بل ماذا خَرَجتُم تَرَون؟ أَنَبِيّاً؟ أَقولُ لَكم: نَعَم، بل أَفضَلُ مِن نَبِيّ.
" أَفضَلُ مِن نَبِيّ" فتشير إلى مجيء يُوحنَّا المَعمَدان الذي هو الوحيد الذي تنبَّأ أنبياء العهد القديم به (ملاخي 1:3، أشعيا 3:40). تنبأ ملاخي بولادته (لوقا 13:1) وامتلأ بالروح من بطن أمِّه (لوقا 15:1).
وهو أفضل من نبي، لانَّ كل الأنبياء تنبأوا عن مجيء المسيح، واشتهوا أن يروه، فلم يستطيعوا، أمّا يُوحنَّا فنال ما طلبوه وأعدَّ له الطريق مباشرة.
وكان هو الواسطة لتعريف اليهود بان يسوع هو المسيح بشخصه مشيرًا بإصبعه، قائلًا: "هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم" (يُوحنَّا 1: 29). وبالمقابل مدح يسوع يُوحنَّا لأنه فهم بعد أن تأمل فيما كان يجري على أيدي يسوع. عرف أن يشفِّر علامات الزمن، وأن يدرك أن يسوع هو المسيح المنتظر.