فلنفرح فى التجارب
حياة الإنسان على الأرض مليئة بالأتعاب والأوجاع فالتجارب والبلايا تلازمه فى كافة مراحل حياته بل أنها تلازمه من المهد إلى اللحد .?
ولا يخلو إنسان من تجربة أو بلية تعكر صفو حياته من الحاكم الجالس على عرشه إلى الفقير الساكن فى عشه . وإذا أردت أن تحصى مقدار التجارب لزمك أن تحصى عدد البشر مضروبا فى كم هائل من الأرقام فلكل إنسان تجاربه الخاصة وشوكاته التى يصرخ منها متوجعا . حقا قال المرنم عن أيام حياة الإنسان أن أفخرها تعب وبلية . ( مزمور 90 : 10 )
إن حياة الإنسان على الأرض هى فترة قصيرة " بخار يظهر قليلا ثم يضمحل " ( يعقوب 4 : 14 ) لذلك لايريد الرب لأولاده أن يلتصقوا بالعالم ولا أن يضعوا أمالهم فيه فيسمح لهم بالضيقات فيلتجؤن اليه .
أن الالام التى نصافها فى طريق حياتنا ماهى الا رسائل محبة من الله لتنبه الغافين للتقويم والتأديب فهى تستحق كل اكرام واعتبار إن لم نبال بها كان ذلك أستهانه بمرسلها .
أن النفس التى تقترب من يد الله المقدسة الطاهرة فى وقت الضيق تتطهر بالتوبة والندامة وحينئذ تسكن آمنه فى ملجأ الرب .
فيا من تعيشون تحت التجارب طهروا ذواتكم وأقتربوا من الهكم بثقة موجهين قلوبكم ومسلمين ذواتكم لمشيئته فتشعرون بتعزياته التى يفيضها فى نفوسكم .
القوا بأنفسكم عند قدميه قائلين يارب أنت راحة النفوس المتعبة وقد وعدت بالراحة للذين يقبلون اليك . أن نفوسنا خالية من كل استحقاق ولكننا نتكل على استحقاقاتك . لا بر لنا ولكن برك يكفينا . وفى قبولك لنا تظهر رحمتك وغنى نعمتك .
إذا فعلنا ذلك ترتاح النفس المجربة وتجد السلام التام فى قلبها بل يغمرها فرح عظيم . حقا قال القديس يعقوب الرسول " احسبوه كل فرح ياأخوتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة " ( يعقوب 1 : 2 )