رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لو كنتَ تعلم كم يرتعب إبليس، وكم ترتعب كل مملكته من صلاة المؤمنين وتشفّعهم.. لكنتَ تولي هذا التأمل حقَّه، ولكنتَ تتلقَّف كل كلمة مكتوبة فيه.. لو تعلم كم يرتعب إبليس، من هذا الكلام الذي قاله الرب: " ومهما سألتم بٱسمي، فذلك أفعله ليتمجَّد الآب بالابن " (يوحنا 14 : 13). لكنتَ بدأتَ تسألهُ الآن.. دون تردد.. 1 - أول كل شيء !!! " فأطلب أول كل شيء، أن تُقام طلبات وصلوات وﭐبتهالات وتشكُّرات، لأجل جميع الناس، لأجل الملوك وجميع الذين هُمْ في منصب، لكي نقضي حياة مُطمئنَّة هادئة في كل تقوى ووقار، لأنَّ هذا حسن ومقبول لدى مخلّصنا الله، الذي يُريد أنَّ جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يُقبلون ". (1 تيموثاوس 2 : 1 – 4). قالَ الرسول بولس: أطلب منكم أيها المؤمنون.. أول كل شيء.. أن تطلبوا من الله وتُصلُّوا لهُ، وتبتهلوا لهُ وتشكروه لأجل جميع الناس دون ﭐستثناء.. والهدف من كل ذلكَ.. هوَ خلاصهم من النار الأبدية.. ونيلهم الحياة الأبدية.. مؤكِّدًا لنا، أن هذا الأمر حسن ومقبول لدى الله.. لا بل هوَ مشيئتهُ الصالحة للجميع.. والأمر الذي نستنتجهُ بوضوح من خلال هذه الآيات: أنَّهُ دون طلباتنا وصلواتنا وﭐبتهالاتنا.. لن يحصل الناس على الخلاص.. ولو أدركنا أن كل حربنا التي نشنّها على إبليس ومملكته، وكل كدّنا ونشاطنا وتضحياتنا، ومخاطرتنا بحياتنا... تهدف في نهاية الأمر إلى خلاص النفوس.. لن نتوانى بعد اليوم لحظة واحدة عن الصلاة والتشفُّع.. لأنَّ المعنى الدقيق لكلمة " ﭐبتهال " هوَ التشفُّع.. ولو بسَّطنا الأمور.. لأدركنا أن سلاحنا الوحيد في الحرب مع إبليس هوَ الكلمة المنطوقة التي تخرج من فمنا.. هوَ الصلاة والتشفُّع.. كوننا لا نُحارب لحماً ودمًا لكي نستخدم ما تستخدمهُ الجيوش، من أسلحة فردية او إجمالية أو صواريخ ودبابات وطائرات... ولو تفحّصنا المواجهة التي دارت بينَ الرب والشيطان في البريَّة، قبلَ أن يبدأ الرب خدمتهُ العلنية، لاكتشفنا أنَّ الرب واجه إبليس وتجاربه وحربه عليه، بالكلمة.. قائلاً لهُ: مكتوب.. مكتوب.. مكتوب.. 2 - لماذا نتشفَّع عن الأشخاص؟ واضح كل الوضوح.. أنَّ الإنجيل أي البشارة بخلاص الله للبشرية، هوَ الطريق الوحيد للنجاة من نار جهنم، ولنيل الحياة الأبدية.. وكل من يجهل هذا الإنجيل لأي سبب كان، فهوَ هالك لا محالة.. ولهذا السبب عينه، قالَ الرسول بولس: " ولكن إن كانَ إنجيلنا محجوبًا، فإنَّما هوَ محجوب لدى الهالكين، لدى غير المؤمنين الذين أعمى إله هذا العالم أذهانهم حتَّى لا يُضيء لهم نور الإنجيل المُختص بمجد المسيح، الذي هوَ صورة الله " (2 كورنثوس 4 : 3 – 4). يؤكِّد الرسول بولس أنَّ الإنجيل محجوب لدى الهالكين أو غير المؤمنين، الذين لم يختبروا بعد خلاص الله، والذي يحجبهُ عنهم هوَ إبليس، لكي لا يُضيء لهم، فيفلتوا من قبضته، ومن الفخ الذي نصبهُ لهم، ويخلصون.. ولهذا السبب كلَّف الله أولاده المؤمنين، لكي يتشفَّعوا من أجل الهالكين، المحجوب عنهم نور الإنجيل، لكي تنفتح عيونهم، ويُضيء لهم هذا النور، فيستفيقوا من نومهم، ويخلصون.. وقد أوصانا بولس بهذا الكلام، لأنَّ الرب قالَ لهُ: " ... أنا الآن أُرسلك إليهم، لتفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور، ومن سلطان الشيطان إلى الله، حتى ينالوا بالإيمان بي غفران الخطايا ونصيبًا مع المُقدَّسين " (أعمال 26 : 17 – 18). نعم.. هذه هيَ خطة الله للناس أجمعين بكل بساطة.. لأنهُ وكما ذكرنا.. يُريد أنَّ جميع الناس يخلصون.. وإلى معرفة الحق - الموجود فقط في الإنجيل - يُقبلون.. 3 - ما معنى أن نتشفَّع؟ ببساطة مُطلقة أيضًا.. يُمكننا أن نأخذ مثالاً بسيطًا لتوضيح هذا الأمر.. أب وأم وﭐبنهما.. ﭐبن شقي، يقوم بتصرفات صبيانية، وأحيانًا قد تكون سيِّئة للغاية.. فيأتي الأب لكي يؤدبه بطرق مختلفة.. لكن الأم صاحبة القلب الحنون، تقف بينهُ وبين الأب، وتلتمس من زوجها أن لا يؤدبه من أجل خاطرها أو إكرمًا لها، وتطلب منهُ أن يُعطيه فرصة أُخرى.. فيفعل.. وينزل عند رغبتها.. والأمر بين الله والناس الخطأة الهالكين.. يتم بالطريقة نفسها.. إنهم هالكين بسبب بعدهم عن الله، ورفضهم لوصاياه وتوجيهاته.. وهُم يستحقون العقاب، دون أي جدل.. نعم.. إنَّ إبليس هوَ من يُعمي أذهانهم. ويُبعدهم عن الله.. لكنَّ في نهاية المطاف، يبقى الإنسان هوَ المسؤول الوحيد عن قرارته التي يتخذها تجاه الله.. لكنَّ الله المُحب، والمُدرك لما يفلعهُ الشيطان ليُعمي أذهان هؤلاء الناس، ويُبعدهم عنهُ وعن الخلاص الذي أعدَّهُ لهم.. كلَّفنا بأن نتشفَّع لهم.. أي أن نقف بينهُ وبينهم.. هل لكي نطلب منهُ أن يغض النظر عن خطاياهم؟ بالطبع لا.. بل لكي نطلب منهُ الرحمة.. نطلب منهُ أن يُعطيهم فرص أكثر وأكبر.. أن يتدخَّل بطرقه الخاصة، لكي يُساعدهم حتَّى يفلتوا من قبضة إبليس.. ولا تسألني.. كيف يفعل الله هذا الأمر؟ ولماذا وهوَ الإله المحب لا يفعلهُ دون تشفّعنا؟ إنَّهُ الله.. وهوَ شاءَ أن يُعطينا هذا الامتياز، أن نكون شركاء لهُ في خلاص البشرية، وأنا لا أريد أن أعرف أكثر من هذا.. فالله لديه طرق عديدة تختلف من شخص إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى، ومن بلد إلى آخر.. هوَ الله.. ولا جدوى من كثرة التحليل والنقاش، بل ببساطة وبإيمان وبطاعة كاملة: هوَ قال تشفعوا.. لأنه عندما تتشفعوا أفعل ما تطلوبنه.. فهذا يكفي، نريد أن نأكل عنب لا أن نقتل الناطور كما يقول المثل الشائع.. نريد نتيجة لا جدل فلسفي لا جدوى منهُ.. أُريد أن أُطيعهُ، وأقوم بدوري بأمانة.. 4 - نُرمِّم الثغرات: الخطيئة بشعة جدًّا.. وخاطئة جدًّا.. وهيَ تفتح ثغرة لإبليس لكي يدخل منها، ويحتل موقعًا أو مواقع، سواء في حياة الفرد الشخصية، وسواء في حياة شعب بكامله.. على الصعيد الفردي.. ينبغي على الشخص أن يتوب عن خطاياه، ويأتي إلى الرب، ويحتمي بدمه، لكي يخلص، ولكي تُقفل هذه الثغرات.. لكن ماذا على الصعيد الجماعي؟ مدينة بكاملها.. أو بلد بكامله.. ولكي نكون واقعيين.. فلن نشهد بسهولة - وإن كانَ هذا شوق قلب الرب وقلبنا - مدينة كاملة تتوب أو بلد بكامله يتوب ويُوقف ﭐرتكاب الشر والرذيلة.. ولهذا السبب، فإنَّ الثغرات التي تفتحها هذه الشرور وهذه الخطايا فوق مدينة مُعيَّنة أو بلد مُعيَّن، تكون كبيرة جدًّا.. وهذه الثغرات تُعطي إبليس الحق والحرية.. بالدخول والتملُّك، والإيذاء الكبير.. وهنا يأتي دورنا، بأن نقف في هذه الثغرات، بين الشعب الخاطئ.. وبينَ الله.. ينقل لنا سفر إشعياء النبي كلام الله، الذي يقول: " ومنكَ تُبنى الخرب القديمة، تُقيم أساسات دور فدور، فيُسمُّونك مُرمِّم الثغرة، مُرجع المسالك للسُكنى " (إشعياء 58 : 12). نعم.. دورنا أن نقف في الثغرة.. نُرمِّم الثغرة.. يخبرنا سفر حزقيال 22، عن مدينة ﭐرتكبت أشنع الشرور، وقد عدَّدها الرب كلها بأسمائها، وبعد أن ذكرَ كل تلكَ الشرور قال: " وطلبتُ من بينهم رجلاً يبني جدارًا، ويقف في الثغر أمامي عن الأرض، لكي لا أُخربها، فلم أجد " (حزقيال 22 : 30). إنها مشيئتهُ.. أن نقف أمامهُ في الثغر عن الشعب الخاطئ، لكي نشفع لهُ.. كأبرار غسلنا ثيابنا بدم الحمل.. نشفع بٱسم الرب يسوع المسيح، الذي قالَ لنا: مهما سألتم بٱسمي، فذلكَ أفعلهُ.. نقول للآب السماوي كما قالَ لهُ الرب: " يا أبتاه ﭐغفر لهم، لأنَّهم لا يعلمون ماذا يفعلون " (لوقا 23 : 34). فيرق قلب الله، ويتحنَّن، ونسمعهُ يقول: " تارةً أتكلَّم على أُمَّة وعلى مملكة بالقلع والهدم والإهلاك، فترجع تلكَ الأمَّة التي تكلمت عليها عن شرِّها، فأندم عن الشر الذي قصدت أن أصنعه بها ". (إرميا 18 : 7 – 8). قد لا ترجع الأمَّة عن شرِّها كما سبقَ وذكرنا، لكننا نحن من نتوب عنها بالنيابة، ونقف بينها وبين الله في الثغر، هذه هيَ الشفاعة، فالشعب أيام موسى لم يتب، ولم يرجع عن الشر، لكن وقوف موسى في الثغر وشفاعته، أرجعا الله عن غضبهِ: " فأوشكَ أن يُبيدهم كقولهِ، لـولا أنَّ موسى مُختارهُ وقفَ في الثغر أمامهُ يشفـع فيهم، ليردَّ غضبهُ فلا يُهلكهم " (مزمور 106 : 23). والمتشفِّعون كانوا يحسبون أنفسهم وكأنهم ﭐرتكبوا خطايا الشعب، يحسبون أنفسهم من ضمن هذا الشعب، وبهذه الطريقة يتشفعون للشعب: صلاة نحميا: " لتكن أُذنك مُصغية، وعيناك مفتوحتين لتسمع صلاة عبدك الذي يُصلِّي إليكَ الآن نهارًا وليلاً، لأجل بني إسرائيل عبيدك، ويعترف بخطايا بني إسرائيل التي أخطأنا بها إليك، فإنِّي أنا وبيت أبي قد أخطأنا، لقد أفسدنا أمامك ولم نحفظ الوصايا والفرائض والأحكام التي أمرت بها موسى عبدك " (نحميا 1 : 6 – 7). صلاة عزرا: " ﭐلَّلهمَّ إنِّي أخجل وأخزى من أن أرفع وجهي نحوك، لأنَّ آثامنا قد تكاثرت فوق رؤوسنا، ومعاصينا قد تعاظمت فبلغت عنان السماء " (عزرا 9 : 6). صلاة دانيال: " إننا أخطأنا وأثمنا وﭐرتكبنا الشر، وتمردنا وﭐنحرفنا عن وصاياك وأحكامك. ولم نسمع لعبيدك الأنبياء... " (دانيال 9 : 5 – 6). أولئكَ الأنبياء الثلاثة، المشهود لأمانتهم مع الرب، حسبوا أنفسهم وكأنهم قد ﭐرتكبوا خطايا الشعب، وتابوا عنهُ.. تابوا نيابة عنهُ.. لعبوا دورًا مُشابهًا للدور الذي لعبهُ الرب عنَّا، لكي يغدو شفيعنا.. شفيعٌ يقف بيننا وبينَ الله.. وهوَ الذي كان دون خطيئة، أصبحَ خطيئة، لكي نغدو نحن بر الله فيه: " لأنَّهُ جعلَ الذي لم يعرف خطيئة، خطيئة لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه " (2 كورنثوس 5 : 21). هكذا نتشفَّع.. من أجل الخطأة.. وهكذا نُغيِّر فكرَ الله.. ونجعلهُ يتراءَف.. ويعود عن غضبه.. 5 - تغيَّرت اللهجة: تمرَّدَ الشعب على الله، وﭐرتكبوا كل أنواع الخطايا والشرور، فتشتتوا من أرضهم، وسيقَ القسم الأكبر منهم إلى بابل، وأحرق جيش الكلدانيين الهيكل، وهدموا أسوار أورشليم.. لكن كانَ بين المسبيين النبي دانيال.. النبي الذي بقيَ أمينًا لإلهه.. النبي الذي عزمَ في قلبه أن لا يتنجَّس بأطايب الملك وخمره.. الذي رفضَ أن يسجد للأصنام، غير آبه بجب الأسود.. نبيٌّ وقفَ في الثغر.. بين الشعب الخاطئ.. وبين الله وصلَّى لله قائلاً: " ... أيها الرب الإله العظيم المهوب، حافظ العهد والرحمة لمُحبِّيه وعاملي وصاياه. إننا أخطانا وأَثمنا وﭐرتكبنا الشر، وتمردنا وﭐنحرفنا عن وصاياك وأحكامك... فٱصرف يا سيِّد، حسب رحمتك سخطك وغضبك عن مدينتك أورشليم جبل قُدسك، إذ مِنْ جرَّاء خطايانا وآثام آبائنا أصبحت أورشليم مثار عارٍ لنا عندَ جميع المُحيطين بنا، فأَنصت الآن يا إلهنا إلى صلاة عبدك وﭐبتهالاته (تشفعاته)، وأضئ بوجهك على هيكلك المُتهدِّم من أجل ذاتك، أرهف أُذنك يا إلهي وﭐستمـع، وﭐفتـح عينيـك وشاهـد خرائبنـا والمدينـة التي دُعيَ ﭐسمكَ عليها، فإنَّنا لا من أجـل برٍّ فينا نرفـع تضرعاتنـا إليك، بل بفضل مراحمك العظيمة " (دانيال 9 : 4 - 18). وبعدَ صلاته هذه، تلقَّى رسالة واضحة من الله، أنَّ صلاته وتشفّعاته وتضرّعاته قد سُمِعوا، وأنَّ الله سيُعيد الشعب إلى أرضه.. سيبني الهيكل والأسوار من جديد.. وتمر سبعين سنة على تلكَ التشفّعات.. وها هوَ الرب يفي بوعده، ويُرسل زربابل ويشوع بن يوصاداق وقسم كبير من الشعب إلى أورشليم، حيث بدأوا العمل في بناء الهيكل.. لكن إبليس تحرك، وﭐستخدمَ المسؤولين عن تلكَ المنطقة لكي يوجهوا رسالة إلى الملك أرتحششتا يقولون فيها: " ليعلم الملك أنَّ اليهود الذين صعدوا من عندك إلينا، قد أتوا إلى أورشليم ويبنون المدينة العاصية الرديَّة، وقد أكملوا أسوارها ورمَّموا أسسها، ليكن الآن معلومًا لدى الملك، أنَّهُ إذا بُنيت هذه المدينة وأُكملت أسوارها، لا يؤدُّون جزية ولا خراجًا ولا خفارة، فأخيرًا تضر الملوك، والآن بما أننا نأكل ملح دار الملك، ولا يليق بنا أن نرى ضرر الملك، لذلك أرسلنا فأعلمنا الملك، لكي يُفتش في سفر أخبار آبائك، فتجد في سفر الأخبار وتعلم أنَّ هذه المدينة مدينة عاصية ومُضرَّة للملوك والبلاد، وقد عملوا عصيانًا في وسطها منذ الأيام القديمة، لذلك أُخربت هذه المدينة " (عزرا 4 : 12 – 15). والنتيجة كانت.. أنَّ الملك أعطى أمرًا بتوقيف البناء بالقوة.. وهكذا حصل.. لكنَّ دانيال أثناء صلاته للرب من أجل إعادة بناء الهيكل والأسوار قالَ لهُ: " أنتَ حافظ العهد والرحمة ". وهوَ كذلك.. وعندما نتشبَّث برحمته وبنعمته وبوعوده.. فلا بُدَّ أن تتحقَّق.. وتغيَّرت اللهجة.. وها هما النبيَّان حجي وزكريا يتنبآن لزربابل ويشوع والشعب، لكي يُكملا البناء، لأنَّ دانيال تشفَّع، ولأنَّ إلهنا حافظ العهد، فشرعوا بالبناء من جديد.. وها هُم المسؤولين عن تلكَ المنطقة يكتبون رسالة إلى الملك داريوس.. لكنَّ اللهجة تغيَّرت: " ليكُن معلومًا لدى الملك أننا ذهبنا إلى بلاد يهوذا، إلى بيت الإله العظيم، وإذا به يُبنى بحجارة عظيمة، ويوضع خشب في الحيطان، وهذا العمل يُعمل بسرعة وينجح في أيديهم، حينئذٍ سألنا أولئك الشيوخ وقلنا لهم هكذا: من أمركم ببناء هذا البيت وتكميل هذه الأسوار؟... وبمثل هذا الجواب جاوبوا قائلين: نحنُ عبيد إله السماء والأرض، ونبني هذا البيت الذي بُنِيَ قبل هذه السنين الكثيرة... ولكن بعد أن أسخط آباؤنا إله السماء، دفعهم ليد نبوخذناصّر ملك بابل الكلداني، الذي هدم هذا البيت وسبى الشعب إلى بابل، على أنَّهُ في السنة الأولى لكورش ملك بابل، أصدر كورش الملك أمرًا ببناء بيت الله هذا... والآن إذا حسن عند الملك، فليفتش في بيت خزائن الملك الذي هو هناك في بابل، هل كان قد صدر أمر من كورش الملك ببناء بيت الله هذا في أورشليم، وليرسل الملك إلينا مراده في ذلك ". (عزرا 5 : 8 – 17). والنتيجة كانت أن الملك داريوس أجابهم قائلاً: " ﭐتركوا عمل بيت الله هذا، أما والي اليهود وشيوخ اليهود فليبنوا بيت الله هذا في مكانه، وقد صدر مني أمر... فمن مال الملك من جزية عبر النهر، تُعطَ النفقة عاجلاً لهؤلاء الرجال حتى لا يبطلوا، وما يحتاجون إليه من الثيران والكباش والخراف محرقة لإله السماء، وحنطة وملح وخمر وزيت حسب قول الكهنة الذين في أورشليم، لتُعطَ لهم يومًا فيومًا حتى لا يهدأوا عن تقريب روائح سرور لإله السماء، والصلاة لأجل حياة الملك وبنيه، وقد صدر مني أمر أنَّ كل إنسان يُغيِّر هذا الكلام، تُسحب خشبة من بيته، ويُعلَّق مصلوبًا عليها، ويُجعل بيته مزبلة من أجل هذا " (عزرا 6 : 7 – 11). والآن إقرأ معي ما قالهُ الشعب حينها عندما ﭐستكمل بناء الهيكل: " وﭐحتفلوا بعيـد الفطيـر سبعـة أيام بفـرح، لأنَّ الـرب ملأهم بالغبطة، إذ جعلَ قلب ملك أشور يميل نحوهم، فشدَّ أَزرهم لمتابعة العمل في بناء هيكل الله إله إسرائيل " (عزرا 6 : 22). وﭐقرأ معي ما قاله عزرا أيضًا: " ... مُبارك الرب إله آبائنا، الذي وضعَ مثل هذا في قلب الملك، لتكريم هيكل الرب في أورشليم " (عزرا 7 : 27). تَشَفَّعَ دانيال.. للإله الحافظ العهد والرحمة.. ووقفَ في الثغر.. تائبًا عن نفسه وعن الشعب.. فتراءَف الله.. وسمع الصلاة وقبلها.. فغيَّر ملوك.. وغيَّر ولاة.. وغيَّر لهجات.. وأعاد بناء هيكله وأسوار مدينته.. أعاد الشعب من السبي.. وملأ قلوبهم بالفرح والبهجة.. وماذا عن اليوم؟ دعني أُخبرك.. قال الرب يسوع: " الحقَّ أقولُ لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان.. يوحنا المعدان أعظم من دانيال النبي.. لكن الرب أكمل قائلاً: ولكن الأصغر في ملكوت السموات أعظم منه " (متى 11 : 11). أنتَ أعظم من يوحنا المعمدان.. أعظم من دانيال.. ليسَ لأنَّكَ أفضل منهم.. بل لأنَّكَ في العهد الجديد.. العهد الأفضل.. عهد دم الرب الثمين.. الذي جعلكَ بارًّا.. وجعلَ طلبتك تقتدر كثيرًا بفعلها.. جعلَ طلبتك.. تُغيِّر فكرَ الله.. تُغيِّر ظروف وأوقات وأزمنة.. تُغيِّر قلوب ملوك ورؤساء.. تُغيِّر قرارات.. تُغيِّر لهجات.. تُغيِّر مدن وبلدان.. واليوم ونحنُ على أبواب أمرين هامِّين للغاية: أولهما: المؤتمر التبشيري في مطلع الشهر القادم.. وثانيهما: رؤيتنا ككنيسة، أن نبني هيكل الله المنهدم في بلدنا، وان نبني أسوار بلدنا، وأن نحقق رؤيتنا لهذا البلد، بأن نراه بلدًا حسب قلب الرب، بلد يتمتع بالسلام والطمأنينة، بلدًا تتقطَّع فيه ربط الفساد والإرهاب، وينقطع فيه الساهرون على الإثم، ويفنى فيه المستهزئ، ويبيد فيه العاتي، بلدًا تنقلب فيه عروش مملكة الظلمة، ويُقام فيه عرش واحد، عرش الرب يسوع المسيح، بلدًا نرى النهضة وربح النفوس والآيات والعجائب تُجرى فيه.. فهل نتشفَّع لنرى مدننا وبلداننا تتغيَّر؟ ولنرى مملكة الظلمة تنهار.. وملكوت الله يمتد؟ هل نفعل كما فعلَ دانيال النبي.. لنسمع لهجات تتغيَّر.. وقلوب تتغيَّر.. وقرارات تتغيَّر؟ التعديل الأخير تم بواسطة Ebn Barbara ; 04 - 06 - 2012 الساعة 10:19 PM |
|