رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يقف الأمر عند هياج الشياطين ضده، إنما يفقد هو سماته الداخلية التي وُهبت له: "تتساقط قضبانه (فروعه) على الجبال وفي جميع الأودية، وتنكسر قضبانه عند كل أنهار الأرض، وينزل عن ظله كل شعوب الأرض ويتركونه" [12]. هذه صورة مُرّة للنفس، فإن هلاكها ليس نتيجة حرب خارجية، وإنما نتيجة موت داخلي، فتتساقط فروعها بعد أن تجف وتفقد كل حيوية أينما وجدت، سواء على الجبال العالية أو في الوديان المنخفضة، في البراري أو عند الأنهار. ينبع فساده في داخله مهما تكن الظروف، فيصير بلا أغصان، عقيمًا جافًا لا يستظل به أحد، ولا يستريح له إنسان، ويُترك وحيدًا. لقد كتب القديس يوحنا الذهبي الفممقالات كثيرة في هذا الشأن معلنًا أنه لا يقدر أحد أن يؤذي إنسانًا ما لم يؤذِ الإنسان نفسه. بالكبرياء يُحطم الإنسان حياته، معللًا فشله للظروف المحيطة به أو الأشخاص الذين يتعاملون معه. فالعيب في الشجرة التي حملت جفافها لا في الجبال أو الوديان أو الأنهار أو الشعوب التي تركتها. |
|