"وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ ف

[بنت معلم الاجيال]

"وَكَانَ الْجَمِيعُ يَشْهَدُونَ لَهُ وَيَتَعَجَّبُونَ مِنْ كَلِمَاتِ النِّعْمَةِ الْخَارِجَةِ مِنْ فَمِهِ"
(لو4: 22)
السيدة/ ... الغردقة, تقول :
فى أواخر السبعينات - تقريباً - فى أثناء زيارة القديس الأنبا مكاريوس لبلدنا وكعادته كان يفتقد بيتاً بيتاً ومعه خادم يعرف البيوت جيداً فيأتى بالقديس إلى كل بيت ليدخله ويباركه, وكان منزلنا فقيراً للغاية ومسقوفاً من الصاج فلفقرنا هذا لم يشأ الخادم أن يأتى إلينا بالقديس .. فكنت أقف على الباب أراقب الموقف منتظرة القديس .. لكنه تخطى منزلنا ولم يأتِ ليباركنا فحزنت وقلت: "لأننا إحنا ناس فقراء لم يأتِ سيدنا إلينا مثل باقى البيوت ولو كان سيدنا يعرف البيت لجاء من نفسه" فدخلت وأغلقت الباب وجلست على كنبة خلف الباب أبكى بشدة .. وفيما أنا أبكى وإذ حمامة كبيرة مثل البطة أو الوزة بيضاء كالثلج اخترقت السقف الصاج ونزلت فوق رأسى وكدت أمسكها من قربها منى ثم اختفت فى الحال ففرحت فرحاً شديداً جداً وأدركت إنه القديس المتواضع الأنبا مكاريوس الذى جاء إلىَّ وأعطانى بركة وشعر بحزنى لعدم زيارته منزلنا لكى يجبر بخاطرى ..

[بنت معلم الاجيال]

 مرت السنون وجاء أيضاً القديس إلى الغردقة وكانت والدتى مريضة بحصر بول فأخذت كوب ماء وذهبت إلى القديس فى كنيسة الأنبا شنودة وذلك لقربها من منزلنا ودخلت وقلت له: "يا سيدنا صلى على الماء لأن والدتى مريضة جداً ونفسى ربنا يشفيها" فنظر إلىَّ وقال: "ربنا يعينك عليهم" فلم أفهم قصده .. خرجت من عنده وبعدها توفيت والدتى ووالدى أيضاً توفى قبلها ونحن ثلاث بنات وثلاث أولاد وأنا أكبرهم وكنا غير متزوجين فكانوا لى حمل ثقيل علىَّ ولكن ربنا أعاننى عليهم مثلما قال لى القديس.

[بنت معلم الاجيال]

 عندما تزوجت زارنى القديس فى منزلى الجديد وكان منزلاً متواضعاً لأن زوجى فقير.. وصدقونى لم أكن أملك ثمن زجاجة كوكاكولا لأقدمها للقديس فكنت فى غاية الخجل جداً .. فأنا أحبه جداً ونفسى أَتستر معاه ومش عارفة أعمل إيه وناس كثيرة جاءت وراءه ودخلوا عندى عندما سمعوا أن القديس موجود عندى .. وكان معى قطعة حلوى (ملبسة) وكنت أخبأها فى يدى ومترددة أعطيها له أم لا؟ لأنها دون قيمة فشعر القديس بى ونظر إلىَّ بعطف وأبوة شديدة فتجرأت وقلت له: "يا سيدنا تأخذ الملبسة دى" فقال لى: "أيوه آخذها" وآخذها منى وأكلها أمامى حتى يجبر بخاطرى وقال للناس: "أنا هأقعد هنا شويه لأنى ارتحت لهذا البيت" فكانوا يعطونه صور يوَّقع عليها فى بيتى وكل من كانت معه مشكلة يقولها فى بيتى فأعطانى بركة كبيرة فى هذا اليوم, وكنت عاقراً لمدة كبيرة فصلى لى وقال: "السنة المقبلة أعمد لكِ" وفعلاَ ربنا أعطانى ابنى (عماد) وبعدها بصلواته أيضاَ أعطانى الله أربعة أولاد بركته المقدسة تكون معنا آمين.

[بنت معلم الاجيال]

 أنا سيدة من الغردقة أخت السيدة السابقة وأيضاً تزوجت من رجل فقير ولم نكن نملك سوى سرير ودولاب فقط والسقف من صاج والأرضية من تراب ولكن عندما يأتى إلينا القديس أحضر له كرسياً من الجيران لكى يجلس عليه, وفى إحدى السنوات جاء إلينا الخادم الذى يأتى ليخبرنا بميعاد زيارة القديس لنا فكانت حماتى موجودة عندى فقالت للخادم: "أوعى تخليه يأتى عندنا .. زى ما أنت شايف هيقعد فين؟ على السرير مش قيمته" فقال لها: "حاضر" وخرج, ولما جاء ميعاد الزيارة نظر القديس لمنزلنا وقال للخادم: "فين الناس اللى قالوا لك لا تحضر سيدنا عندنا .. خلينى أروح لهم" فتذكر الخادم كلام حماتى وقال للقديس: "الناس دول" وأشار على منزلنا .. فجاء القديس وخبط على بيتنا ففتحت له الباب وقلت: "أهلاً, أهلاً يا سيدنا" ولكنى كنت فى غاية الخجل فلا أعرف أن أقول تفضل بالدخول .. فجاءت حماتى وقالت له: "سامحنا يا سيدنا لأننا طلبنا أن لا تأتى إلينا لأن زى ما أنت شايف حتى كرسى ما فيش علشان تجلس عليه .. وإحنا قاعدين على التراب فى الأرض" فما كان من القديس إلا انه جلس على التراب فى الأرض فقال: "ماله التراب ما إحنا كلنا تراب وسوف نعود إلى التراب" ففكرت أن أذهب لأشترى له زجاجة كوكاكولا بالدين من دكان بجوارنا فلم يسمح لى القديس بل قال: "هاتى ماء أشرب وأصلى لكم" ثم صلى ورش البيت وقال: "السنة المقبلة سوف يكون عندكم كنب لأجلس عليه" وبالفعل جاء القديس فى الميعاد وتحقق كلامه وجلس على الكنب ثم قال: "السنة المقبلة أنتريه" وتحقق كلامه أيضا ثم قال: "السنة المقبلة تسقفى بيتك بالمسلح وتركبى بلاط وبيتك يكمل من كل شئ" وتحقق كل كلامه فى الموعد المحدد ثم قال: "ربنا يخلى لك زوجك ويبارك فى أولادك" وفعلاً ربنا بارك فى ولدىَّ الاثنين ودخلوا أحسن الكليات. بركته المقدسة تكون معنا آمين.

[بنت معلم الاجيال]

 أنا ابنة خالة السيدتين السابقتين, تزوجت أيضاً من رجل فقير وسكنت معه فى بيت إيجار فقير وهو عبارة عن حجرة والمطبخ والحمام البلدى فى الصالة ومدخل البيت تراب .. فكانت حالتنا بسيطة جداً فجاء القديس لزيارتنا وقال: "أنتِ لسه قاعدة فى الجُحْرِ ده.. ربنا يعطيكِ بيت ملك ويعوَّض عليك والسنة المقبلة أزورك فى بيتك الجديد", وفعلاً تحقق كلام القديس وزارنى فى منزلنا الجديد, وأخذت أطلب منه بإلحاح أن يدعى لى ربنا يرزقنى بنسل فقال لى: "ربنا يعطيكِ" فأعطانى الله بنتاً بعد 18 سنة وزوجى أصبح تاجراً كبيراً وأصبحنا نمتلك سيارة ومنزل على مستوى .. وكل ذلك من صلوات سيدنا القديس العظيم الأنبا مكاريوس صاحب الصلاة المستجابة.
صلواته المقدسة تكون معنا آمين.