رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكما أن الجسد يموت ، إذا انفصلت عنه النفس التي تحييه ؛كذلك تموت النفس إذا انفصل عنها الله الذي يحييها . أكيد بأن النفس خالدة لا تموت ، لأنها حيّة وإن ميته. إن قول الرسول عن المرأة الشريرة ينطبق على النفس التي ضيّعت إلهها{لأنها ، وإن حية فهي ميته(1تيموثاوس5/6)
الله يحيا ، ونفسك تحيا ، إنما حياة الله ثابتة وحياة نفسك متغيرة . الله لا يربح ولا يخسر بل هو دائم في ذاته وهو كما هو: لم يكن بخلاف ما هو الآن ولا بخلاف ما سوف يكون . أما حياة نفسك فإنها بالعكس تتطورّ بألف شكل وشكل : كانت حمقاء ؛ وها هي الآن عاقلة. كانت خاطئة وها هي الآن بارة ، تارة تنسي وطوراً تذكر ، تارة تتعلم وطوراً تقصّر ، تارة تنسى ما تعلمت وطوراً تتذكر ما نسيت: حياة النفس قابلة للتطور. إن أدبرت عن الله كفرت به وإن قبلت إليه تبررت. ألا تظن أن البارد يسخن قرب النار ويبرد متى أبتعد عنها؟ تلك هي حال النفس: إنها النفس ولو لم تكن حكيمة أو بارة ، إنها النفس ولو لم تكن تقية . كون النفس ولو لم تكن تقية . كون النفس نفساً شيء وكونها حكيمة ، بارة وتقية شيء أخر . من خلال أعمالها تظهر حية وإن لم تظهر حكيمة بارة وتقية. إنها من خلال أعمالها تظهر حية كما تظهر أفضل من الجسد ، ولكن هل تظهر حكيمة ، تقية وبارة من خلال أعمالها؟ ألا يسير الجهال والكفرة والأشرار؟ ألا يعملون وينظرون ويتكلمون ويسمعون. ولكنها متى إتجهت إلي ما ليست هي ، وإلي ما هو أسمي منها ، وإلي ما قد خرجت منه ، فإنها تأخذ الحكمة والبر والتقوى التي بدونها وإن وجدت تعتبر ميته ، ولم تحي من الحياة التي تحيا منها هي عينها بل التي يحيا منها الجسد. حياة النفس ليست من مبدأ حياة الجسم ذاته . في الواقع . إن النفس أفضل من الجسد ، لكن الله خالقها أفضل منها. ولو كانت النفس حمقاء ، خاطئة ، شريرة ، فإنها تبقي للجسد حياته. لكن بما إن الله حياة لها كما هي للجسد حياة تقوّية وتجملّه وتخدم أعضاء عليه هو أن يكون في النفس ، لكي يقدم إليها الحكمة والبر والتقوى والمحبة |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
وع قدر سعى نفسك وسعى جسدك بترزق |
درب جسدك و درب نفسك |
حياة الالتزام تشمل داخلها حياة الطاعة وحياة الاتضاع |
درب جسدك على طاعة نفسك ، |
درب جسدك على طاعة نفسك |