رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس يوحنا ذهبي الفم أولًا: الطقس الكنسي دخول في الحياة السماوية: الطقس الكنسي يحترم الجسد وأحاسيسه، لكنه لا يحبس النفس في حدود الجسد والمحسوسات، بل يعرف كيف ينطلق الروح القدس بالمؤمن نحو الأمور السماوية خلال الزمنيات، فلا يعود المؤمن يرى في الكنيسة معابد وكهنة وحركات جسدية في العبارة بل يمارس شركة مع السمائيين ودخول إلى أمجاد أبدية وتمتع بحضن الآب. "لنتقدم بقلب صادق(2) إلى الأمور المقدسة، إلى الإيمان، إلى الخدمة الروحية... فلا نرى منظورات: كاهنًا أو ذبيحة أو مذبحًا... إنما يدخل الكاهن إلى قدس الأقداس، لندخل نحن أيضًا معه(3)". "هنا كل شيء يخص السماء والسماويات، أمور تخص نفوسنا وحياتنا(4)". "الملائكة حاضرون في كل موضع، خاصة في بيت الله، إذ يقفون بجوار الملك. الكنيسة مملوءة كلها بالقوات غير المتجسدين(5)". "إن كانت (طقوسنا) تتم على الأرض لكنها متأهلة للسموات، إذ يكون ربنا يسوع المسيح نفسه الذبيح مضطجعًا، والروح مرافقًا لنا، والجالس عن يمين الآب حاضرًا هنا". "خلال الغسل (المعمودية) يوجد الأبناء، الذين يقتفون أثر السمائيين، حاسبين أن لهم وطنًا سماويًا. هؤلاء إذ يتعذبوا عن الأمور الزمنية يمارسوا الأعمال السماوية". ماذا...؟ أليست تسابيحنا سماوية؟! ألسنا نحن الذين نعيش على الأرض ننطق في انسجام مع ترنيمات الطغمات الإلهية التي للقوات غير المتجسدين؟ أليس المذبح سمائيًا...؟ إذ لا يحمل أمورًا جسدانية، بل تقدمة روحية. فالذبيحة لا تتحول إلى تراب ورماد بل هي بهية وسامية. ما هي سمة طقوسنا إلا أنها سماوية، فقد قيل(6): من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت. فمن كان له مفاتيح السماء كيف لا تكون بقية أموره سماوية؟!... الكنيسة سماوية، بل هي السماء... لقد قادنا مرتفعًا بنا إلى السماء، وأظهر لنا أنه قد صارت لنا السماء عوض الهيكل(القديم)(7). |
|