الخيانة
الراهب القمص كاراس المحرقى
++++++++++++
في طريق الحياة يصادفك البار والشرير.. لِذا يجب أن تسأل نفسك عن أفضل طريق تستطيع أن تسير فيه، لكي تحافظ على سمعتك واحترامك لذاتك، ومساعدتك للبشر بما فيهم المُعذَّبون.. فإن تخليت عن إنسان يتلوّن كالحيّة الرقطاء في أشعة الشمس، وقد أخفى عني حقائق هامة في شخصيته المُمزَّقة، والمُغلَّفة بالكذب والمكر والخِداع.. لا تكنْ خائناً له! فربَّما اكتشفت إدمانه الذي قد أخفاه عنك سنينَ عدة، فهل تُلام لو ابتعدت عنه ليس لإدمانه فقط، بل ولكذبه الذي هو أخطر من الإدمان؟!
دعنا نتساءل: ماذا تفعل إزاء شخص لم تجنِ من حُبِّه سوى خيانات متكررة وابتزاز دائم؟ ما هو رد فعلك تجاه سلوك خسيس، من شخص استغل حبَّك وثقتك واسمك لينتفع من ورائك؟! هل ستظل تحتمل آلامه حتى وإن كنت لا تستطيع أن تكسبه أو تفهمه؟! أعتقد أنَّ الرفض هو نهاية كل علاقة لا تُنعشنا ولا تُنمينا!
والحق إنَّ الحُب لا يطلب مني أن أكون أحمقاً أو ساذجاً، والمسألة هنا لا علاقة لها بالمسامحة أو العفو الغفران، فأنا سوف أغفر لكل من يُسيء إليّ لأنَّي إنسان مسيحيّ، يأمرني المسيح بالغفران " اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ " (لو37:6)، ولكن يجب عليّ أن أخلق شيئاً من التوازن، بين حُبي لإنسان ماكر قد خدعني، وبين حُبي لنفسي التي هي أثمن شيء أملكه، والتي أسعى جاهداً لكي أُحافظ عليها من التمزّق أو الجروح البشرية أو الهلاك الأبديّ.
نعترف بأنَّ " الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ" (1كو33:15)، فكيف لا أبتعد بل أرفض كل من يقف حجر عثرة في طريق خلاصي