رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كُلُّ ظُلْمَةٍ مُخْتَبَأَةٌ لِذَخَائِرِهِ. تَأْكُلُهُ نَارٌ لَمْ تُنْفَخْ. تَرْعَى الْبَقِيَّةَ فِي خَيْمَتِهِ [26]. الظلمة التي يلتحف بها الشرير مختبئة، وهي ظلمة دامسة لا يخترقها شعاع نور واحد. ظلمة داخلية تجتاز إليه إلى حيث يظن أنه في أمان، مختبئ في مكان لا يقدر أحد أن يبلغ إليه. ولعله يقصد بالمخبأ ضميره، إذ يعاني الشرير من الظلمة التي تحل في أعماقه، ليجد نفسه في ظلام وحيرةٍ، ليس من يقدر أن يخلصه منهما سوى رجوعه بالتوبة إلى النور الحقيقي واهب السلام. تشتعل في داخله نار مُهلكة لم تنفخ، أي لا يُسمع لها صوت. يرى الكل دمار الشرير واحتراقه دون أن يقدر أن يعرف السبب. وذلك كما رأى يونان اليقطينة قد يبست، ولكنه لم يرَ الدودة التي سببت لها الذبول (يونان 4: 7). وبقوله "نار لا تُنفخ" يشير إلى أن نار الخطية المهلكة وقودها سريع الاحتراق جدًا لا تحتاج إلى نفخ. "كل المستكبرين وكل فاعلي الشر يكونون قشًا، ويحرقهم اليوم الآتي" (مل 4: 1). "ترعى البقية في خيمته": شره يتسلل إلى خيمته، أو إلى أسرته، فيكون سببًا لهلاك الكثيرين من أهل بيته. * "كل ظلمة مختبئة في أماكنه السرية" [26]... يقال: إن كل "ظلمة مختبئة في أماكنه السرية"، وذلك لأنه لا يستعرض كل شروره التي فيه، لكنه ينبغي أن يحل بها جميعًا على زملائه في الخليقة. "تأكله نار لم تُشعل"، هذه الكلمات القليلة تعلن عن نار جهنم بطريقة غاية في الدهشة. فالنار المادية لكي تصير نارًا تحتاج إلى وقود مادي. ولكي تستمر، يلزم أن تُمَّون بالخشب الذي يكوَّم فوقها كما نعلم. لا وجود لها ما لم تُشعل، ولا تستمر ما لم تُخدم بالوقود. على عكس هذا، فإن نار جهنم بينما هي نار تُهلك أبناء الهلاك الذين يلقون فيها جسديًا، لا تُشعل بجهود بشرية، ولا تستمر بإلقاء خشب فيها. ولكنها إذ توجد مرة، تبقى غير قابلة للانطفاء، ولا تحتاج إلى إشعالها، ولا تنقص حرارتها... عدالة القدير إذ سبق فعرفت الأحداث المقبلة، فمن بداية العالم خلقت نار جهنم التي كان يجب أن تبدأ لمعاقبة الأشرار ولن تتوقف حرارتها ولا تحتاج إلى وقود... قيل بالمرتل: "تجعلهم مثل تنور نار في زمان غضبك. الرب بسخطه يبتلعهم، وتأكلهم النار" (مز 21: 9). هكذا يُظهر الكتاب المقدس أن المفقودين يحترقون داخليًا وخارجيًا. إنه يشهد أنهم يؤكلون بالنار، وفي نفس الوقت يصيرون فرنًا ناريًا، فبالنار يتعذبون في الجسد، وبالحزن يحترقون في الروح. "إذ يُترك في خيمته، تصير معه في المحنة"، فإذ وضع كل بهجة في الحياة الجسدية "يسكن في خيمة الجسد". البابا غريغوريوس (الكبير) لماذا دخل في يهوذا الإسخريوطي؟ ماذا وجد فيه الشيطان؟ لم يستطع الشيطان أن يقترب من أحد الذين أشرنا إليهم لأن قلوبهم كانت مستقيمة، ومحبتهم للمسيح ثابتة. كان في الخائن مكان للشيطان. المرض الخبيث، الطمع، الذي قال عنه الطوباوي بولس إنه أصل كل الشرور (1 تي 6: 10)، قد سيطر عليه. الشيطان ماكر في عمل الشر. عندما ينال ملكية في نفس إنسان، لا يحاربه برذيلة عامة. بل بالحري يبحث للشخص الذي سيطر عليه عن وسيلة بها يجعله فريسة له. القديس كيرلس الكبير الأب ثيؤدور أسقف المصيصة القديس يوحنا الذهبي الفم |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب | كُلُّ إِنْسَانٍ يُبْصِرُ بِهِ |
أيوب | لأَنَّ كُلَّ أُمُورِهِ لاَ يُجَاوِبُ عَنْهَا |
أيوب | كَرِهَنِي كُلُّ رِجَالِي |
أيوب | أَرْضِ ظُلْمَةٍ وَظِلِّ الْمَوْتِ |
أيوب | وَتَتَعَهَّدَهُ كُلَّ صَبَاحٍ |