط آدم؟ العصيان. فلو أن آدم كان حازماً في الطاعة ما كان هناك سبيل لدخول العدو.
لذلك كانت الإجابة الواضحة البسيطة على تجربة العدو « مكتوب .. مكتوب .. مكتوب ». فكإنسان أطاع، ونقرأ في فيلبي2 أنه « أطاع حتى الموت موت الصليب » وهذه الآية تتكلم عن مسيرة حياته كلها، تلك التي كللها بعمل الصليب.
وفي 1بطرس4: 1 يعطينا هذا الأمر كسلاح « فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد، تسلحوا أنتم أيضاً بهذه النية » بمعنى أن المسيح من ساعة أن واجه العدو في البرية حتى مواجهته له عند الصليب، سواء ما عرضه عليه في التجربة وهو إغراءات العالم والجسد، أو فيما بعد بتهديدات الخوف والرعب من الصليب .. في كل هذه فضَّل المسيح أن يطيع الله منفذاً مشيئته، متألماً، على أن يستريح ولا يطيع الله. لذلك قيل في عبرانيين2: 17 « لأنه في ما هو قد تألم مجربا ». لماذا تألم مجرباً؟ لأنه رفض التجربة. وعندما نُجرَّب نحن ونرضخ، لا يكون هناك ألم، وذلك لأننا نكون قد أعطينا الحرية للجسد، لكن عندما نُجرَّب رافضين التجربة لا بد أن يكون هناك ألم. وهذا هو معنى بقية الآية في 1بطرس4 « لأن مَنْ تألم في الجسد كُفّ عن الخطية ».
|