هذا الشاب كيف كان عندما كان من عبدة الشيطان وكيف صار عندما عاد الى الكنيسة
عبادة الشيطان، قد تبدو هذه مجرد ظاهرة عابرة، لكنها واقع له خلفياته العديدة والتي يجب أن تخضع إلى دراسة مكثفة للتعرف على ما قد يدفع الأشخاص، الشبان والصبية عادة، إلى ممارستها.
ما من شك في أن التعرف على قصة من سقط في هذا الفخ أمر مفيد، خاصة وأننا سنترك له الكلمة في السطور التالية ليسرد علينا قصته.
فلنستمع إلى الشاب الفرنسي بنجامان:
“في السادسة عشرة من عمري، أثر علي بعض الأصدقاء وبدأت التسكع في أوساط موسيقى البانك والروك و الميتال وغيرها. في تلك الفترة، كنت أغير مظهري شهرياً، ثم بدأت أدخن سجائر الحشيش وأرتدي صليباً مقلوباً. فضلاً عن ذلك، كنت أبحث على الإنترنت عن كل ما يتعلق بعبادة الشيطان. ومن فرط ما شاهدت مع رفاقي أفلام رعب كنا مولعين بها، توصلنا إلى الروحانية (الإشارة هنا إلى ما يعرف بالفكر الروحاني الذي نشأ في فرنسا في منتصف القرن التاسع عشر)، وكنا نسعى بشتى الوسائل إلى إخافة بعضنا البعض.
هكذا، وفي غضون ستة أشهر، تحولت من فتى مؤدب إلى عابد للشيطان. وما عزز موقفي هو موت أم جدتي التي كنت أحبها كثيراً وكنت قد صليت على نية شفائها. هل تركني الله أسقط؟ كنت أريد أن أريه أنني سأبحث في مكان آخر لأنه لم يكن يهتم بي”.
ويستكمل بنجامان روايته منتقلا إلى مرحلة أخرى عقب تلك التي قرر فيها “تحدي” الله، فينتقل بنا إلى عمله في مركز لذوي الإعاقات الحركية أو الذهنية مع بلوغه عامه الثامن عشر فيقول:
“هذه التجربة فتحت عيني، فإلى جانب هؤلاء الضعفاء تعلمت أن أعطي ذاتي وأحب الآخرين. وفي المساء، كنت أتابع دورات لأصبح مهندساً في الاتصالات والألياف البصرية. وجدت بفضل هذه الدراسة وظيفة براتب ممتاز. ومجدداً، قادتني هذه الحياة السهلة إلى الفوضى. في كل مساء، كنت أصطحب فتاة جديدة معي إلى البيت. وبعد سنتين، بدت لي هذه الحياة عقيمة، فقررت السير في طرقات فرنسا، مقترحاً مهاراتي لقاء الطعام والمسكن.
في مساء أحد الأيام، كنت بلا مأوى في تورين ونصحوني بأن أجرب حظي في دار الكاهن. وهناك، طلبت مني عائلة مكلفة بالاستقبال إذا كان باستطاعتي البقاء لإنجاز بعض الأعمال. وكانت ابنتها البكر عائدة من دورة مسيحية وهي تشع سعادة، فأيقظ فيّ فرحها تساؤلات ميتافيزيقية.
بعد بضعة أيام، إذ أدرك أحد أصدقاء تلك العائلة، وهو كاهن، رغباتي الداخلية، اقترح اصطحابي إلى مكان حج قريب. هناك، شعرت بأن شيئاً ما كان يدفعني إلى الاعتراف. كانت هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أتلقى هذا السر. تمكنت من تسليم حياتي بأسرها لله ونيل مغفرته، وكان ذلك تحرراً حقيقياً! فواصلت الطريق مصمماً على الحفاظ على مساري. عدت إلى القداس واستأنفت الصلاة.
قادتني الطريق إلى روكامادور حيث بقيت لمدة ستة أشهر. هناك، قال لي الكاهن أنه بإمكاني الدخول في تحد مع الله. وهذا ما فعلته من خلال الكلمات التالية: “يا رب، أنا ضائع تماماً، لا أعرف ماذا أفعل في حياتي. أرجوك، أعطني جواباً!”. فتحت الكتاب المقدس ووقع نظري على مقطع من المزمور 71 كتب فيه: “أنت صخرتي وحصني”.
أن تلقي هذا الجواب في روكامادور، المدينة المبنية على صخرة كان واضحاً بالنسبة لي. كان الله يستطيع أن يكلمني بواسطة الكتاب المقدس. بعد ذلك، حصلت محادثات مطولة مع كاهن المزار. وبعد أشهر، فيما كنت في بلجيكا، انتحر أخي الأكبر. في هذه المحنة، ساعدني إيماني الجديد كثيراً، وسمح لي بتعزية عائلتي.
أستطيع أن أقول اليوم بأنني وجدت السعادة الحقيقية. أكتشف يومياً مظهراً جديداً لمحبة الله والآخرين. وحالياً، أعمل في بورغون في باري لو مونيال حيث ظهر المسيح ليكشف للبشر قلبه الزاخر بالمحبة. إيماني يصبح راسخاً أكثر فأكثر، وكثيرة هي المشاريع التي أفكر فيها!