رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" ويجعلـك الـرب رأسًا لا ذنبًا، وتكـون فـي الارتفاع فقـط، ولا تكون في الانحطاط، إذا سمعتَ لوصايـا الـرب إلهـك، التـي أنـا أوصيكَ بهـا اليوم، لتحفظ وتعمل " (تثنية 28 : 13). ليتنا نستطيع أن نُدرك معًا في هذا اليوم، عمق ومقدار محبة الله لنا، وعمق ومقدار ما أعدَّهُ الرب لنا، عندما قالَ على الصليب: " قد أُكمل ". نعم لقد حقَّقَ لنا الخلاص من الموت الأبدي.. لكنَّ عمله لم يقف عند هذه الحدود، بل كان وما يزال عملاً، لم ولن تتسع لهُ أرجاء هذا الكون وهذا الزمن، والزمن القادم.. ليتنا نستطيع أن نُدرك، وليتنا نُعطي القليل من الوقت اليوم للروح القدس، لكي يُعلن لأرواحنا، عمق هذه الرسالة التي يريد أن يُوصلها لنا اليوم.. لأنهُ لو فعلت ونجحت، فكل أمورك وأمور عائلتك وأمور كنيستك، وأمور بلدك، وأمور الملكوت ستتغيَّر، وستبلغ مستويات جديدة لم تعهدها من قبل. رأسًا لا ذنباً يجعلك الرب إلهك.. في الارتفاع فقط تكون.. أريدك أن تُغيِّر لغتك ولهجتك في التخاطب مع كل ظروف معاكسة، وفي التخاطب مع إبليس ومملكة الظلمة، ومع كل ما يحاول أن يُعطِّل خطة الله في حياتك وفي حياة كنيستك وبلدك.. شعب رأى معجزات الله المقتدرة، رأى ضربات عشر هزَّت أرض مصر، وأخضعت فرعون وكل جبروته ومملكته، رأى ملوك وجيوش تندحر من أمامه، رأى بحرًا كبيرًا ينشق ويُصبح يابسة، لكنهُ عندَ كل محنة بسيطة، كان يصرخ ويُردِّد عبارات لا تليق قطعًا بشعب، إلهه " إيل شداي "، وكان يقول: " ليتنا متنا في أرض مصر.. ليتنا ما زلنا نأكل البصل والتوم.. ليتنا ما زلنا نجلس عند قِدَر اللحم.. وليتنا.. وليتنا.. ". بقيت العبودية كسلاسل قاسية تُحيط بأرجلهم، وتجرهم في كل مرة إلى الذل والانحطاط، وبسبب كل ذلكَ لم يستطيعوا أن يدخلوا أرض الراحة، الأرض التي ترى نفسك فيها رأسًا لا ذنبًا، في الارتفاع وليسَ في الانحدار.. هذه هيَ الأرض التي أدعوك إليها في هذا اليوم.. فلا تكن مثلهم، ولا تتذمَّر عند كل محنة بسيطة نمر بها، بل أعلن إيمانك بصلاح إلهك وقدرته أن يحوِّل كل الأمور لخيرك ومنفعتك ومنفعة الملكوت.. " لم يدع أحدًا يظلمهم، بل وبَّخَ الملوك من أجلهم، قال: لا تمسّوا الذين ٱخترتهم، ولا تُسيئوا إلى أنبيائي... ضربَ الأبكار كلهم في مصر، عنفوان كل قدرة لهم، وأخرجَ الشعب بفضة وذهب، ولم يسقط من أسباطهم واحدٌ، ففرحت مصر بخروجهم منها، لأنَّ الرعـب حلَّ عليها... ومنحهم ارض الأمم فورثوا تعب الشعوب ليسهروا على حقوقـه ويحافظـوا عليهـا، وينصـروا شرائعـه " (مزمور 105 : 14 – 45). ليست حربنا مع إبليس، حرب نطلب فيها منهُ أن لا يؤذينا، وندافع فيها عن أنفسنا من هجماته، ونحتمي بدم الرب يسوع المسيح، لكي لا نتعرض لأي ضرر.. لا.. لا.. لا.. وألف لا. وهذا ما أريد أن أصل إليه معكم في هذا الصباح، لم نُصلِّ خلال هذه الحرب التي دارت على أرضنا، لكي تتوقف فقط، ولكي لا نؤذى فقط، ولن نصلِّي بعد اليوم بهذه الطريقة، إذا كان البعض يُصلي هكذا.. ولن نحارب لكي نمنع إبليس من إيذائنا، وإيذاء شعبنا وبلدنا فقط، بل وكما يقول داود: أتبع أعدائي فألحقهم، ولا أرتد حتى أفنيهم، أضربهم فلا يقومون. يسقطون تحتَ قدميَّ. تُشدِّد حيلي على القتال وتصرع القائمين عليَّ. تسلمني رقاب أعدائي (مزمور 18 : 38 – 40). لن نكون بعدَ اليوم كنيسة مدافعة، تكتفي بحماية نفسها، وحماية شعبها، كنيسة وكأنها تستعطي الحماية من هذا العدو، وكما يقول المثل العامي " بدنا السترة "، بل سنكون كنيسة مُهاجمة بٱمتياز، تُلقِّن العدو دروسًا مكلفة، تفرض وجودها على الأرض، تُغيِّر الظروف والأوقات والأزمنة، تتحكم في مسرى الأمور، وتُخضعها لمشيئة الله، وليس العكس، نعم ليست الظروف هي التي ستتحكَّم فينا بعد اليوم.. نحنُ لم نُنقذ لأنَّ دولاً دافعت عنَّا.. ولم توقف الحرب لأنَّ مجلس الأمن أصدرَ قرارًا بذلكَ.. بل نحنُ أُنقذنا وتوقفت الحرب علينا، لأنَّ الرب وبَّخَ ملوكًا من أجلنا.. وقال: لا تمسّوا أولادي أبدًا !!! فلا تسمح، ولو للحظة واحدة، أن يسرق أحد ما، أكانَ شخصًا أم دولة أم دول، المجد من الرب، لأنَّ الرب قال: مجدي لا أُعطيه لأحد.. يا أحبائي: الرب يقول رأساً لا ذنباً نكون، وفي الارتفاع فقط نكون، ومن يكون رأسًا وفي الارتفاع، فهوَ الذي يتحكَّم في الأمور وليست الأمور تتحكم فيه، لسنا مجرد شعب في هذه الكنيسة، نتعامل مع ما يستجد علينا، أو مع ما يقرره إبليس من مؤامرات وخطط، بل شعب يفرض هوَ مشيئة الله على هذه الأرض وعلى إبليس وعلى كل من يُحاول أن يُعطِّل هذه المشيئة، وعندما نُهاجم أو نُحارب.. نخرج من هذه الحرب سالمين بكل تأكيد.. لكـــن.. بفضة وذهب.. ونشعر في أرواحنا أنَّ إبليس وكل من يحاربنا يفرحون عندما نوقف الحرب عليهم لأنَّ رعبنا يحل عليهم، هكذا يقول هذا المزمور الذي أعطانا إياه الروح القدس لنتأمل به في هذا الصباح: ففرحت مصر بخروجهم منها، لأنَّ الرعب حلَّ عليهم.. ويعلم إبليس وكل مملكته أن الحرب مع هذه الكنيسة، مكلفة عليه وعلى مملكته، ولا يجرؤ أن يرفع رأسه في وجهنا، كما فعلَ مع أولاد سكاوا، بل دومًا، وكما قال: أنا أعرف يسوع، وأعلم من هوَ بولس، يقول من الآن وصاعدًا: أنا أعرف من هي كنيسة يسوع المخلص، ومن هيَ كنيسة لبنان.. يا أحبائي.. يا أحبائي.. يا أحبائي.. ما لم تغدو كنيستنا.. كنيسة لبنان ، كنيسة قوية.. مُحاربة.. نقية.. تطلب ملكوت الله أولاً، وتقف في الثغر.. لن يثبت أي سلام في هذا البلد.. ولن نرى مشيئة الله تتحقق في هذا البلد وفي الدول المحيطة بنا، فلندع هذه الحقيقة تنغرس بالروح القدس في قلوبنا.. ولهذا أريد أن ألغي من داخلك في هذا اليوم وإلى الأبد كل أسس مزيفة للأمان والاتكال على ذراع بشر مهما علا شأنه.. يسوع.. يسوع.. يسوع هوَ وحده الحل لهذا البلد.. ولتسقط كل حلول أخرى مزيفة.. ونخرج.. بفضة وذهب. مهم جدًا في عيني الرب أن ننتصر في الحروب التي تُشن علينا، ومهم جدًا في عيني الرب أن نحيا حياة مطمئنة وهادئة، والسلام يملأ حياتنا، لكن وبالمقدار نفسه، لا بل أكثر، أن نخرج من الحروب وقد حققنا أقلَّه ثلاثة أمور هامة في نظر الرب: 1 - وأخرجَ الشعب بفضة وذهب... 2 - ففرحت مصر بخروجهم منها، لأنَّ الرعب حلَّ عليها... 3 - ومنحهم أرض الأمم، فورثوا تعب الشعوب ليسهروا على حقوقه ويحافظوا عليها، وينصروا شرائعه. - ينبغي أن نخرج من كل حرب، غانمين فضة وذهب، والمغزى الروحي من هذا الكلام، أن نغنم نفوس للرب كانت في قبضة إبليس، وتكون الحرب فرصة للبشارة وربح النفوس، وقيادتها إلى ملكوت الله، بعد أن نخطفها من مملكة الظلمة، وهذا ما نراه يحصل الآن، لكننا نريد المحافظة عليه، وتوسيعه ليشمل مناطق أكبر ونفوس أكثر. - رعبنا يحل على مملكة الظلمة، نأخذ موقعنا الحقيقي في المسيح، نُدرك من نحن في المسيح، نُدرك أننا أسياد إبليس وليسَ العكس، كما يحصل مع الكثير منا، نُدرك أننا نأمر إبليس ومملكته، ولا نستعطي منهُ النصر، بل نفرض رعبنا وسلطاننا عليه، ونُقيِّدهُ وننهب منه كل ما نريد، فيعلم علم اليقين أنَّ هذه الكنيسة، عرفت موقعها في المسيح والمعركة معها دائمًا خاسرة بالنسبة لهُ، لا بل مؤذية عليه وعلى مملكته. - عندما ينصرنا الرب، على إبليس، ويمنحنا أرضًا جديدة، ليس الهدف أبدًا أن نرث هذه الأرض لكي نتسلط على الناس ونقاتلهم، فليست حربنا أبدًا مع لحم ودم، بل على العكس تمامًا حربنا من أجل هؤلاء الناس، لكي نعلن لهم محبة المسيح وخلاصه، ونساعدهم للتحرر من العبودية والموت والذل، ليسَ لدينا أعداء على هذه الأرض سوى إبليس وحده، وعلى العكس يبنغي أن تفيض قلوبنا بمحبة المسيح غير المشروطة لكل بشر نقابلهم، من أجلهم حاربنا إبليس وٱنتصرنا، من أجلهم صلينا وصمنا وتشفعنا ووقفنا في الثغر، فأنا أدعوك أن تُخرج من قلبك في هذا اليوم كل مرارة أو سخط أو كراهية أو حقد على أشخاص يخالفونك الرأي السياسي أو يخالفونك المعتقد، وتسمح للروح القدس أن يُطهِّر قلبك من هذه الخطايا الشنيعة، ويملأ قلبك بمحبة الآب تجاه هؤلاء، لكي تحبهم وتخدمهم، وتقدم لهم خلاص الرب المجاني.. وينصرنا الرب لنسهر على حقوقه ونحافظ عليها، وننصر شرائعه، فأي أناس ينبغي أن نكون؟ وأخيرًا.. أسياد لإبليس نحن، ولسنا عبيدًا لهُ، نحن من يأمر، وهوَ من يُطيع.. رؤوس نحن ولسنا أذناب، في الارتفاع دُعينا لنكون وليسَ في الانحطاط.. من أجلنا يُوبِّخ الرب ملوك، ويُبطل مشورتهم وخططهم، ولن يدع أحد يظلمنا بعدَ اليوم.. نحارب حروبنا ليس بطريقة دفاعية وكأننا نستجدي ونستعطي الحماية من إبليس، بل نضرب العدو، ونخرج من حروبنا معهُ منتصرين، ومعنا فضة وذهب، ورعبنا يحل على كل مملكة الظلمة.. نُمنح أراضٍ جديدة، لكي نحب النفوس ونبشرها ونساعدها ونأتي بها إلى ملكوت الله.. نُمنح أراضٍ جديدة لكي نحيا حياة تليق بأولاد الله، فنحافظ على حقوقه ونسهر على تنفيذ وصاياه وننصر كلمته وشرائعهُ.. لكل هذا دُعينا، فلا تقبل أن تحيا بعدَ اليوم حياة أدنى من هذه المعايير التي علمنا إياها الروح القدس اليوم. |
|