رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القيامة واتحاد الأرواح بالأجساد القيامة معجزة ممكنة. وأيضًا هي معجزة لازمة، لأجل العدل ولأجل التوازن: إنها لازمة من أجل العدل. من أجل محاسبة كل إنسان عن أفعاله التي عملها خلال حياته علي الأرض، خيرًا كانت أم شرًا، فيثاب علي الخير، ويعاقب علي الشر. ولو لم تكن قيامة، لتهالك الناس علي الحياة الدنيا، وعاشوا في ملاذها وفسادها، غير عابئين بما يحدث فيما بعد. أما الإيمان بالقيامة، وما يعقبها من دينونة وجزاء، فإنه رادع للناس، إذ يشعرون أن العدل لا بُد أن يأخذ مجراه في العالم الآخر. وهذا الجزاء لا بد أن يكون بعد القيامة واتحاد الأرواح بالأجساد: لأنه ليس من العدل أن تجازي الروح وحدها، ويترك الجسد بلا جزاء علي كل ما فعله في عصيان الروح أو في طاعتها. إذن لا بُد أن يقوم الجسد، وتتحد به الروح، ويقف الاثنان معًا أمام الله. لأن كل أعمالهما علي الأرض كانت معًا كشريكين ملتزمين.. والقيامة لازمة أيضًا من أجل التوازن. ففي الأرض لم يكن هناك توازن بين البشر، ففيها الغني والفقير، السعيد والتعيس، والمنعم والمعذب.، فإن لم تكن هناك مساواة علي الأرض، فمن اللائق أن يوجد توازن في السماء. ومن لم ينل حقه علي الأرض، يمكنه أن يناله بعد ذلك في السماء، ويعوضه الرب ما قد فاته في هذه الدنيا، إن كانت أعماله مرضية الرب. وقصة الغني ولعازر في الإنجيل المقدس (لو 16) تقدم لنا الدليل الأكيد عن التوازن بين الحياة علي الأرض والحياة في السماء. |
|