كان والدها ثيؤدوروس و امها ثيؤدورا مسيحيين يعيشان فى تقوى و اخلاص و عندما اشتد الاضطهاد فى روما تركاها و قصدا مدينة كبادوكيا و هناك رزقا بالطفلة دوروثى و ربياها فى خوف الله و الصلاة و الصوم فنمت فى الفضيلة و التواضع و زينها الله بعقل ثابت و تقد لخطبتها الكثيرون و لكنها كانت ترفض و ارادت ان تكون عروسة للرب يسوع المسيح.
و لكن هيج الشيطان بعض الناس فاخبروا الحاكم بجمالها و انها تصد المسيحيين عن عبادة آلهة الملك و عندما اسندعاها الملك اجابته برصانة و ثقة انها تعبد الاله الواحد خالق السماء و الأرض و الذى تنازل ز قدم ذاته فداءا عنا ليغفر لنا خطايانا .
فغضب الحاكم و سألها عن السبب فى انها تبشر بهذا الاله و توعدها بان يعذبها كما يعذب والداها ايضا فأجابته انها لن تخاف من تهديداته و عذاباته و اخذ يغريها بكلام معسول و انه سيجعاخا اميرة و يتزوجها فأجابته بان كل هذه السعادة تزول و تفنى اما الصبر على الاضطهاد و التعب و الشقاء فى هذه الدنيا السريعة الزوال فهو السعادة الحقيقية.
فالقاها فى السجن و استدعى اختين "كريستينا و كالستينا" و كانتا قد انكرتا الايمان تحت تأثير الاضطهاد و طلب منهما الملك ان تميلا عقل دوروثى حتى تقبل الزواج منه و تخرج عن عبادة يسوع المسيح فحاولتا الاختين اغرائها و انها تستطيع ان تجحد الايمان بالمسيح فى الظاهر اما فى باطنها فانها تؤمن به لتفوز بالعفو و تنجو من التعذيب الشديد.
أما القديسة فحدثتهما عن كلام الانجيل و ان كل من ينكر المسيح أمام الناس سينكره هو امام ملائكته فى السموات فحركت النعمة قلبيهما و اخذتا تبكيان و سألتاها هل يقبل الله توبتهما بعد ان انكرتا ايمانهما به و ردت عليهما القديسة بأن الله لم يأت من اجل الابرار بل من اجل الخطاة ليأتى بهم للتوبة و اخذت تشجعهما ان يعلنا ايمانهما بالمسيح لينعمتا بالخلاص فخرت كريستينا و كالستينا على قدميهما و طلبتا اليهما ان تصلى من اجلهما حتى يقبل الرب توبتهما و يستحقا التعذيب على اسمه القدوس.
و فى الغد اذ حضر رسول الحاكم و حضرن امام الحاكم فى محفل عظيم جدا و الكل ينتظر ان تاتى العذراء دوروثى و تعلن ولائها للحاكم و تعبد الهته و لكنهم فوجئوا جميعا بان الاختين قد اعلنتا اعترافهما بالمسيح فاعترى الحاكم الخجل الشديد و امر بأن تربطا و تلقيا فى خلقين به زيتا مغليا فصرخت دوروثى بتهليل قائلة تقدماتى يا اخوتى و تيقنا ان الله غفر لكما خطيتكما و هو الآن ينظر اليكم بفرح. و عندها نظر الحاكم لدوروثى و هددها بالتعذيب و امر ان تربط فى عمود و يضربوها بالسياط حتى تمزق جسدها و صبوا على صدرها شموعا متقدة و مع كل ذلك كانت تصرخ بتهليل انها فرحة و مسرورة لأجل الأختين اللتان نالتا الاكاليل حينئذ امر الحاكم بذبحها و دنا منها شاب يدعى ثيؤفيلس و كان من الشرفاء و قال لها مزدريا بها الى اين تمضى يا دوروثى فرحة مسرورة فأجابته انها ماضية الى بستان عريسها فقال لها متهكما عليها:أسألك يا عروسة المسيح أن ترسلى لى قليلا من فواكه و ورود بستان عريسك فقالت له القديسة :حسنا سوف يحدث هذا .
و عند وصولها الى ساحة الاستشهاد تقدم لها طفل جميل المنظر و قدم لها صحفة بها ثلاث ثمرات و ثلاث وردات و أوراقها الخضراء مع ان الوقت كان شتاء أما هى فقالت له "اهد هذه من قبلى الى ثيؤفيلس و قل له ان هذه الفواكه و الورود من بستان عريسى يسوع المسيح"و تقدمت هى للسياف و قطع رأسها الطاهرة و نالت اكليل الشهادة.
أما ثيؤفيلس فكان قد ذهب الى منزله ز معه جملة من الناس يتحدثون عن ما حدث فى هذا اليوم و كيف يقدم المسيحيين نفوسهم من أجل الفردوس و اذ بالطفل المذكور يدخل عليهم و قدم لهم الفواكه و الورود و قال له هذه هدية لك من اختى دوروثى اجتنيت من بستان عريسها ثم غاب عن النظر حينئذ قام ثيؤفيلس و صرخ انه يؤمن باله دوروثى يسوع المسيح الها مباركا الى الابد و اخبر الحاكم بما حدث فقبض عليه و عذبه عذابا شديدا و علقوه برجليه على خشبة و ضربوه بقسوة و مزقوا جسده بمخالب حديدية و فى كل هذا كان يصرخ و يعترف باسم الرب يسوع القدوس ليقبله بين يديه فأمر الحاكم بقطع رأسه و هكذا نال اكليل الشهادة .
بركة هؤلاء جميعا تكون معنا و تحفظنا فى الايمان الى النفس الأخير آمين.
و تعيد لها الكنيسة الغربية فى 6 فبراير