رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يا ناقض الهيكل وبانيه "يا ناقض الهيكل وبانيه" (مت27: 40) بعد أن قام السيد المسيح بتطهيرالهيكل قال له اليهود: "أية آية ترينا حتى تفعل هذا؟" (يو2: 18). فقال لهم السيد المسيح: "انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه" (يو2: 19). وهم فهموا أنه كان يكلمهم عن هيكل الرب في أورشليم الذي بناه أولًا سليمان، فأجابوه "في ست وأربعين سنة بنى هذا الهيكل، أفأنت في ثلاثة أيامتقيمه؟! وأما هو فكان يقول عن هيكلجسده" (يو2: 20، 21).. عند الصليب تذكر اليهود هذه العبارة التي قالها السيد المسيح؛ "وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام، خلّص نفسك" (مت27: 39، 40). وكانوا يقصدون بذلك أنه لو كان فعلًا يقدر أن يهدم الهيكل ويبنيه بقدرة معجزية باعتباره ابن الله، فإنه من باب أولى يستطيع أن يخلّص نفسه وينزل عن الصليب بمعجزة لا تقاوم. ولهذا استطردوا قائلين: "إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب" (مت27: 40). ولكن السيد المسيح لم يقل لهم أنه هو الذي سوف يهدم الهيكل بنفسه، بل قال: "انقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه" (يو2: 19). أي أنهم لو هدموا هيكل جسده بالموت على الصليب فإنه سوف يقيمه بعد ثلاثة أيام. وبالطبع لن يتحقق قوله هذا لو نزل عن الصليب.. لأن معجزة القيامة لا يمكن أن تتم إلا من خلال موته بحسب الجسد على الصليب. كانت القيامة هي أعظم معجزة صنعها السيد المسيح، كقول معلمنا بولس الرسول "وتعين ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات" (رو1: 4). وحينما طلب اليهود من السيد المسيح معجزة يؤمنون بسببها فسألوه أن يريهم آية من السماء. أجاب وقال لهم: "جيل شرير فاسق يلتمس آية ولا تُعطى له آية إلا آية يونان النبي" (مت16: 4). وكان السيد المسيح يقصد بهذا خروج يونان حيًا من بطن الحوت بعد ثلاثة أيام، فكان رمزًا لدفن السيد المسيح وقيامته. وقال أيضًا: "متى رفعتم ابن الإنسان فحينئذ تفهمون أنى أنا هو" (يو8: 28). أي أن فهمهم لحقيقة لاهوته، سوف يتحقق بموته على الصليب وقيامته بقوة من الأموات.. فلا مجال إطلاقًا للقول: "إن كنت ابن الله، فانزل عن الصليب" لأن العكس كان هو المطلوب لإثبات ألوهيته مع إتمام الفداء في آنٍ واحد. الهيكل كان اليهود يعتزون جدًا بهيكل أورشليم. ولذلك بالرغم من أن ذلك الهيكل كان رمزًا لجسد السيد المسيح الذي أخذه كاملًا من العذراء مريم بفعل الروح القدس، بما في ذلك الروح الإنسانى العاقل، حينما تجسد ببشرية كاملة، جاعلًا ناسوته واحدًا مع لاهوته بغير اختلاط ولا تغيير، فقد كان كل ما في الهيكل أيضًا يرمز إلى تجسد ابن الله الكلمة، وإلى ذبيحة الصليب الخلاصية. فتابوت العهد كان يرمز إلى جسد السيد المسيح، وما في داخله يشير إليه. مثل لوحيّ الشريعة يرمزان إلى أن الله قد كلّمنا في ابنه. وقسط المن الذي يرمز إلى السيد المسيح باعتباره الخبز السماوي. وعصا هرون التي أفرخت بدون زرع ولا سقى، وترمز إلى ولادة المسيح من العذراء مريم بغير زرع بشر. وهكذا مذبح البخور يرمز إلى كهنوت السيد المسيح، والمنارة ذات السبعة سرج ترمز إلى الأسرار الكنسية السبع التي تتم باستحقاقات دم المسيح، الذي قال بفم النبي: "أما أنا فمثل زيتونة خضراء في بيت الله" (مز52: 8)،ومائدة خبز الوجوه ترمز إلى جسد المسيح في سر الافخارستيا.. ومذبح النحاس يرمز إلى ذبيحة الصليب، حيث تقدم الذبائح والمحرقات. والمرحضة ترمز إلى التطهير بالمعمودية. والخيمة أو المسكن كان يرمز إلى حلول الله في وسط شعبه، وبهذا يرمز إلى التجسد الإلهي. ورئيس الكهنة الذي يدخل إلى قدس الأقداس مرة واحدة في السنة، يرمز إلى السيد المسيح الذي دخل إلى الأقداس السماوية مرة واحدة بدم نفسه ووجد فداءً أبديًا. فلماذا تتجه أنظار اليهود وأفكارهم إلى الهيكل، بعد أن جاءهم الهيكل الحقيقي الذي كانت كل هذه الأمور جميعها ترمز إليه؟ قال الرب: "سأرجع بعد هذا وأبنى أيضًا خيمة داود الساقطة وأبنى أيضًا ردمها" (أع15: 16). ما هي خيمة داود إلا جسم بشريتنا الذي سقط بالخطية في قبضة الموت، وجاء السيد المسيح لكي يعيد خلقه مرة أخرى. كقول الكتاب "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2كو5: 17). وقد أعاد السيد المسيح الصورة الإلهية إلى الإنسان، حينما أخذ جسدًا بشريًا كاملًا خاليًا من الخطية، جاعلًا إياه واحدًا مع لاهوته. وبهذا الجسد افتدى الإنسان من لعنة الخطية والموت، مصالحًا إياه مع الآب، مانحًا إياه أن يصير هيكلًا للروح القدس مع سائر المؤمنين. فكما أن الهيكل الحقيقي هو جسد السيد المسيح، هكذا منح المؤمنين أن يصيروا على صورته ومثاله هيكلًا للرب. أما أورشليم السمائية فقد قيل عنها في سفر الرؤيا "وتكلم معي قائلًا هلم فأريك العروس امرأة الخروف. وذهب بي بالروح إلى جبل عظيم عال، وأراني المدينة العظيمة أورشليم المقدسة، نازلة من السماء من عند الله. لها مجد الله.. ولم أرَ فيها هيكلًا لأن الرب الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلها" (رؤ21: 9-11، 22). |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
( مت 27: 40) قائلين: يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام |
السقوط و نتائجه |
الشيطان ناقض كلمة لله |
“يا ناقض الهيكل وبانيه” (مت27: 40) |
مت 27 :40قائلين يا ناقض الهيكل |