رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«تَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي» «تَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللَّهِ مُخَلِّصِي» ( لوقا 1: 47 ) ما أروع أن يقول المرء: «مُخَلِّصِي». ويستطيع كثير من الناس أن يتكلَّموا عن المسيح بفصاحة وجمال، ويستطيعون أن يُطيلوا الكلام عن قصة حياته، ويُعبرون بلهجة مؤثرة عن آلامه وموته. كما يستطيعون أن يرسموا أمام الأذهان جماله وروعته، وأن يُخبروا عن الخلاص الذي قدَّمه، ومع ذلك لا يستطيعون أن يقولوا: “هُو مُخَلِّصِي”. وما المنفعة من كل ما تفعله لهم هذه المعرفة عن المسيح، إذا لم يكونوا قد خلصوا به؟ لقد رأيت صورة لطفلين شحاذين صغيرين واقفين على الرصيف، أمام بيت جميل، متطلعين من خلال النوافذ، حيث يراقبان عائلة سعيدة متجمعة حول منضدة، يتناولون وجبة العشاء. وكان الوقت شتاء، وكلاهما في تلك الليلة خارجًا، والريح تعوي، وندف الثلج تتساقط. وقد رأى الطفلان المسكينان - اللذان في الخارج – كل مظاهر الأبهة والجمال التي في الداخل، وكانا بإمكانهما أن يصفاها، ولكن لا يستطيعان أن يقولا أنها تخصهما. وبينما يتطلعان إلى ذلك المشهد السعيد، هبت العاصفة تزأر نحوهما، وهما يرتجفان في أسمالهما الخفيفة، ويشعران بعضات الجوع. وهكذا هي حالة أولئك الذين يعرفون المسيح وخلاصة بسمع الأذن، ولكن ليس بمقدورهم أن يقولوا: “هُو مُخَلِّصِي”. يُشاهدون الفرح العميق لآخرين، حتى في زمان الضيق، ولكن العاصفة ما زالت تزمجر حولهم. ويتطلعون إلى آخرين يُطعَمون بالمسيح، ويشهدون له باكتفائهم وشبعهم به، ولكنهم هم أنفسهم يرتجفون في شتاء الأحزان، وقلوبهم الجائعة لا تجد خبزًا ليأكلوه! إن كل تعليمنا ودراستنا عن المسيح بلا طائل ولا فائدة، ما لم نكن قد اتخذناه مُخلِّصًا شخصيًا لنا، وتعلَّمنا أن ندعوه: “يسوع لي ... هُو مُخَلِّصِي”. وعندما نقدر أن نقول عنه: “هُو مُخَلِّصِي”، فإن كل الحياة تُصبِح لنا لامعة مضيئة، ومليئة بالفرح. . |
|