منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 12 - 2023, 06:13 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,758

ابن سيراخ والشاب المتسيِّب والنساء




الشاب المتسيِّب والنساء

يظن البعض أن ابن سيراخ كاره للنساء misogynist، بسبب نقده السلبي للنساء الشريرات. إذ قدَّم تحذيرات سلبية للشباب الذين كانوا تحت التعليم ليصيروا كتبة، منها:
V "لا تلتقِ بامرأة زانية، لئلا تقع في أشراكها" (9: 3).
V "لا تُسَلِّم نفسك إلى داعرات، لئلا تفقد ميراثك" (9: 6).
V "اصرف نظرك بعيدًا عن امرأة جميلة، ولا تتفرَّس في حسناء غريبة" (9: 8).
V "لا تتناول العشاء مع امرأة متزوجة لآخر، ولا تشترك معها في حفلات بها خمر" (9: 9).
وقد دافع البعض عنه:
أ. جاء السفر يضمّ 56 آية عن النساء، 28 آية تُقَدِّم الجوانب الإيجابية، و28 تُقَدِّم جوانب سلبية وتحذيرات. في سفر المزامير وُجِدَت تحذيرات من الرجال الأشرار (مز 140: 1-25؛ 141: 4). فكما يوجد نساء شريرات يوجد أيضًا رجال أشرار، وكما يوجد أبناء متمردون توجد بنات متمردات. لم يكن ابن سيراخ ضد المرأة، إنما ضد الشرّ سواء كان صادرًا من الرجل أو من المرأة. في الواقع انتقد بحزمٍ كلًا من الرجال والنساء الذين يُحَطِّمون نذر الزواج (23: 18-27). حتى إن أخفى الإنسان خطية الزنا عن شريك (أو شريكة) الحياة، فإن الله ينظر ما يفعله الإنسان خفية.
ب. تحدَّث بكل تقدير وتكريم للإناث السالكات في مخافة الربّ وبروح الحكمة سواء كن زوجات أو أمهات أو بنات. لقد أبرز التبايُن بين الفتاة الصالحة والفتاة المُتسلِّطة والعنيدة التي تجلب العار والخزي لأسرتها.
ج. واضح أنه لم يكن كارهًا للمرأة، كما جاء في البداية عن التزامات الوالدين (3: 11). لقد دافع عن كرامة كل الأمهات وتكريمهن، سواء كانت الأم صالحة أو شريرة، لأنها قدَّمت له عطية الحياة. كما أعلن ابن سيراخ عن صلاح الزواج بامرأة حكيمة وصالحة.
د. عالج موضوع "النساء" بما يناسب الثقافة المُعاصِرة له. بلا شك كانت ظروف المجتمع التي عاش فيها ابن سيراخ في القرن الثاني ق.م. تختلف عن الظروف التي نعيش فيها اليوم خاصة في الغرب. كان يُنظَر إلى البنات كثقلٍ على أكتاف الوالدين أكثر منهن بركة يتهللان بهن. كان الوالدان يلتزمان بالحفاظ على بتولية ابنتهما لئلا يغتصبها أحد فلا يَقْبَلها أحد حتى وإن كان السقوط خلال عمل قهري. وكانت الفتاة تعتمد كليةً على والدها إلى يوم زواجها حيث يصير رجلها هو المُلتزِم بكل احتياجاتها. غالبًا لم يكن لها دور في اختيار الزوج، وكان يمكن للوالد أن يُلزِم ابنته أن تتزوج رجل أرمل يكبرها بسنوات كثيرة. كان من حق الزوج أن يُطلِّق امرأته لأنه لا يُسرّ بها. فداود ترك زوجته ميكال ابنة شاول لأنها استخفَّت به وهو يرقص أمام تابوت العهد (2 صم 6: 20-23)، وماتت دون أن تنجب طفلًا. وبالمثل قام الملك أحشويروش بتطليق زوجته الملكة وشتي، لأنها رفضت الظهور لإبراز جمالها أمام الملك وهو في حالة سُكْر مع رجاله (إس 1).
هـ. كان ابن سيراخ أشبه بعميد لأكاديمية تضم شبابًا يتدرَّبون ليصيروا كتبة. كأستاذ ومُعَلِّم وأب روحي لمجموعة شباب يصيرون في المستقبل قادة، يليق بهم أن يكونوا قدوة للشباب. جاءت أحاديثه تُمَثِّل وصايا ونصائح وإرشادات لشباب في سن المراهقة المتأخرة.
و. بقوله: "من امرأة نشأت الخطية، وبسببها نموت نحن أجمعون" (25: 23)، حقًا لقد جُرِّبت حواء وأخطأت. لكنه هنا يشير إلى الخطية الأصلية (تك 3: 13)، التي أنتجت عقوبة الموت على الجنس البشري: "إلى تراب تعود" (تك 3: 19).
أما عن قوله: "خبث الرجل خير من امرأة تعمل ما هو صالح وهي تجلب الخزي والفضيحة" (42: 14)، هذه العبارة التي تُسَبَّب مشكلة للبعض سببها الترجمة من العبرية إلى اليونانية. كتب ابن سيراخ بالعبرية، وحفيده ترجم عمله إلى اليونانية. جاءت الترجمة الحرفية العبرية: "خشونة الرجل أفضل من سذاجة do-gooder امرأة". ما تحمله هذه العبارة ربما لأن ابن سيراخ كان يُوَجِّه حديثه للوالدين أو الأوصياء مُطالِبًا إياهم بالحزم مع الابنة العنيدة المُتمردة لئلا تجلب العار على الأسرة. النص العبري معناه "الأب الصارم أفضل من الأم المتهاونة بمبالغة والتي تُدَلِّل ابنتها". الخبث شرير بالنسبة للرجال والنساء. لكن الوالدية الصالحة غالبًا ما تتطلَّب حزمًا يراه الطفل خشونة وقسوة (عب 12: 11). أحيانًا الآباء كما الأمهات يمكن أن يكونوا متراخين في ليونة. بهذا يُترَك الطفل دون أن يضع له أحد حدودًا، ويقدم له توجيهًا قويًا ويسنده بالتهذيب الحازم.
ز. كثيرًا ما تحدَّث الحكيم عن الصداقة، وقد خشي أن يُسِيء البعض مفهوم الصداقة، فلا يدركون غايتها، ولا يعرفون حدودها، فيرتبط الشاب بنساء بغير حذرٍ. هذا وقد قدَّم ابن سيراخ أبيجايل كنموذجٍ رائعٍ للصداقة الحكيمة المقدسة، ونابال رجلها كنموذج للشخص الفظ غير المهذب.
ح. يقول Stacy Davis: [بينما يُشَخْصِن ابن سيرا الحكمة كمؤنث، لم يفعل هذا بالنسبة للحماقة.] كما يقول إن سيراخ وهو يُقَدِّم لنا الحكمة بكونها مؤنث، فإن أتباعها المُخلِصين والمُتحمِّسين لها ذكور وإناث، وقد أبرز الكتاب المقدس هذا، مثل عرضه لدبّورة النبية والقاضية الحكيمة بين القضاة، وتقوع "امرأة حكيمة" (2 صم 14: 2-20)، والمرأة الحكيمة التي في آبل أنقذت المدينة (2 صم 20: 16-22).
جاءت كتابات قمران تحمل نفس الفكر، فقد تكرَّر التعيير عن الحكمة "المرأة الحكمة Woman Wisdom" بينما لم تذكر قط "المرأة الحماقة Woman folly".
هذا وقد كانت اليهودية مُحاطة بثقافات تُحاوِل أن ترفع من شأن المرأة، فكانت تتعبَّد لآلهات goddess كما لآلهة. حاليًا لا زالت بعض الجماعات اليهودية تمتدح "السبت" بكونه "الملكة العروس السبت bride, O Queen Sabbath". وفي المسيحية تُكرم الكنائس الأرثوذكسية القديسة الملكة مريم بكونها والدة الإله بتجسده منها والعضو الأمثل في الكنيسة.
في العهد الجديد شُخصنت كل من الحكمة والحماقة بالمرأة، الأولى ترتدي الشمس (رؤ 12: 1)، والثانية المرأة الزانية التي ترتدي الأرجوان والقرمز وجالسة على الوحش (رؤ 17: 1، 4).
ط. قام بعمل ثوري بخصوص المرأة الصالحة بكونها بركة، في الوقت الذي كان فيه يتعامل بعض الرجال مع النساء كمقتنيات يُمكِن للرجل أن يهب إنسانًا ابنته كزوجة بغير إرادتها. عوض التعصُّب لجنس الرجل مدح الزوجة العاقلة. في سفر الأمثال مُدِحَت الزوجة النموذجية من أجل اهتمامها بالعمل وخدمتها للفقراء، أما في هذا السفر فيمدحها لأجل حكمتها وتعقلها بكونها بركة للأسرة.
V "سعيد هو الزوج لزوجة صالحة" (26: 1).
V "الزوجة الصالحة نصيب عظيم، وتكون نصيب من يخاف الربّ" (26: 3).
V "لا تتجاهل زوجة حكيمة وصالحة، فإن نعمتها أفضل من الذهب" (7: 19).
V "لطف الزوجة يُبهِج زوجها، ومهارتها تسمن عظامه" (26: 13).
V "الزوجة الصامتة عطيّة من الربّ" (26: 14).
V أشار إلى جاذبية المرأة الحكيمة الفاضلة، وأنها أفضل من الذهب. لقد نُسبت الحكمة للنساء كما للرجال.
تحقَّقت الثورة الحقيقية في تقدُّم عالم المرأة في الكتاب المقدس بتجسد الكلمة الإلهي، ربنا يسوع الناصري، واحترامه وتكريمه لأُمِّه. تَمَّم أول معجزة بناءً على طلبها (يو 2: 1-11).
صادَق ربنا يسوع نساء، فأحبّ مريم ومرثا ولعازر (يو 11: 5). أظهر حنوًا على أرمـلة نايين التي مات ابنها الشاب، فأقامه من الموت، ودفعه إلى أمه (لو 7: 11-15). كانت النساء أول من شهد لقيامة المسيح من الأموات في فجر الأحد.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
والشاب يعرف كل شيء
الرد على شبهة : الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك
أيقونة للسيد المسيح والشاب الغنى
حوار المسيح والشاب
الفرق بين مهند والشاب المصري


الساعة الآن 02:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024