رعاية الله وعنايته
"إلق على الرب همك، فهو يعولك" (مز55: 22)
+ تلك هي نصيحة داود المختبر، الذي عاله الرب عشرات السنوات خلال مطاردات شاول الملك الشرير له في كل مكان.
+ وأيضاً ابراهيم - أبو الأباء – خير مثال لكل الأجيال.
+ وما أعظم الإيمان، الذي يجعل الإنسان لا يعول الهموم طوال اليوم، لأن الرب يدبر له احتياجاته، سواء في المرض، أو الغربة، أو الوحدة والسفر، أو في البطالة وعدم العمل ........ إلخ.
+ وقد عال الله يوسف الصديق، في أرض غربته، وفي سجنه، وفي وقت المجاعة، كما عال أسرته وباركهم، أكثر من أربعمائة عام، حتى خرجوا من مصر – في حمايته – بسلام.
+ ثم أليس هو الرب الذي عال بني اسرائيل – في برية سيناء القاحلة – أربعين عاماً، ولم تتمزق ملابسهم، ولا نعالهم، طوال تلك المدة، ودبر لهم الماء والغذاء (المن والسلوى)!! ومع ذلك تمردوا عليه للأسف الشديد.
+ وهو الذي أمر الغربان بأن تعول "إيليا النبي" (1مل17: 4)، وعال القديس الأنبا بولا أول السواح، أكثر من 90 سنة في جبال البحر الأحمر، وعال المضطهدين الهاربين في الصحراء القاحلة أيضاً. والذين في المغارات وشقوق الأرض. (عب11).
+ وهو الذي عال الرهبان السواح عشرات السنوات في الصحراء الغربية والشرقية، وسيناء، وفي البحر وفي الجبال بلا كساء ولا غذاء ولا ماء، ولا جو مناسب للسكنى والحياة.
+ وهو الذي يعول فراخ الغربان الصغيرة، عندما تتخلى عنها أمهاتها، بسبب طبيعتها الأنانية.
+ وهو الذي أعطانا نحو ثلاثين ألف وعد – في كتابه المقدس – لكل مؤمن يثق فيه ويتكل عليه، ويطلب مساعدته ومعونته، بإيمان كامل وسلام قلبي: "لا تخافوا، أنا أعولكم وأولادكم" (تك50: 21).
+ فشكراً للراعي الصالح على عظم رعايته، وبركاته السخية لكل نفس بشرية.