رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المسيح الذي لا نظير له منذ تسعة عشر قرناً مضت وُلد إنسان على خلاف قوانين الحياة، عاش في فقر ونشأ مغموراً. لم يسافر بعيداً، ولم يعبر حدود البلاد التي وُلد فيها إلا كطفل طريد. لم يملك ثروة ولا نفوذاً، وكان أهله مغمورين. لم يتلقَّ تعليماً رسمياً ولا تدريباً، غير أنه في طفولته أرعب ملكاً، وفي صبّوته أدهش العلماء، وفي رجولته سيطر على زمام الطبيعة، وسار على الأمواج كأنها طريق معبَّد، وسكَّت البحر فهدأ. شفى الجماهير بدون دواء، ولم يتقاضَ مقابلاً لخدماته. لم يكتب كتاباً، ولكن كل مكتبات الدولة لا تقدر أن تسع الكتب التي كُتبت عنه، ولم يؤلف ترنيمة، ولكنه أوحى بأفكار الترانيم أكثر مما فعل كل كتّاب الأغاني مجتمعين! ولم يؤسس كلية، لكن كل المدارس مجتمعة معاً ليس بها من التلاميذ مثل ما له. لم يسيّر جيشاً، ولم يجنّد جندياً، ولم يطلق بندقية، ولكن لم يكن لقائد غيره جنود متطوعون تحت إمرته مثلما له، حتى أن العصاة المتمردين ألقوا بأسلحتهم دون أن يطلقوا طلقة واحدة. لم يمارس الطب النفسي، ولكنه شفى من القلوب الكسيرة أكثر ممن شفاهم كل الأطباء في كل العالم. وتتوقف عجلة التجارة مرة كل أسبوع لتتمكن الجماهير من أن تجد طريقها لمحال عبادته، لتقدم له الخشوع والإكرام. لقد ظهرت أسماء رجال الدول المشهورين في اليونان وروما واندثرت، وظهرت أسماء علماء وفلاسفة ولاهوتيين واختفت، ولكن اسم هذا الإنسان في تعاظم مستمر. ومع أنه قد مضت تسعة عشر قرناً منذ صلبه، إلا أنه لا يزال يحيا. لم يستطع هيرودس أن يحطمه، ولم يقدر القبر أن يمسكه! إنه يقف على أعلى قمة المجد السماوي، بإعلان واضح من اللّه، تعترف به الملائكة، ويتعبد له القديسون، وتخافه الأبالسة، لأن يسوع المسيح الحي هو الربّ والمخلِّص . |
|