هناك أرواح كبيرة، فوق المستوى الجسدي والنفسي والمادي. هذه تستطيع أن تقود نفسها، وأن تقود غيرها، وأن يكون لها تأثير قوى على المجتمع الذي تعيش فيه. بل كل من يتقابل مع هذه الأرواح، يعر أنه منجذب لتأثيرها، خاضع للقوة التي فيها.. هذه هي أرواح قيادية. وأرواح يمكنها أن تحمل مسئوليات ضخمة تعجز عن حملها الأرواح العادية. إنها أرواح كبيرة في قدراتها، في مواهبها، في شفافيتها، في معرفتها وحكمتها، في صلتها بالله. كبيرة في مستواها، وفي عملها ومعاملاتها، وفي تأثيرها على غيرها. ينطبق على صاحب هذه الروح قول المزمور "وكل ما يعمله ينجح فيه (مز 1)
هذه الأرواح الكبيرة استطاعت أن تنال قوة من فوق، من عمل الروح القدس فيها. حسب الوعد الإلهي: إنكم "ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم" (أع 1: 8). وأيضًا قوله "تلبسون قوة من الأعالي" (لو 24: 49). ومن أمثلة هذه الأرواح: أرواح الأنبياء والرسل، وكبار القديسين والرعاة ومن قد نالوا من الله مواهب فائقة للطبيعة (1كو 12).
هذه الأرواح الكبيرة – حتى بعد الموت يأتمنها الله على مهمات معينة تقوم بها على الأرض كما يحدث بالنسبة إلى بعض القديسين، يرسلهم الله إلى الأرض لكي يبلغوا رسالة خاصة، أو أن يقوموا بمعجزة شفاء، أو تقديم معونة معينة لشخص ما أو لمجموعة من الناس. ليست كل الرواح يأتمنها الله على صنع معجزة، لأنه توجد أرواح ضعيفة إذا اجترحت معجزة، يدخل العجب إلى قلبها، وترتفع في داخلها بكبرياء، لأنها لم تحتمل تلك الكرامة. وكما قال القديس الأنبا أنطونيوس إن احتمال الكرامة أصعب من احتمال الإهانة.. فإن تكبرت الروح تفقد سموها وتسقط. كما تكبر الشيطان وسقط (أش 14: 13، 14). وكما قال الكتاب "قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم 16: 18).