وُلد هذا القديس في تول Toul سنة 383 م.، وتزوج من إحدى أخوات القديس هيلاري. وبعد ست سنوات من الزواج قضاها في شوق شديد لخدمة الرب في قداسة انفصل عن زوجته بإرادتهما المشتركة، وباع كل منهما ممتلكاته ووزعها على الفقراء. ثم كرس نفسه لحياة الرهبنة وذلك في دير شهير في لِرينس L'rins تحت رعاية القديس هونوراتُس Honoratus. أسقف تروي:
اختير حوالي سنة 426 م. ليكون أسقف تروي Troyes، وبالرغم من توليه هذا المنصب ظل على نفس تقشفه وإخضاع جسده كما كان في الدير، فكان يرتدي أبسط الملابس وينام على لوح من الخشب ويقضي ساعات طويلة في صلواته الخاصة ويصوم منقطعًا عن الطعام لعدة أيام، وفي نفس الوقت كان يمارس واجباته كأسقف بحماسة متواصلة. محاربة هرطقة البيلاجيين في بريطانيا:
وفي سنة 429 م. ذهب القديس جيرمانوس إلى بريطانيا لمحاربة هرطقة البيلاجيين ورُشِّح لوبُس لمرافقته في هذه المهمة. كان الأسقفان مصممان على إنجاز هذه المهمة بالرغم من المشقة التي تنتظرهما، وبواسطة صلواتهما وعظاتهما ومعجزاتهما استطاعا أن يقضيا على التعاليم الخاطئة. عودة القديس لوبُس إلى كرسيه:
بعد عودة القديس لوبُس إلى كرسيه بدأ بنشاط كبير في تعليم وإصلاح شعبه من جديد، مظهرًا حكمة كبيرة وتقوى نابعة من إيمانه حتى أُطلِق عليه: "أب الآباء وأسقف الأساقفة ودستور الأخلاق وعماد الصدق وصديق الله وشفيع الشعب". كان هذا القديس لا يبخل بتعبه حتى لإنقاذ حَمَل صغير، ويُذكَر عنه أن أحد رجال إيبارشيته هجر زوجته وسافر بعيدًا، فكتب القديس إلى أسقف تلك المدينة التي سافر إليها الزوج رسالة قوية جدًا مكتوبة بأسلوب هادئ وحكيم لكن في نفس الوقت شديد وموَبِّخ أثَّرت في الزوج حتى عاد إلى بيته، مما جعل الأسقف يقول عن القديس لوبُس: "ما أعظم هذا التوبيخ الذي يقود الخاطئ إلى التوبة عن خطيته، وأيضًا يحب موبخه
في ذلك الوقت أتى أتيلاّ Attila بجيش عظيم وغزا بلاد الغال، وكان يُطلَق عليه "غضب الله" الذي أرسله ليعاقب الناس على خطاياهم، حتى وقع في أسره الكثير من البلاد وكانت تروي هي محطته التالية. أخذ القديس لوبُس يصلي للّه متضرعًا من أجل شعبه ثم ذهب لمقابلة المعتدي محاولًا إنقاذ المنطقة من عدوانه، لكن القديس اضطُر أن يصاحب أتيلاّ كأنه أسير لديه، وبعد هزيمة هؤلاء الهمجيين اتُّهِم لوبُس أنه ساعد في هروب أتيلاّ، فحُرِم من دخول مدينته لمدة سنتين وعاش حياة نسك ووحدة في الجبال طوال هذه المدة، وعندما تغلَّب خيره وصبره على حقد الناس عاد إلى كنيسته مرة أخرى ليرعاها بحكمته وحماسته، إلى يوم نياحته سنة 478 م.العيد يوم 29 يونيو.