"انه كما أن الآب له حياة في ذاته
كذلك أعطى الابن أيضًا أن تكون له حياة في ذاته."
(متى 26:5)
الطبيعة الإلهية للآب هي نفسها الطبيعة الإلهية للابن.
والحياة هي من صميم خواص الطبيعة الإلهية.
فالله حي بذاته أي الحياة ليست ممنوحة له. لذلك نصلي
"قدوس الحي الذي لا يموت"
أعطى الابن أيضًا أغسطينوس يقول أن أعطى تساوي ولد،
فالابن مولود وله حياة في ذاته من آب له حياة في ذاته.
ليس أنه أعطاه شيئًا من خارجه
فهو لأنه مولود منه بالطبيعة
له نفس ما للآب كولادة النور من الشمس.
هو لم يعطه حياة في ذاته،
بل أعطى الابن أن تكون له الحياة في ذاته. هو لم يقل
(الآب أعطى للإبن حياة في ذاته)
فهذا يعني أن الابن لم يكن له حياة في ذاته،
والآب أعطى له حياة.
ولكن قال (أعطى الابن أيضًا أن تكون له حياة في ذاته)
فالابن فيه الحياة التي في الآب.
الحياة الذاتية التي لا تموت.
ولأن له الحياة في ذاته
يستطيع أن يحيي من يسمع صوته.
والآية تشير للتساوي التام والتطابق التام
بين الآب والابن خصوصًا أن لفظ أيضًا
يشير لهذا فكل ما هو للآب هو للابن (يو10:17).
ويقصد بالآية أن هناك تقسيم للعمل داخل الثالوث القدوس.
وهو يذكر هذه الآية هنا بعد آية (25)
لكي يشير أن للإبن سلطان أن يعطي حياة لمن يسمع صوته ويتوب ويؤمن.
ويقولها قبل آية (29):
فللإبن سلطان أن يعطي حياة للأموات. وقد رأينا توزيع الأعمال أيضًا في آية (مت 22:5)
فالدينونة هي للابن. فالآب له حياة في ذاته والابن له حياة في ذاته.
ولكن كلمة أعطى تفيد التمايز بين الآب والابن
. وكما أن الآب لا يستمد وجوده من آخر كذلك الابن لا يستمد وجوده من آخر.
والابن بإتحاده بالآب هو أيضًا واهب حياة
بسلطانه المطلق الناتج عن هذا الإتحاد.
ولكن بحكم أن المسيح كان تجسده في فكر الله
منذ الأزل فإن الآب أعطى أن تكون للابن الحياة
في ذاته ليعطيها بكونه فاديًا،
ولكن بكونه إلهًا ذا جوهر واحد مع الآب
فهو له الحياة في ذاته، هو نبعها ومعطيها.
ويمكن بتشبيه بسيط
أن نقول أن الآب أعطى الابن كذا أنني مثلًا خصصت ذراعي اليمنى لكذا..
والابن مشبه فعلًا بذراع الله (أش9:51). باختصار
فالمعنى أن الآب له حياة في ذاته،
ومولود منه ابن له نفس طبيعته،
أي له حياة في ذاته.
ولأن الآب يريد أن يعطي حياة للبشر يكون هذا عمل الابن.
فالابن ينفذ إرادة الآب.
وإرادة الآب والابن واحدة لأنهما واحد.
لكن الآب يريد والابن ينفذ.
ولكن لماذا قالها المسيح هكذا ولم يقل
"أنا لي الحياة في ذاتي أهبها لمن أشاء"
المسيح يستعلن الآب فهو الابن
لذي في حضن أبيه الذي يخبرنا عن الآب ومحبته
(يو18:1) + (يو27:16)
فالابن أتى ليعطى حياة لنا ،
وهذه إرادة الآب، الآب يريد والابن أتى لينفذ
هو يربط بينه وبين الآب حتى لا يشكوا فيه.