رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دانيال وسفر النبوات الإلهية وصف السيد المسيح دانيال ب "دانيال النبى(18)"، كما وصفه أيضا كذلك المؤرخ والكاهن اليهودى المعاصر لتلاميذ السيد المسيح يوسيفوس (63-100م). وقد امتلأ السفر بالنبوات، حوالى 45% من إجمالى آيات السفر نبوءات ومن ثم يحق لنا أن نسميه سفر "نبوءات دانيال النبى" أو "سفر رؤيا دانيال النبى". وبسبب ذلك فقد وضعه أقدم ترتيب لأسفار اليهود المقدسة بين أنبياء اليهود العظام ووضع السيد المسيح أيضا ضمن أسفار الأنبياء "لابد أن يتم جميع ما هو مكتوب عنى فى ناموس موسى والأنبياء والمزامير(19)"، وبالطبع فسفر دانيال ليس هو أحد أسفار ناموس موسى ولا المزامير، وإنما هو أحد أسفار الأنبياء. وهكذا أيضا وضعته أقدم الترجمات اليونانية والسريانية واللاتينية وجميع الترجمات الحديثة أيضا ضمن أسفار الأنبياء. وقد تنبأ دانيال النبى فى فترة من أقسى فترات تاريخ شعب الله، وهى فترة السبى البابلى، أو التى لا يوازيها فى تاريخ وجودهم إلا فترة العبودية فى مصر "بيت العبودية(20)" و"كور الحديد(21)". ومن ثم فقد جعلت هذه الظروف للسفر سمة مميزة بالمقارنة بالأسفار النبوية الأخرى فى العهد القديم. وأعلنت نبوات سفر دانيال بطريقة وأسلوب الرؤى والأحلام، بل والإعلان المباشر عن طريق الملاك جبرائيل، إلى جانب الظهورات الملائكية واليد المرئية التى كتبت على الحائط. وقد ركزت النبوات على مصير الملوك المعاصرين؛ مصير نبوخذ نصر فى ص 4 ومصير بيلشاصر فى ص 5 ومصير الإمبراطورية البابلية التى كانت معاصرة، ومصير شعب إسرائيل من عودته من السبى وحتى دمار هيكل هيرودس على أيدى الرومان سنة 70 م. كما ركزت على مصير القوى العالمية والإمبراطوريات المتعاقبة وتتابع ظهورها على مسرح التاريخ البشرى إلى مملكة المسيا، ملكوت الله، والانتصار النهائى للمسيح الآتى من السماء، وتوارى شعب إسرائيل من على مسرح التاريخ البشرى. وقد جاءت نبوات دانيال النبى على عكس بقية أنبياء العهد القديم الذين كان تركيزهم الأول على شعب الله ومصيره والقوى العالمية التى كانت تناؤه. فقد وقف دانيال النبى بنبوءاته فى القلب، فى قلب القوى العالمية التى هزمت وأخضعت كل شعوب الشرق ومن بينهم المختار. ومن موقعه هذا تنبأ بقيام مملكة جديدة تسود العالم كله بعد أن تسحق جميع هذه الممالك وتخضعها. هذه المملكة هى مملكة البر والحق، وملكها هو البار "الرب برنا(22)"، ملك السلام الذى يجلس على كرسيه للأبد. وهى لا تقوم على ما قامت عليه الإمبراطوريات السابقة من حروب ودمار وسفك دم، ولكنها تقوم على أساس البر والحق والسلام الأبدى، أنها تقوم بتدخل إلهى مباشر من الله، بتجسد كلمة الله، الله الكلمة وظهوره بين البشر "والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقاً(23)"، هذا هو الحجر الذى قطع بدون يدين وسحق الممالك لها وملأ الأرض كلها(24)، انه ابن الإنسان الآتى على سحاب السماء لتتعبد له جميع الشعوب والأمم والألسنة "سلطانه أبدى ما لن يزول وملكوته ما لن ينقرض(25)". نبوءات دانيال النبى لا تختص بشعب إسرائيل فقط، بل تحتضن رؤاها فى جلال ورهبة وروعة كل التاريخ البشرى، تحتضن كل العالم معاً إلى المجيء الثانى والدينونة السعيدة، وذلك فى صورة رمزية أدبية عميقة. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
دانيال النبي | دانيال دارس النبوات |
دانيال وسفر الرؤى والنبوات والمعجزات |
دانيال وسفر الرؤى والإعلانات الإلهية |
دانيال وسفر الإيمان |
دانيال وسفر الرؤى والنبوات والمعجزات |