|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“طيب” والإله الآن نتعمق قليلاً في كلمة “الطيِّب”، ليس باعتبارها أقوالاً أو أفعالاً من أناس “طيبين”، ولكن باعتبارها صفة من صفات إلهنا الذي نعبده. فبجانب أنه القدوس والخالق والراعي والمُحِب، فهو أيضًا “الطيب”، كما أعلنها الكتاب صراحة: «طَيِّب هو الرب للذين يترجونه للنفس التي تطلبه» (مراثي3: 25). ولكن دعني أتجاسر وأسأل: هل كون الرب “طيِّبًا” يعني أنه يتغاضى عن الشر؟! أو أنه يُفَرِّط في حقوق قداسته؟! أو بلغتنا الحالية: هل هو “يفوِّت” أو “يطنِّش” على خطية الإنسان؟! وهل “طيبته” هذه تتنافى مع عدله وحقه؟! الإجابة نجدها في أكثر مكان يتحدث عن “طيبة” الرب وإحساناته؛ أقصد مزمور34، ففي هذا المزمور (مِن فضلك اقرأ المزمور بجانب المقالة) يفيض الكاتب في وصف طيبة الرب وأشكالها؛ فهو “طيِّب” لأنه يستجيب الصلاة (ع4)، وينقذ من المخاوف (ع4)، ويستمع لصرخات المسكين (ع6)، ويُخَلِّص من كل الضيقات (ع6)، ويسدِّد أعواز مُحِبِّيه من الخير (ع10)، وعندما تزيد صفات “طيبته” على أن تُعَدّ، يصدر التقرير النهائي: «ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب! طوبى للرجل المُتَوَكِّل عليه» (ع8)، فيا له من “طيِّب”!! ولكن اللافت للنظر أنه بعد هذا الكلام مباشرة يقول: «هَلُمَّ أيها البنون استمعوا إليَّ فأعلِّمكم مخافة الرب» (ع11)، ثم يبدأ يتكلم عن صون اللسان عن الشر (ع13)، وعدم التكلم بالغش (ع13)، والحيدان عن الشر (ع14)، وأن وجْه الرب ضد فاعلي الشر (ع16)، وأن الشر يُميت الشرير (ع21)؛ فما علاقة كل هذا بأن الرب “طيِّب”؟!! الحقيقة أن “طيبة” الرب لا تتعارض أبدًا مع مخافته، بل بالعكس فكلَّما تمتعت برحمته وطيبته واقتربتَ من قلبه وعواطفه، كلما فهمتَ كم هو قدوس لا يتساهل أبدًا مع الشر، وليس عنده محاباة، فهو قدوس وهو أيضًا “طيِّب”!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المسيح الملك والإله الحقيقي للنفس المؤمنة به |
فهو يغفر الخطايا لأنَّه الإنسان والإله وربّ الشَّريعة |
“دوغري” والإله! |
الكليّ القدرة والإله القدّوس الأزلي – إرحمنا |
حنَّة والإله المنّان |