لا تأكل الباسا.. تحذير يتجدد ضد تناول أسماك الفيليه المستورد..
في ملف الغذاء بمصر، خلص الكلام، كل الأمور تؤدي بـ"المصري" الآن إلى حارة الرعب، وسد "النفس"، غلاء اللحوم دفعه إلى الدواجن، وغلاء الدواجن جعله يهرب إلى الأسماك، وغلاء الأخير وضعه في مأزق، وانتهى به المطاف إلى شراء "الباسا" الفيليه المستورد والمُسَرْطن، ماذا يفعل المصري بعد حصاره، غلاء البلطي والأسماك المتواضعة البديلة للحوم من خلفه، وسمك الباسا السام من أمامه؟!
سمك الباسا و"الباسا" سمك يباع داخل مصر بأسعار منخفضة عن سعره بالسوق مقارنة بباقي الأسماك، وهو نوع من أنواع سمك "السلور" ويتم استيراده من فيتنام إلى مصر حيث لا ينمو إلا داخل بيئات بعينها ووهو نوعين فيليه أحمر وأبيض نظرا لعدم وجود عظام به الأمر الذي قد يجعله محببا للبعض. عام 2009 أعدمت الولايات المتحدة الأمريكية 100 طن من سمك الباسا بعد أن تأكدت من خلال عينة عشوائية من أنه يوجد به مواد مسرطنة وهو ما استتبعه اجراءات مماثلة داخل عدد من البلاد مثل السعودية والأردن وغيرها من الدول الأخرى. ويباع سمك الباسا في مصر داخل العديد من الأسواق والسلاسل التجارية وتباع بأسعار متفاوتة تتجاوز 20 جنيها للكيلو، وقبل ايام خرجت تحذيرات عالمية ضده، تحذر من تناوله مؤكدة انها تتسبب بالإصابة بأمراض مختلفة. هنا يقول الدكتور عاطف أحمد علي، رئيس قسم التفتيش على الاسماك واللحوم والخبير في ملف تلوث اسماك النيل، أن أسماك التي يتم استيرادها من الغرب الأمريكي وجنوب شرق أسيا مثل فيتنام وغيرها من الدول يوجد بها نسبة مرتفعة من "الهيستامين" وهو الأمر الذي يسبب العديد من المشاكل الصحية التي تتطور فيما بعد حال زيادة الاستهلاك وهو ما قد يؤدي للإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة. وأوضح علي أن الهيستامين يؤدي لإصابة المستهلك بالحساسية المفرطة والتي قد تكون في أي عضو من أعضاء الجسم فقد تكون في الكلى أو المخ أو القلب أو غيرها. واستنكر عاطف اتجاه مصر إلى استيراد الأسماك من الخارج في الوقت الذي تعد مصر من الدول التي لديها ثروة طبيعية هائلة تتمثل في بحرين ونهر النيل بجانب البحيرات والمزارع السمكية، لافتا إلى أنه يوجد دول مثل موريتانيا التي تطل على المحيط الأطلنطي ورغم امكانياتها المحدودة تصل صادراتها من الأسماك 20 مليار دولار سنويا.
وأوضح محمود النقيب، المتخصص في علوم الأسماك، أن المشكلة في ذلك النوع من السمك أنها تصيب بأمراض سرطانية، وهو ما أثار ضجة حولها وأوقفت أمريكا استيرادها، لافتًا إلى أنه إلى وقتنا الحاضر لا تستورد أمريكا أو أي من دول الجوار مثل السعودية والإمارات ذلك النوع من السمك. ولفت النقيب إلى أن مصر من الدول القليلة التي تستورد ذلك النوع من السمك من خلال بعض المستثمرين وليس من خلال هيئة الثروة السمكية. وأشار إلى أن القضية تتمثل في أن تلك الأسماك مجهولة بالنسبة للحالة المرَضية، وتابع: لم نعرف بعد هل هي مصابة بأمراض أم لا، ورغم ذلك فإنه إلى الآن يتم استيرادها إذ لا يوجد في مصر أجهزة تستطيع تحديد مدى حملها أمراضًا في السلالات الخاصة بها. وأضاف: سمك الباسا من الأسماك التي تعيش في القاع، في فيتنام بالتحديد واسمها "البنجاسيوس" وفي الواقع فإن البيئة الأصلية التي تنشأ ونشأت فيها هذه الأسماك هي في البِرك والمستنقعات المائية، ولكن يمكن تربيتها داخل "مرابي" طبيعية، وهو ما حدث حيث انتقلت إلى المزارع السمكية، لافتًا إلى أن تلك الأسماك تنتشر في دول شرق آسيا. وأضاف الدكتور علاء بركات، عضو جمعية حماية المستهلك بألمانيا والخبير في ملف الغذاء، أن فيتنام تصدِّر 90% من احتياجات العالم لسمك الباسا، حيث تمتلك العديد من الأنهار التي ينمو بها ذلك النوع من السمك، لافتًا إلى أن أشهر نهر فيتنامي يوجد به أغلب المزارع السمكية به كم كبير من الملوثات المختلفة فهناك صرف صناعي وزراعي وصرف صحي، مؤكدًا أن من 2006 إلى 2007 وهناك بعض المزارع في فيتنام تزرع ذلك السمك بصورة عضوية "أورجانيك" ويتم وفق معايير صحية وهو ما يعد مسموحا به نوعا ما ولكن دخول سمك الباسا إلى ألمانيا على سبيل المثال فهو أمر غير ممكن نظرا للتخوفات من تعرضه للملوثات الكيميائية وتغذيه في بيئة صرف صحي وصناعي يمكن أن يؤثر على صحة الإنسان بصورة كبيرة ويجعله عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض مثل السرطان على حد وصفه. ولفت بركات إلى أنه رغم وجود الكثير من البحيرات ولكن يتم في مصر استيراد الأسماك بصورة عمومية نظرا لأن الثروة السمكية الموجودة أقل من احتياجات الأسواق، وتابع: هناك طرق بديلة يمكن من خلالها زيادة الإنتاج للثروة السمكية من خلال تربيتها، وطالب بضرورة وجود منظومة لحماية المستهلك كهيئة الرقابة على الغذاء والدواء لجمع وتوحيد الجهود الرقابية مما يصب في النهاية لصالح المستهلك المصري.
06 - 04 - 2017, 02:13 PM
رد: لا تأكل الباسا.. تحذير يتجدد ضد تناول أسماك الفيليه المستورد..
العرض العادي
