رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ربشاقى يُثير الشعب: 11 فَقَالَ أَلِيَاقِيمُ وَشَبْنَةُ وَيُوآخُ لِرَبْشَاقَى: «كَلِّمْ عَبِيدَكَ بِالأَرَامِيِّ لأَنَّنَا نَفْهَمُهُ، وَلاَ تُكَلِّمْنَا بِالْيَهُودِيِّ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ الَّذِينَ عَلَى السُّورِ». 12 فَقَالَ رَبْشَاقَى: «هَلْ إِلَى سَيِّدِكَ وَإِلَيْكَ أَرْسَلَنِي سَيِّدِي لِكَيْ أَتَكَلَّمَ بِهذَا الْكَلاَم؟ أَلَيْسَ إِلَى الرِّجَالِ الْجَالِسِينَ عَلَى السُّورِ، لِيَأْكُلُوا عَذِرَتَهُمْ وَيَشْرَبُوا بَوْلَهُمْ مَعَكُمْ؟». 13 ثُمَّ وَقَفَ رَبْشَاقَى وَنَادَى بِصَوْتٍ عَظِيمٍ بِالْيَهُودِيِّ وَقَالَ: «اسْمَعُوا كَلاَمَ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ مَلِكِ أَشُّورَ. 14 هكَذَا يَقُولُ الْمَلِكُ: لاَ يَخْدَعْكُمْ حَزَقِيَّا لأَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُنْقِذَكُمْ، 15 وَلاَ يَجْعَلْكُمْ حَزَقِيَّا تَتَّكِلُونَ عَلَى الرَّبِّ قَائِلًا: إِنْقَاذًا يُنْقِذُنَا الرَّبُّ. لاَ تُدْفَعُ هذِهِ الْمَدِينَةُ إِلَى يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ. 16 لاَ تَسْمَعُوا لِحَزَقِيَّا. لأَنَّهُ هكَذَا يَقُولُ مَلِكُ أَشُّورَ: اعْقِدُوا مَعِي صُلْحًا، وَاخْرُجُوا إِلَيَّ وَكُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ جَفْنَتِهِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْ تِينَتِهِ، وَاشْرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ مَاءَ بِئْرِهِ 17 حَتَّى آتِيَ وَآخُذَكُمْ إِلَى أَرْضٍ مِثْلِ أَرْضِكُمْ، أَرْضِ حِنْطَةٍ وَخَمْرٍ، أَرْضِ خُبْزٍ وَكُرُومٍ. 18 لاَ يَغُرَّكُمْ حَزَقِيَّا قَائِلًا: الرَّبُّ يُنْقِذُنَا. هَلْ أَنْقَذَ آلِهَةُ الأُمَمِ كُلُّ وَاحِدٍ أَرْضَهُ مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ؟ 19 أَيْنَ آلِهَةُ حَمَاةَ وَأَرْفَادَ؟ أَيْنَ آلِهَةُ سَفَرْوَايِمَ؟ هَلْ أَنْقَذُوا السَّامِرَةَ مِنْ يَدِي؟ 20 مَنْ مِنْ كُلِّ آلِهَةِ هذِهِ الأَرَاضِي أَنْقَذَ أَرْضَهُمْ مِنْ يَدِي، حَتَّى يُنْقِذَ الرَّبُّ أُورُشَلِيمَ مِنْ يَدِي؟». 21 فَسَكَتُوا وَلَمْ يُجِيبُوا بِكَلِمَةٍ لأَنَّ أَمْرَ الْمَلِكِ كَانَ قَائِلًا: «لاَ تُجِيبُوهُ». إذ استخدم ربشاقى حرب الأعصاب لإثارة الشعب ضد الملك ورجاله، ودَفْعِهم إلى اليأس وتحطيم إيمانهم بالله المخلص، طلب رجال حزقيا من ربشاقى أن يتحدث بالآرامية -السريانية- التي كان ينطق بها سكان شمال وشرق فلسطين، ويفهمها الآشوريون إذ تنتمي إلى ذات عائلة لغاتهم، وهي لغة لا يفهمها عامة الشعب اليهودي، لكن ربشاقى أصّر على الحديث بالعبرية، لإثارة الشعب وإحداث نوع من الانشقاق، لعله يستطيع أن يشعل حربًا أهلية وسط الشعب والقيادات. هذا هو عمل عدو الخير، يستخدم اللغة التي تثير ضعفنا، والتي تسبب انشقاقًا وانقسامات. أراد ربشاقى أن يُثير الشعب فذكّرِهم بما سيحل بهم من دمار عوض تمتعهم بالخيرات في آشور لإظهار أن حزقيا يخدعهم وأن إلههم لن ينقذهم. أنه يستخدم ذات الأسلوب الذي يستخدمه عدو الخير عبر كل الأجيال، إذ نرى حاليًا اتباع "كنيسة الشيطان" في أمريكا ينادون بأنهم يعبدونه لأنه يستجيب لهم ويهبهم طلباتهم التي لا يُقدمها لهم الله. عمل عدو الخير الرئيسي هو إثارة الرعب في حياة الإنسان وتشكيكه في قوة الإيمان. فمن جانب يُحطم نفسيتهم بالإرهاب والرعب، ومن الجانب الآخر يُريد أن يعزلهم عن الله ملكهم ومخلصهم ليستفرد بهم. لذلك يصرخ داود النبي قائلًا: "كثيرون يقولون لنفسي ليس له خلاص بإلهه" (مز 3: 2)، "كل الذين يرونني يستهزئون بيّ، يغفرون الشفاه وينغضون الرأس قائلين: اتكل على الرب فليُنجه، لينقذه لأنه سُرّ به!" (مز 22: 7-8)؛ "لأن أعدائي تقاولوا عليّ، والذين يرصدون نفسي تآمروا معًا، قائلين أن الله قد تركه، ألحقوه وامسكوه لأنه لا منقذ له" (مز 71: 10-11). هذه هي صورة حرب عدو الخير الذي يسخر بالمؤمنين ويهينهم محطمًا نفوسهم حتى يفقدوا رجاءهم في الرب إلههم فيلحق بهم وينحدر بهم معه حتى الهاوية. وقد أراد العدو أن يمارس ذات الحرب مع ممثل البشرية ومخلصهم، إذ قيل له: "خلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها، إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به" (مت 27: 42). "فسكتوا ولم يجيبوا بكلمة لأن أمر الملك كان قائلًا لا تجيبوه" [21] (2 مل 18: 36). كان من المتوقع أن يعلنوا عن ثورتهم وعصيانهم على الملك، لكنهم صمتوا علامة الطاعة والثقة منتظرين أمر الملك وتعليماته. أطاعوا الملك الذي سألهم ألا يجيبوه، أي لا يدخلوا في حوار معه لئلا يسقطوا في الضعف كما سقطت حواء بحوارها مع الحية القديمة. وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [كان يجب عليها أن تصمت؛ كان يلزمها ألا تُبادلها الحديث، ولكن في غباء كشفت قول السيد، وبذلك قدمت للشيطان فرصة عظيمة... انظروا أي شر هذا أن نسلم أنفسنا في أيدي أعدائنا والمتآمرين علينا]. كما يقول: [إذ لم يكن الشيطان قادرًا على تقديم شيء عمليًا قدم بالأكثر وعودًا في كلمات. هكذا هي شخصية المخادعين]. ويقول القديس أغسطينوس: [الله هو قائدنا والشيطان هو مهلكنا، القائد يُقدم وصيته وأما المهلك فيقترح خدعة، فهل نصغي إلى الوصية أم إلى الخداع؟!]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إرساله ربشاقى إلى أورشليم |
ربشاقي وعقاب أليم |
ربشاقي المتكبر |
ربشاقي وتحطيم العزيمة |
ربساريس، ربشاقى، ترتان |