*ماذا إذن أيها الإخوة؟ "كل شيء به كان". لقد أدركنا بهذا أنه بواسطة الابن قد صُنعت كل الخليقة. لقد صنعها الآب بكلمته، صنعها الله بقوته وحكمته. هل يمكن أن نقول إنه عند خلقه الأشياء "كل شيء به كان"، وأما الآن فلا يصنع الآب كل شيء بواسطته؟ حاشا لله! فلتطرد مثل هذه الأفكار بعيدًا عن قلوب المؤمنين. لتطرد بعيدًا عن أفكار الأتقياء وفهم المتدينين! لا يمكن أنه يكون به خلق الآب ولا تدبر الخليقة بواسطته. حاشا لله أن لا يدبر ما قد أوجده، تلك التي بواسطته خُلقت وصار بها وجودها! لترى بواسطة شهادة الكتاب المقدس ذاته أنه ليس فقط كل الأشياء به خُلقت إذا اقتبسنا من الإنجيل "كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان"، بل أن كل الأشياء التي صُنعت تًدبر وتًنظم بواسطته أيضًا. إنكم تعرفون أن المسيح قوة الله وحكمته، فلتعلموا أيضًا ما قد قيل عن الحكمة: "وتمتد من أقصى إلى أقصى بقوة وتدبر ( باقتدار) الكل حسنًا" (حك 8: 1) إذن فلا نشك في أن كل الأشياء تُدبر بواسطة ذاك الذي به كل الأشياء صُنعت. هكذا لا يصنع الآب شيئًا بدون الابن ولا الابن بدون الآب.