رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ سألوا المسيح عن الوصية العظمى في الناموس . قال : " تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ . هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى." ( متى 22 : 37 ، 38 ) حين نتكلم عن محبة الله غالبا ً ما نعبر بها عن محبة الله لنا . محبة الله ايضا ً تعني محبتنا نحن ُ لله ، ومحبتنا لله يجب ان تكون من كل القلب ومن كل النفس ومن كل الفكر . ونحن نحب الله لانه هو احبنا اولا ً كما يقول يوحنا الرسول . كثيرا ً ما نعترف باننا نحب الله لانه خلقنا . محبة الله بسبب خلقه ِ لنا . او نحبه لانه يحفظنا ويحمينا ويطعمنا ويسقينا . محبة الله بسبب عطاياه . او نحبه لانه ارسل المسيح ليخلصنا ويفدينا ، محبة الله بسبب فدائه ِ لنا . أو نحبه لأنه يحبنا ، محبتنا له صدى ً لمحبته ِ لنا . محبة الله بسبب محبته . محبة ٌ بسبب ، ترى هل تكون المحبة دائما ً بسبب ؟ محبة ٌ مسببة ؟ أحيانا ً نُسأل من شخص ٍ نحبه ، يقول : لماذا تحبني ؟ ويبدو السؤال من المحبوب غريبا ً ، لماذا ، هل يُبنى الحب على سبب ؟ بين البشر الحب غالبا ً ما يُبنى على سبب ، سبب ٍ يجعلنا نحب . وبيننا وبين الله هل نحب الله بسبب ؟ وهل يحبنا الله لسبب ؟ وما الذي يجعله يحبنا ؟ مصلحة ، فائدة ، استحقاق ، عطاء ؟ لا شيء من ذلك كله . الله يحبنا فضلا ً ، بلا سبب . هكذا احب . ومحبتنا لله صدى ً لمحبته ِ لنا لأنه هو احبنا أولا ً . نحب الله لذاته ، نحب لكونه هو الله ، نحب الله لأنه هو الله . هذه هي المحبة ُ العُظمى ، محبة ٌ غير مسببة ، بدون غرض ٍ إلا أن نحب . محبة ٌ تتسامى ، تعلو ، تنطلق ، تصيح ، تصرخ ، تصرّح : يا رب انا احبك . محبة ٌ تملأ القلب ، تتزايد ، تكبر ، تتضخم ، تنمو ، وتفجر قلوبنا وتفيض منه . تفيض منه وتغطي كل ما حولنا ومن حولنا من الناس . هكذا تكون محبتنا لله ، تكون كل حياتنا وعلاقتنا بالآخرين . لذلك الحق المسيح بتلك المحبة العظمى محبة ً اخرى مثلها ، محبة القريب " وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ." . هذه هي المحبة العظمى . |
|