رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لوم النفس يفتح أبواب الكمال والنمو من كتاب كيف نبدأ عامًا جديدًا - البابا شنوده الثالث لوم النفس يساعد علي التقدم في الحياة الروحية. لأن كل شيء يلوم الإنسان نفسه عليه يحاول أن يتخلص منه، ويتنقى منه، وهكذا يتقدم في حياته الروحية وينمو. كذلك يلوم نفسه في فضائله، مقارنًا إياها بمستويات أعلي. كل فضيلة يمارسها، بدلًا منه.. نراه يقارن حالته بما وصل إليه القديسون في هذه الفضيلة، فيري أنه لا شيء إلي جوارهم، وأن كل ما فعله تافه وبسيط، ولا يقاس بتلك القمم العالية.. فيلوم نفسه ويدفعها إلي قدام نحو الكمال، فينمو.. وهكذا كان يفعل القديس بولس الرسول إذ يقول: ليس إني نلت أو صرت كاملًا ولكني أسمع لعلي أرك.. أيها الأخوة أنا لست أحسب نفسي أني قد أدركت، ولكني أفعل شيئًا واحدًا.. ونسأله ما هو؟ فيجيب: أنسي ما هو وراء، وأمتد إلي ما هو قدام (في 3: 12، 13). لا يقصد أنه ينسي الخطايا التي في الماضي، فقد كان يذكر دائمًا أنه كان مضطهدًا للكنيسة.. إنما هو ينسي كل الفضائل التي أتقنها من قبل، لكي يمتد إلي ما هو قدام، ساعيًا نحو الغرض. وفي كل فضائله كان يلوم نفسه بعبارة "لست أحسب نفسي أني قد أدركت". لهذا السبب، كانا القديسون يعترفون بأنهم خطاة. حقيقة واضحة ندركها كلما تأملنا في بستان الرهبان، أو سير القديسين، أو صلواتهم: يعترفون باستمرار أنهم خطاة، بل ويبكون علي خطاياهم.. ونسأل أنفسنا ماذا كانت خطايا القديسين، وهم في ذلك السمو؟ إنها ليست فقط خطايا الماضي التي غفرها الرب لهم: إنما بالأكثر، نظرهم إلي الفارق الكبير الذي بينهم وبين الكمال المطلوب، فيقول كل منهم مع الرسول: لست أحسب نفسي أني قد أدركت (في 3: 13). وهكذا بلوم النفس علي حالتها، كان القديسون يمتدون نحو الكمال أما الذي لا يلوم نفسه، أو يرضي بحالته التي هو فيها، فإنه قد يعيش جامدًا مجمدًا في الوضع الذي هو فيه، لا يتحرك منه إلي قدام. . لا يفكر في وضع افضل، ولا يسعي إلي درجة أعلي،لأنه راض عن نفسه بما قد وصل إلية..! مثل الذي استقر علي مجموعة من المزامير يصليها، وانتهي به الأمر عند هذا الحد دون ان يفكر في إضافة شيء، ودون أن يفكر في عمق الصلاة، وحرارتها وما يمتزج بها من حب وإيمان وأتضاع.. والامتداد أعلي يعمق صلته بالله أكثر..! ليتنا في آخر هذا العام جلس إلي ذواتنا، ونفكر في خطايانا، ونلوم أنفسنا علي عيوبنا ونقائصنا، ونقارن ما وصلنا إليه بالمستويات العليا التي وصل إليها القديسون.. ولا نعذر أنفسنا مهما كانت الظروف، بل نبعد عن تبرير الذات، لأن هذا لا يرضي الله، ولا ينقينا، ولا يقودنا إلي التوبة.. وفي كل ذلك نربط لوم النفس بفضيلة هامة جدًا وهي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يفتح أمامهم أبواب الرجاء |
قد يفتح الله لك أبواب |
يفتح لك أبواب الفرح |
لوم النفس يفتح أبواب الكمال والنمو |
خطاب يفتح أبواب السماء |