رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأعمال الصالحة « نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة ... » (أف10:2) هذا هو الموضوع بتمامه بكل وضوح، الله قد خلقنا لنسلك في طريق الأعمال الصالحة، وهذا الطريق قد أعدّه لكي نسلك فيه، فالكل من الله من البداية إلى النهاية والكل بالنعمة وبالإيمان، وشكراً لله لأنه هكذا. ولكن لنتذكر أنه من العبث تماماً أن نتكلم عن النعمة والإيمان والحياة الأبدية إن كانت لا تظهر فينا ثمار الأعمال الصالحة. ومن العبث أن نفتخر بمعرفتنا للحق وتبحرنا في كلمة الله وتثبتنا من مقامنا إن لم تكن أقدامنا سائرة في طريق « الأعمال الصالحة التي سبق الله فأعدها لنا »، لأن الله يتطلع إلى الحقائق المحسوسة ولا يكتفي بمجرد الكلام والاعترافات الزائفة، لذلك يقول لنا « يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق » (1يو18:3) . وهو تبارك اسمه لم يحبنا بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق، وينتظر منا أن نقابل محبته مقابلة تامة وصريحة. نقابلها بحياة ملأى بالأعمال الصالحة مُنشئة « ثمر البر الذي بيسوع المسيح لمجد الله وحمده » (فى11:1) . أيها القارئ المسيحي المحبوب، ألا تشعر أنه من الواجب علينا أن نطبق هذا الحق الثمين على نفوسنا؟ ألا يجب علينا أن نجتهد في رفع شأن المحبة والأعمال الصالحة؟ وكيف يتسنى لنا ذلك إلا بأن نسير نحن أنفسنا بالمحبة ونسلك في طريق الأعمال الصالحة بكل أمانة في حياتنا الداخلية. إننا قد سئمنا من الاعترافات بالحق السامي بالشفاه، بينما الحياة العملية منحطة وضعيفة، وأصبحنا نتكلم عن النعمة، بينما نقصّر في البر العملي ونهمل أبسط الواجبات الأدبية في حياتنا اليومية، وصرنا نفتخر « بمركزنا » و « مقامنا » ونتهاون تهاوناً مُحزناً في « مسئوليتنا » و « حالتنا الروحية ». يا ليت الرب يتنازل بحسب أمانته غير المحدودة ويحرّك قلوبنا بالشوق الشديد في متابعة الأعمال الصالحة حتى نزين تعليم مخلصنا الله في كل شيء. |
|