الطريق الأسرع نحو خراب البيوت المستعجل

[Mary Naeem]

الطريق الأسرع نحو خراب البيوت المستعجل


قائمة من النصائح البالية تتعامل معها مكسورات الجناح كحائط صد، وقت أن تخرج إحداهن عن صمتها، وتعلن العصيان على زوج تناسى رجولته وقرر أن يتعامل معها على أنها خادمة لا حقوق لها وفى أوقات أخرى تصلح للمتعة.

"استحملى ومتخربيش على نفسك"، "اصبرى ... بكرة يكون كويس"، هذه النصائح وغيرها كافية لأن تهدم آلاف المنازل، وتجعلها حطاما، فالصبر والتحمل لا يصنعان رجالا بل يجعلانه أكثر "نطاعة"، الشدة وحدها تفعل، فى السطور التالية نرصد أشهر 10 نصائح متداولة بين من سبقونا بالفشل، ويرغبن فى أن نكرر نحن تجاربهن عن طيب خاطر....

"استحملى كل البيوت فيها مشاكل"
من المؤكد أن العلاقات بكافة أشكالها لا تخلو من المشاكل، ولكن نحن فقط من نستطيع تقييم هذه المشاكل، ونحدد إذا كان من الممكن أن نتجاوزها أم لا، ليست كل المشاكل من الأفضل أن نتعامل معها بالصمت، ولكن الشدة فى أوقات كثيرة هى الرادع الوحيد لرجل قرر ضرب وإهانة زوجته، فالصمت هنا لا يعنى إلا مزيدا من التخاذل، وموافقة ضمنية على أن من حقه أن يفعل كل هذا، فهو هنا لا يراها امرأة أصيلة تخشى على منزلها من الهدم، بل يراها مستسلمة خائفة.
"اعقلى وحافظى على بيتك"
كما قالتها الست من قبل"للصبر حدود"، فلا يجب أن تُجبر زوجة تتعرض للإهانة اليومية من زوج لا يعرف دوره، فقط يرغب فى أخذ حقوقه كاملة، وتطالبها بالعقل، خوفاً من أن يهدم البيت، فإذا كان رب هذا البيت لا يعرف دوره وغير قادر على احترام من فيه، فأى بيت تطالبها بالحفاظ عليه.
"الراجل يطفش.. والست تعشش"
العلاقات الصحية لا تقبل أن يكون أحد أطرافها غير قابل بها، أو متقبلها على مضض، فكل هذا يعنى أن هذه العلاقة خاسرة، وأن نهايتها لن تكون أسوأ بكثير من واقعها الحالى، فإذا كانت علاقتك بزوجك وصلت إلى هذا الحد، فلا تستمعى إلى نصائح من حولك، فقط اختارى الطريق الأنسب لكِ فلم يعد هناك مجال لمزيد من خسارة الوقت والكرامة، فإذا لم يكن يرغب هو الآخر فى أن" يعشش" فـافعلى مثله.
"يا بنتى ضل راجل أحسن من مفيش"
طريقة أخرى للاستسلام تراها الأمهات هى الأفضل لبناتهن، بدلاً من أن يحصلن على لقب مطلقات، فالعيش بكنف شخص لا يقدر ولا يفهم ولا يستطيع أن يقدم أى شىء لشريك الحياة، فهذه علاقة لا معنى لها، والاستمرار بها لن يخلق منزلاً قوياً وأطفالا أسوياء، فقط يصنع عائلة مُعقدة نفسيًا.

أما عن رأى الطب النفسى فى طريقة تعامل السيدات مع مشاكلهن، وما يجعل هذه الطريقة هى الأسوأ والتى تعُجل فى بعض الأوقات "بخراب البيوت"، يعلق محمد مصطفى دكتور الطب النفسى بمستشفى العباسية قائلاً :"فى مجتمعنا نحمل الكثير من المفاهيم الخاطئة، التى تجعل السيدات يتحملن ما لا طاقة لهن به، فليس معنى "الست الأصيلة"، هى التى تتحمل رجل لا يعرف معنى للرجولة والشهامة، أو رجل قرر أن يوهب حياته للمخدرات، وكذلك من اعتبر أنه من حقه أن يتطاول على زوجته سواء بالضرب أو الألفاظ الخارجة، فلا يجب على الزوجة أو الأهل التعامل مع مثل هذه المشاكل بهدوء، بل يجب أن يكون هناك مواقف شديدة تعبر عن رفضهم لمثل هذه الممارسات، لأن الصمت لا يعنى لرجل بهذه العقلية أن الطرف الآخر يخشاه".

وأضاف دكتور الطب النفسى: "لذا أنصح السيدات دائماً بأن يتصرفن بناء على ما يمرن به ويعيشنه، وليس بناءً على نصائح وتجارب الآخرين، التى لن تؤثر بشكل إيجابى عليهن، لأن لكل حالة خصوصيتها، وأنصحهم أيضًا بعدم التخاذل".