* "فإنكم تقولون: ماذا نقول أمامه، وهكذا نجد أصل الكلمة فيه" (أي 19: 28 lxx). واضح أنه تحت تأثير عمل روح النبوة يقول أيوب هذا عن الفريسيين والكتبة وغيرهم من أصحاب السلطة في الشعب اليهودي. فإنهم ينظرون إلى أن يجدوا شيئًا يقولونه ضده (مت 26: 29). بمعنى أرادوا أن يجدوا ذريعة لانتقاده ولومه سواء من جهة كلماته أو تصرفاته. ولكن ماذا يقول لهم؟ "هل تحذرون من الخداع؟ فإنني إذ اكشف ما هو مخفي، وأعلن الأسرار، فإنكم ليس فقط بسبب كلماتكم، بل وبسبب أفكاركم تستحقون تأديبات كثيرة، حتى لا تسألوا عن هذا فيما بعد.
"لأن الغضب سيحل على الأثمة، وعندئذ سيعرفون أين هو كيانهم" (أي 19: 29). من هو أثيم مثل الشعب اليهودي الذي صلب واضع الناموس مع أناس كاسري الناموس، وقتلوه بين لصوص (مت 27: 38)، ذاك الذي كرز بالزهد في الغنى؟ لكن الغضب حلّ عليهم، حيث احترقت المدينة بالنار، وتهدم الهيكل، وانطفأ كبرياؤهم...