منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 05 - 2012, 07:35 PM
الصورة الرمزية tito227
 
tito227 Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  tito227 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 17
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 2,845

القيامة هي بدء الخلود وبدء التجلي في الخلود
بقلم : البابا شنودة الثالث


القيامة هي بدء الخلود وبدء التجلي في الخلود
أهنئكم يا أبنائي واخوتي بعيد القيامة المجيد‏,‏ راجيا لكم حياة سعيدة مباركة من الرب‏,‏ ثابتة في محبته‏..‏ ومصليا معكم من أجل الشرق الأوسط واستقراره‏,‏ وبخاصة في العراق وفلسطين‏,‏ طالبا لهما من الرب أن يحقق امنياتهما في مستقبل أفضل‏..‏ لخير بلادهما وخير شعبهما‏.‏ كما أصلي أيضا من أجل سوريا الحبيبة ان يحفظها الله سالمة‏.‏

وأود بمناسبة عيد القيامة‏,‏ أن احدثكم عن القيامة وكيف انها الباب الطبيعي للخلود‏..‏
لقد خلقنا الله للحياة‏.‏ خلقنا لكي نحيا‏,‏ لا لنموت

وعندما خلق الله الانسان الأول‏,‏ ذوده بما يحفظ له الحياة‏.‏ جعل فيه العقل والضمير والإرادة‏,‏ وزوده أيضا بالوصية‏...‏
ومع كل ذلك‏,‏ انحرفت ارادة الانسان فسقط في الخطية‏.‏ وبذلك السقوط‏,‏ دخل الفساد إلي طبيعته‏,‏ فطرد من الجنة‏,‏ واستحق الموت هو وكل نسله‏.‏ لأنه لايمكن للطبيعة الخاطئة ان تصير خالدة‏.‏ وهكذا دخل الموت إلي العالم‏,‏ واجتاز إلي جميع الناس‏.‏

كان الموت اذن دخيلا علي الطبيعة البشرية‏.‏
وكانت الخطيئة التي سببت الموت هي أيضا دخيلة علي طبيعتنا‏,‏ وكذلك الفساد الذي سببته الخطيئة أيضا‏,‏ والشر الذي زاد وانتشر وتعددت ألوانه وأساليبه وأسماؤه‏..!‏
وكان الله ـ تبارك اسمه ـ الشديد الحنو علينا‏,‏ يريد ان يصلح التدمير الذي أصاب طبيعتنا‏.‏ يقودنا إلي التوبة وحياة البر‏,‏ وبالتالي يعدل مصيرنا ويردنا إلي الحياة التي خلقنا لها‏..‏
وهكذا كما سمح الله ان يدخل الموت إلي طبيعتنا‏,‏ سمح أيضا برحمته ان تدخل القيامة إلي طبيعتنا‏.‏
وكما شاء أن أجسادنا تفقد الحياة‏,‏ وتعود إلي التراب الذي صنعت منه‏,‏ فإنه في القيامة سيقيم الأجساد من التراب ويمنحها الحياة مرة أخري‏.‏ وتتكرر صورة قدرته الالهية‏...‏

إن الذي خلقنا للحياة‏,‏ سيعيدنا بالقيامة إلي الحياة‏.‏
وكما انتصر الموت علي الحياة التي فينا‏,‏ فإنه بالقيامة سوف تعود الحياة فتنتصر علي الموت‏...‏
وبالقيامة ينتهي وجود الموت إلي الأبد‏.‏ ولا يكون هناك موت بعد ذلك‏.‏ بل تبدأ الحياة الأبدية أعني الخلود
فبعد ان يبعث الإنسان حيا‏,‏ لايعود إلي الموت مرة أخري ولكن بين القيامة والخلود‏,‏ توجد مرحلة متوسطة بينهما وهي الدينونة العامة‏,‏ حيث نقف جميعا أمام كرسي الله العادل‏,‏ لكي نعطي حسابا عن كل ما فعلناه بالجسد‏,‏ خيرا كان أم شرا‏..‏
وطبيعي أن ساعة الحساب هذه‏,‏ لابد ان تسبقها القيامة

لأن كل ما فعلناه من بر أو من خطيئة‏,‏ قد اشترك فيه العنصران الذين يتكون منهما الإنسان‏,‏ أعني الجسد والروح‏.‏ فلا يجوز أن تحاسب الروح وحدها‏,‏ ولا أن يحاسب الجسد وحده‏.‏ إنما تنتظر ساعة الحساب إلي أن تعود الروح فتتحد بالجسد القائم من الموت‏.‏ ثم يقف الانسان كله أمام الله الديان‏:‏ روحا وجسدا معا‏,‏ بالقيامة‏..‏
حينئذ تقضي أمام الله كل أعمالنا وأفكارنا وإحساساتنا‏,‏ ونياتنا ورغباتنا‏,‏ وكل علاقاتنا‏.‏ لايختفي منها شئ‏,‏ لكي تنال القصاص أو المكافأة‏,‏ بعدل الله ورحمته معا‏.‏ ذلك لأن عدل الله مملوء رحمة‏,‏ ورحمة الله مملوءة عدلا‏.‏ لسنا نفصل بينهما‏.‏ فعدل الله عدل رحيم‏.‏ ورحمة الله رحمة عادلة‏.‏
الذي يؤمن بالقيامة لايخاف الموت‏.‏ فالموت ليس هو نهاية حياة‏,‏ بل هو جسر بين حياتين

بين حياة أرضية تنتهي‏,‏ وحياة أبدية لاتنتهي بين حياة علي الأرض‏,‏ وحياة أخري في السماء
لذلك نحن نقول لله في صلواتنا‏:‏ إنه ليس موت لعبيدك‏,‏ بل هو انتقال‏..‏ والمؤمنون لايحزنهم الموت‏,‏ بل كما يقول الكتاب المقدس لاتحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم‏.‏ أي الذين لا رجاء لهم في القيامة‏.‏ واؤلئك هم الملحدون‏,‏ الذين لايؤمنون بالقيامة ولا بالحياة الأخري‏.‏
المؤمن لايخاف الموت‏,‏ لأنه يثق بأنه سيعود إلي الحياة مرة أخري‏,‏ كما يؤمن ان له روحا لا تموت‏,‏ حتي بعد ان تخرج من الجسد تظل حية لأن الموت ليس من طبيعتها‏.‏
غير أنه في الموت ـ كما في القيامة ـ سر قد يجعل بعض الناس يخافون‏..‏

ذلك أنهم لايعرفون ماهي طبيعة الموت؟ وكيف يكون خروج الروح من الجسد؟ وهل ذلك مؤلم؟ وماهي المشاعر المحيطة به؟ وماذا يحدث بعده؟
كذلك هم لايعرفون كيف تكون القيامة؟ وكيف تعود الروح وتتحد بالجسد مرة أخري؟ ومتي؟
لقد قام اناس من الموت قبلا علي يد السيد المسيح له المجد‏,‏ وعلي يد ايليا النبي واليشع النبي‏.‏ ولكنهم ـ للأسف الشديد ـ لم يخبرونا كيف كان موتهم؟ وكيف كانت قيامتهم؟ كيف خرجت الروح منهم؟ وكيف عادت؟ وماذا كانت المشاعر المصاحبة لذلك؟ يبدو ان في هذا الأمر سرا قد ختم عليه بسبعة ختوم‏..!‏
علي أية الحالات فإنه الاستعداد للموت‏,‏ يبعد الخوف منه

وأقصد الاستعداد لملاقاة الله بعد ترك هذه الحياة الدنيا‏,‏ والاستعداد ليوم الحساب العظيم‏,‏ وأن يعمل الإنسان لآخرته‏.‏ فالذي يكون في مثل هذا الاستعداد لايخاف الموت أبدا‏.‏
والاستعداد يكون بحياة التوبة‏,‏ وبحياة الإيمان‏,‏ والفضيلة والبر‏,‏ وأن يعيش الانسان بضمير صالح‏,‏ لا يلومه في شئ‏...‏
قال أحد الآباء‏:‏ مخافة الموت تزعج قلب الرجل الجاهل‏.‏ أما الانسان البار‏,‏ فإنه يشتهي الموت كما تشتهي الحياة‏.‏ أي يشتهي اللقاء مع الله‏...‏
علي أية الحالات‏,‏ مادامت هناك قيامة بعد الموت‏,‏ إذن لامبرر للخوف من الموت‏..‏

ولكن أهم من القيامة‏,‏ ما بعد القيامة‏..‏
إن بعدها الخلود‏,‏ والتجلي في الخلود

عجيب هو هذا الخلود‏,‏ والحياة فيه إلي ما لا نهاية‏,‏ مع الله وملائكته ومجمع الأبرار والصديقين‏.‏ حياة يسميها الكتاب النعيم الأبدي‏,‏ حيث ما لم تره عين‏,‏ ولم تسمع به أذن‏,‏ وما لم يخطر علي قلب بشر‏,‏ ما أعده الله للذين يحبونه‏.‏
إنها الحياة الدائمة الناعمة‏,‏ في فرح عجيب‏,‏ وفي قدسية الحياة‏.‏ لا موت يهددها‏,‏ ولا خطيئة تعكرها‏..‏
وفي هذه الأبدية السعيدة تنعم الطبيعة البشرية بنوع من التجلي والسمو‏...‏

يتجلي الإنسان جسدا وروحا‏.‏ فالجسد يصبح جسدا روحيا سماويا‏,‏ لايتعب اطلاقا ولا يتألم‏.‏ وتزول منه كل العيوب التي كانت له في الحياة الأرضية‏,‏ فلا الأعمي يقوم أعمي‏,‏ ولا الأصم يقوم أصم‏.‏ والمرضي بكل انواع الأمراض تزول الأمراض عنهم‏.‏ والذين لم يتمتعوا بشئ من الجمال‏,‏ يمنحون جمالا ورونقا‏.‏
ويصبح الانسان‏,‏ كل انسان‏,‏ في كمال جسدي من كل ناحية‏,‏ صحة وقوة وجمالا‏,‏ مع مواهب اخري متعددة‏...‏
الروح الانسانية تتجلي‏.‏ فلا تتعرض لأي مرض أو نقص‏,‏ مثل الخوف والشك والتردد والقلق والشهوة‏,‏ وسائر تلك العيوب والنقائص التي كانت تحارب النفس علي الأرض‏.‏

ويسمو البشر في مستواهم الروحي‏,‏ ويصبحون كملائكة الله في السماء‏,‏ وتتميز أرواحهم بالشفافية والطهر‏,‏ والنمو المستمر في المعرفة‏.‏ ويدخلون تدريجيا في معرفة الله‏..‏
وهكذا بالقيامة ينفتح الباب أمام ارتقاء الطبيعة البشرية‏,‏ واستمرارية الحياة فيها

وترجع الروح إلي هيبتها‏,‏ والجسد إلي بهائه
وتصبح السماء هي وطن الانسان ومقره‏.‏ هذا الانسان الذي هو الوحيد بين الكائنات الأرضية‏,‏ الذي وعده الله بالحياة الأبدية‏.‏ فلا تنتهي حياته بالموت‏,‏ ولا يدركه الفناء‏,‏ بل تكون له حياة أخري أكمل وافضل‏.‏

نشكر الله اذن علي نعمة القيامة وما بعد القيامة
ونطلب اليه أن يكون لنا نصيب في ذلك النعيم الأبدي الذي أعده بكل حب وحنو للذين يحبونه علي الأرض‏.‏
كما نطلب اليه من أجل بلادنا المحبوبة مصر أن يمنحها الرخاء والسلام‏,‏ ويبارك رئيسها وكل صحبة العاملين معه‏,‏ وكل من يبذل جهدا لرفعة هذا الوطن‏.‏
كما نسأله من أجل مشاكل الشرق الأوسط ان يحلها جميعا‏,‏ ومن أجل سائر الشعوب المحتاجة إلي معونته الالهية‏.‏

وكل عام وجميعكم بخير



رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فرح مجد الخلود
ما زال طعم الحلوى في فمي
ما زال طعم الحلوى في فمي يا عم
القيامة تأكيد لعقيدة الخلود للراهب كاراس المحرقي
عصا الحلوى


الساعة الآن 06:47 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024