رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"هكذا قال الرب: لا تتعلموا طريق الأمم. ومن آيات السموات لا ترتعبوا، لأن الأمم ترتعب منها... أما الرب الإله فحق؛ هو إله حيّ وملك أبدي. من ُسخطه ترتعد الأرض ولا تطيق الأمم غضبه" [1-10]. جاءت كلمة "تتعلموا" في العبرية itlmadu وتعني "تصيرون تلاميذًا". وكأن العبادة في الحقيقة هي تلمذة، حيث يحمل التلميذ روح معلمه، فمن يتتلمذ للباطل يحمل روح البطلان، ومن يتتلمذ للسيد المسيح الحق، يحمل روحه وحقه فيه. إن كانت العبادة الوثنية قد اُنتزعت من الأرض إلى حدٍ ما، لكنها لا تزال ُتمارس في حياة الكثيرين. عندما يتعبد إنسان ما للمال أو محبة المجد الباطل أو العلم أو حب السلطة، متجاهلًا احتياجات نفسه إلى التعرف على الله والالتصاق به، يبحث بطريق أو آخر أن تشبع نفسه، فيقيم في هيكل الرب الداخلي آلهة غريبة عاجزة عن أن ُتشبع حياته وتنطلق بها إلى السموات. إنها تشبه الشجرة التي يقطعونها من الوعر، يقيم منها النجار بآلاته تمثالًا، ويزينونها بالذهب الذي يجلبونه من أوفاز والفضة من ترشيش، يتعبدون لها وهي عاجزة حتى عن الحركة، بل تحتاج إلى مسامير لتثبيتها وعدم سرقتها، وإلى أناس يحملونها، لا تقدر أن تتكلم. يسافر الإنسان إلى ترشيش لكي يجلب فضة يطرقونها، وإلى أوفاز يشتري ذهبًا ليزنونها. ُيلبسونها الإسمانجوني والأرجوان ليقدمونها في شكل ملوكي. لكنها مع كل ما تحمله من شكل جميل ومعادن نفيسة ومظهر ملوكي إلا أنها شجرة جافة، وقطعة خشب لا قيمة لها: "أدب أباطيل هو الخشب!" [8]، وكما يترجمها البعض "تمثال خشب، تعليم لا قيمة له!". إنها تماثيل لا حياة فيها ولا جدوى منها، تحتاج إلى من يعينها، لا أن تعين عابديها. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
آرميا النبي | لماذا تُنجح طريق الأشرار |
آرميا النبي | نسوا الرب فاختاروا طريق الجحود |
آرميا النبي | لماذا تُنجح طريق الأشرار؟ |
آرميا النبي | تركهم طريق الآباء |
آرميا النبي | طريق التوبة |