|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
والأصحاح الثاني عشر من سفر الأعمال يصف لنا إنقاذًا من خطر، بطريقة معجزية تفوق كل الاحتمالات. فقد عامل هيرودس بطرس كسجين خطر، فلم يكتفِ بوضعه في السجن المُحكَم، بل سلَّمه إلى حراسة أربعة أرابع من العسكر، أي ستة عشـر عسكريًا، مُوَّزعين عند نقطتي حراسة، يفصلانه عن باب السجن الحديدي الذي يؤدي إلى المدينة (أعمال١٢: ١٠). وكان مربوطًا دائمًا بسلسلتين مع عسكريين، كل سلسلة تربط يده من المعصم بأحد العسكريين، حتى لا يستطيع أن يتحرك بدون أن ينتبه له العسكري. وهكذا كان مركز بطرس في نظر الجميع ميؤوسًا منه. ولكن بطرس كان نائمًا نومًا عميقًا مع أنه كان مزمعًا أن يُقتل في الغد. وكان نومه هادئًا وعميقًا حتى اضطر الملاك إلى ضرب جنبه لإيقاظه، وعندما استيقظ جاء الخلاص، بالرغم من تلاشي أي احتمالية لخروج بطرس من السجن حيًا! وبينما بطرس في السجن كان المؤمنون يُصلون بدون توقف من أجل بطرس، وضد قوة هيرودس ومتانة جدران السجن والسلاسل وسهر الحراس. ولكنهم كانوا يُصلّون بإيمان ضعيف، حتى إنهم لم يستطيعوا أن يصدقوا الإجابة عندما أتت. ولكنهم على أي حال استخدموا قوة الصلاة الهادئة الفعالة، ولم يلجأوا إلى السلطات ليستعطفونها، ولا إلى استعمال أية قوة لإخراج صديقهم من السجن، بل اكتفوا بالصلاة. وما كان أعظم تأثيرها! في هذا الموقف أراد الله أن يُعلّم الكنيسة أن الصلاة تستطيع أن تعمل أكثر جدًا مما نطلب أو نفتكر. فكل شيء مستطاع بالصلاة، على الرغم من أن بعض الطلبات تبدو مستحيلة، ولكن علينا التيقن قبل أن نرفع إحدى هذه الطلبات التي تبدو مستحيلة في نظرنا، أن تكون هذه الطلبات مُتفقة مع مشيئته. فكثيرًا ما نطلب من الله طلبات مستحيلة ولا نجد الاستجابة المنتظرة، والله لا يتدخل بالاستجابة هنا، ليس لصعوبة الاستجابة، فليس شيء مستحيل لديه، ولكن لأن هذه الاستجابة ستكون غير متوافقة مع مشيئته وخطته في حياتنا. فالصلاة ليست تنفيذ إرادتي في السماء، ولكن إخضاع إرادتي لمشيئة السماء. |
|