رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نتأمل تقدمة الطفل يسوع إلى الهيكل تحتفل الكنيسة في الثاني من شهر شباط من كل عام بعيد تقدمة الرب، وهو العيد الذي قرّبت فيه مريم ويوسف الطفل يسوع إلى الهيكل، لا ليؤدي ما تفرضه الشريعة فحسب، بل ليلاقي شعبه المؤمن. وكان هناك في الهيكل شيخان جليلان، هما سمعان وحنه، جاءا إلى الهيكل آنذاك بوحي من الروح القدس. وكان سمعان مؤمنا جداً ويقضي معظم وقته متعبدا بالهيكل، وقد وعده الله أنه لن يموت قبل أن يشاهد المخلص بعينيه. جاءت العائلة المقدسة لتقدم رب الشريعة حسب طقوس الشريعة، يسوع الطفل للهيكل، لكي يباركه الرب، ويُفتدى بزوج من الحمام كسائر فقراء الشعب، عِلمًا بأن الاغنياء كانوا يقدمون الثيران، وهذا يعلمنا تواضع يسوع وعائلته التي هي بالأساس ليست بحاجة لكل هذا، لأنها عائلة مقدسة، ولكنها قبلت بذلك لتتحد البشرية مع الله من خلال الطفل المتجسد ولكي يكتمل الناموس. وعندما دخلت العائلة المقدسة إلى الهيكل، ألهم الروح القدس سمعان ليستقبلها ويحمل الطفل، وهنا قال نشيده الذي رسم فيه الخطوط الكبرى لرسالة يسوع الخلاصية: الآن أطلق عبدك بسلام ايها الرب، لان عيني قد رأت نورك وخلاصك بهذا الطفل. فرح سمعان كثيرا، وقد تنبأ بأن هذا الطفل سيكون مخلصا لكثير من الساقطين والبعيدين عن الرب أي الذين يرفضونه، وأيضا سوف يقيم ويبارك من يؤمن به، وقال أيضا لمريم: سينفذ سيفٌ في قلبك. لنتأمل في هذه العائلة المقدسة وفي طاعتها لله ولكلمته القدوسة. صلاة: لنصلّ: ساعدنا، يا رب، كي تكون عائلاتنا على مثال العائلة المقدسة، متحدين دوما بالصلاة والمحبة، وعاملين على تحقيق مشيئة الله في حياتنا. آمين. صلاة البابا فرنسيس "في ظلّ حمايتك نلتجئ يا والدة الله القدّيسة" في هذه المأساةِ الحالية، والتي غمرت العالم كلّه بالمعاناةٍ والقلق، نلتجئُ إليكِ، يا أمّ الله وأمّنا، ونعتصم في ظلّ حمايتك. يا مريمُ البتول، انعطفي نحونا بنظرك الرحيم في وباء فيروس كورونا هذا. عضدي وعزّي التائهين والباكين على موتاهم أحبائهم، والذين دُفِنوا أحيانًا بطريقة تَزِيدُ من الألَمِ في النَّفس. وأغيثي الذين يشعرون بالأسىأمامَ مرضاهم، وهم لا يستطيعون البقاء بقربهم خوفًا من نَقلِ العدوى لهم. وامنحي الثقة لمن يعتريهم القلق بشأن المستقبل الغامض بسببِ عواقبِ هذا الوَضعِ على الاقتصاد والعمل. يا أمّ الله وأمّنا، التمسي لنا من الله، أبي الرحمة، أن تنتهي هذه المحنة الصعبة وأن يلوحَ أمامَنا أفق الرجاء والسلام. وكما صنعْتِ في قانا الجليل، تشفّعي من أجلنا لدى ابنك الإلهي، واطلبي منه أن يعزّي عائلات المرضى والضحايا وأن يفتحَ قلوبَهم لتمتلئَ بالثقة. إحمي الأطبّاء والممرّضين والعاملين في مجال الرعاية الصحّية، والمتطوّعين الذين هم في الطليعة في هذه الحالة الطارئة، ويعرّضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة الآخرين. رافقي جهدهم البطولي وأعطِيهم القوّة والصلاح والصحّة. كوني مع الذين يساعدون المرضى ليلًا ونهارًا، ومع الكهنة الذين يحاولون، بعناية راعوية والتزام إنجيليّ، أن يساعدوا الجميع ويساندوهم. أيّتها العذراء القدّيسة، أنيري عقول رجال ونساء العِلم، حتى يجدوا الحلول المناسبة للتغلّب على هذا الفيروس. ساعدي قادة الدول، حتى يعملوا بحكمة واهتمام وسخاء، فيساعدوا الذين يفتقرون إلى ما هو ضروري للعيش، ويخطّطوا ببصيرة وروح تضامن لإيجاد حلول اجتماعية واقتصادية. يا مريم الكلّية القداسة، أَلهِمي الضمائر كيما يتمّ توجيه المبالغ الكبيرة، التي تُستَخدَم اليوم في زيادة وإتقان التسلّح، إلى تعزيز الدراسات المناسبة لمنع حدوث كوارث مماثلة في المستقبل. أيّتها الأمّ الحبيبة، نمّي في العالم الشعورَ بالانتماء إلى عائلة كبيرة واحدة، مع الوعي بالرابط الذي يوحِّدُ الجميع، لأنه بروح الأخوّة والتضامن يمكنُنا أن نتغلَّبَ على العديد من أشكال الفقر وحالات البؤس. ثبِّتي المؤمنين في إيمانِهم، امنَحِي المثابرَةَ في الخدمة، والثباتَ في الصلاة. يا مريم، يا معزّية الحزانى، ضُمِّي إليكِ جميع أبنائك المعذَّبِين. اطلُبي إلى الله أن ينظُرَ إلينا ويمدّ يده القديرة كي يحرّرنا من هذا الوباء المروع، حتى تعود الحياة إلى مسيرتها الطبيعية ونعودَ إلى الطمأنينة. إننا نتوكّل عليك، يا من تُنيرين دربنا كعلامة خلاص ورجاء،يا شفوقة، يا رؤوفة، يا مريم البتول الحلوة اللذيذة. آمين. |
|