رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنتقال مريم هو مصدر قوّة في حياتنا اليوميّة: لا يمكننا أن نحصر معنى انتقال مريم العذراء الى السماء بالبعد اللاهوتيّ فحسب، بل هي حقيقة تطال حياتنا اليوميّة أيضا. فالمسيحيّ المؤمن يجد في مريم أيقونة حياته اليوميّة، من فقد حبيباً غيّبه الموت يجد في انتقال مريم مصدر رجاء، لأن الموت لم يعد خاتمة وجودنا، فما هو سوى تحوّل، وانتقال ودخول في الحياة، ومريم التي شاهدت ابنها، وحيدها، يموت، واحتملت سيف الألم يجوز قلبها، آمنت ووثقت بالله، وكان انتقالها تتويجاً لحالة ثقة بالله الآب، رغم آلام حياتها. الأب الساعى الى لقمة عيشه يرى في مريم المنتقلة بعد حياة تعب وجهاد، مصدر رجاء والهام، فهي سهرت، وتعبت، وتألّمت وجاهدت، وثبتت على الثقة، فكلّل الرّب حياتها بالإنتقال، ليقول أن لا يمكن لمن يثق بالله أن يبقى وحيداً في خضمّ هذه الحياة وآلامها. شبيبتنا الضائعة في عالم الخطيئة، والجنس، واللّهو، والمخدّرات وفقدان المعنى، يأتي أنتقال العذراء ليقول لهم أن الشرّ لا بدّ أن ينهزم، وأن الله يدعوهم لتحوّل ولتبديل، يعلن لهم أنهّ يثق بهم، ويريد منهم أن يكونوا على قدر محبّته لهم. يعلن لهم حدث الإنتقال أن التبّدل ممكن، وأن الخير وحده قادر أن يملأ قلبهم، وأن يعطي لوجودهم معنى ولقلبهم الفرح الحقّ . |
|