كان القديس الأنبا إشعياء معلماً للقديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك وفي إحدى الليالي كان أرسانيوس يأكل نوعين من الطعام وقد خجل الأنبا إشعياء أن يحدثه في هذا الأمر إذ أنه كان يعلم حياته الأولى، فدخل قلاية –غرف الرهبان- الأب زينون ووجده يبل الخبز
الجاف في ماء به ملح بسبب الحر الشديد فوجدها فرصة لا للتشهير بالراهب بل لتعليم أرسانيوس، فأخذ الأنبا إشعياء الوعاء الذي به الماء ووضعه أمام قلاية أرسانيوس وأمر فدقوا الجرس واجتمع الإخوة، عندئذ قال: " يا أخي، لقد تركت تنعمك وكل مالك وجئت إلى الإسقيط حباً في الرب وفي خلاص نفسك، فكيف تريد الآن أن تلذذ ذاتك بالأطعمة... إن كنت تريد أن تأكل مرقاً امض إلى مصر، لأنه لا يوجد في الإسقيط تنعم " وإذ سمع أرسانيوس قال لنفسه: " هذا كلام موجه إليك يا أرساني ".