منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 02 - 07 - 2014, 03:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

وصاح الديك

وبينما كان يسوع يُحاكم المحاكمة الثانية كما رأينا، وإذ كانت الليلة شديدة البرودة على غير العادة جلس الخدم والعبيد حول النار التي أشعلوها يصطلون، وكان بطرس بداية راضيًا بتواجده خارج القصر خوفًا من اكتشاف فعلته مع ملخس، وعندما دخل إلى فناء القصر بوساطة يوحنا اندس وسط الخدم والعبيد، كأحد المتفرجين الذين لا يعنيهم أمر ذلك الرجل.. دخل بطرس وجلس في هذا الوسط المتدني لينظر النهاية، ونسى الوصية المقدَّسة " طوبى للرجل الذي لم يسلك في طريق المنافقين وفي طريق الخطاة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس" (مز 1: 1) " ربما سمع بطرس أن رئيس الكهنة سأل السيد المسيح عن تلاميذه، فخشى أن يُقبض عليه أو يتعرض لضربات مثل سيده.. أراد أن يستدفئ بنار الأشرار، فحمل برودة من جهة الحياة الصالحة. كان يليق به أن يستدفئ بنار محبة المسيح التي لا تقدر مياه كثيرة أن تطفئها (نش 8: 6 - 7)" (15).. وإذ بجارية تتمتع بقدر من الذكاء الفطري تتفرس فيه على ضوء النار التي يصطلون عليها وتقول له: وأنتَ كنتَ مع يسوع الناصري.
وانطلق السهم المباغت على حين غرة، فأصاب بطرس في مقتل، واضطرب مثل فريسة نشب بها سهم الصياد الماهر، وحاول بطرس إخفاء اضطرابه، وإظهار عدم اكتراثه بالأمر: من..؟! أنا..؟! لست أنا كما تقولين.. لا أعرف ما تقصدين.. لا أفهم ولا أعرف.
الجارية: ألم تكن مع يسوع الناصري في تجواله؟
بطرس: لا أعرف شيئًا مما تقولين.. ربما واحد يشبهني..
الجارية: ألستَ أنتَ من تلاميذه؟
بطرس: لستُ أنا.. لا تلميذه، ولا رفيقه، ولا أعرفه يا امرأة.
وتمنى بطرس في هذه اللحظة أن يُطوّح برأسه الصلعاء بعيدًا، ويستعير رأسًا أخرى حليقة اللحية بشعر أشعت، ورغم أنه من النادر خروج الجواري ليلًا بعد مشقة يوم طويل، إلاَّ إنهنَّ ظلّلن يقظات، بسبب شدة كراهيتهن ليسوع التي انتقلت لهن عبر أسيادهن، ورغم أن النساء يتميزن بالرقة والترفق، إلاَّ أن هذه الجارية أرادت أن تزُج ببطرس مبكرًا إلى الصليب.
ما بالك يا بطرس تخاف وتُنكر..؟! ألم تقل لسيدك لو شك فيك الجميع فأنا لا أشك..؟! ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك..؟! أتخاف من سؤال الجارية، فما بالك لو سُئلت من قيافا وحنان..؟! ولا عجب، فحالك يا بطرس هو حالي عندما أضع ثقتي في ذاتي.. وطوباكَ يا بطرس لأنك استوعبت الدرس جيدًافبعد القيامة عندما سألك سيدك: أتحبني يا بطرس؟ لم تقل: نعم إني أحبك أكثر من كل هؤلاء، إنما أجبت باتضاع والدموع تترغرغ في عينيك: يا رب أنت تعلم كل شيء.. أنت تعلم إنني أُحبك، ومهما صنعت يا بطرس فيما بعد من معجزات عظيمة مثل إقامة طابيثا من الموت.. مهما رأيتَ ظلك يشفي الأمراض ويُخرج الأرواح الشريرة، فإن ضعف طبيعتك سيظل أمامك في كل حين. أما الذين يثقون في إمكاناتهم، فإن الشيطان كفيل بأن يلهو بهذه الإمكانات، فكم من الملوك المفتخرين بعدالتهم أجروا المظالم باسم العدل؟!
وكم من الخدام المختالين بمواهبهم انزلقوا وضاعوا؟!
وكم من العلماء الواثقين في رجاحة فكرهم سقطوا في البدع والهرطقات؟!0
وحاول بطرس أن يندس وسط الخدم والعبيد أكثر فأكثر، وهو يُعاني من هزة نفسيَّة عميقة، وفكر في الانسحاب من المكان.. لقد عاش الحيرة والخوف والارتباك على أشدَّ ما يكون، فاتجه نحو الباب ببطء شديد حتى لا يلحظ أحد انسحابه، وإذ بالبوابة تلمحه، فيدفعها شيطانها الذي هوى العزف على ذات الوتر، بعد أن وضع بطرس في غرباله لكيما يغربله مع هزات موسيقاه السخيفة.. تفرَّست البوابة فيه، وحدجته بنظرات فاحصة، وأطلق الشيطان سهمه الثاني: وأنتَ كنتَ معهم، فملابسك هي هي ملابس أهل الجليل.

وصاح الديك
وقال بطرس في عصبية: لستُ أنا يا امرأة.. لستُ أنا وأشاح بوجهه بعيدًا حتى لا تتفرس فيه أكثر، وارتبك كإنسان يطارده الموت ولا يعرف كيف ينجو بنفسه، ويبدو أن حالة بطرس أثارت عواطف هذه البوابة فتركته لحال سبيله، والتقط بطرس الأنفاس.. هل يهرب من هنا كما هرب منذ قليل من البستان..؟! هل يظل صامدًا قريبًا من معلمه مادام الموقف مرَّ بسلام..؟! وصاح الديك للمرة الأولى، ولم يلفت هذا الصوت نظر بطرس القلق المضطرب.
وإذ بزمري وهو نسيب ملخس الذي قطع بطرس أذنه، وكان معهم في البستان، يرى بطرس فيمسك بتلابيبه قائلًا بصوت عالٍ: أنتَ تلميذ ذاك الجليلي.. كنتَ معه في البستان.. وأنت الذي ضربتَ ملخس بالسيف.
واضطرب بطرس وظهر عليه التوتر الواضح. لستُ أنا يا رجل.. لا أعرف ما تقول.. لتنتقم السماء مني أربعين ضعفًا لو كنتُ أنا هو، وأصير ملعونًا من الله لو كنتُ أنا.. وأخذ بطرس يستنزل اللعنات على رأسه لو كان تلميذ يسوع الناصري.
زمري: إنكَ أنتَ بلا شك.. لغتك تُظهرك.. أنك جليلي.
فأخذ بطرس يسب ويلعن الاسم المبارك..
وهنا فُتح باب صالة السنهدريم، فحانت التفاتة حانية من يسوع نحو بطرس، وإذ بالأعين تتلاقى، وإذ بالديك يصيح ثانية، وإذ بالقلب ينكسر والفؤاد يذوب..
إنها نظرة يسوع تلتقط بطرس من بئر الهاوية..
نظرة يسوع التي تزيح جبلًا عظيمًا وكابوسًا رهيبًا جثم على صدر بطرس حتى كاد يلفظ أنفاسه..
نظرة يسوع التي تنتشل بطرس لئلا يغوص في الوحل..
نظرة يسوع تقول لبطرس: اطمئن يا بطرس.. لقد طلبتُ من أجلك لكي لا يُفنى إيمانك..
نظرة يسوع التي تقول لبطرس: لستُ غاضبًا منك يا ابني، ولكنني مشفق عليك يا حبيبي..
إنها نظرة باقية لكل ابن ليسوع يجوز في محنة قاسية.
وإذ ببطرس يذوب خجلًا، بل حسرة وندمًا.. اعتصره الألم، فانسحب من خلال الدهليز إلى خارج.. كانت دموعه الحارقة تنساب على وجنتيه مع عبرات وتنهدات ونهنهات، وأخذ يهدر كحمام الأوطئة " كحمام الأوطئة كلهم يهدرون كل واحد على إثمه" (حز 7: 16).. تأمل بطرس خطيئته فإذ هي عدَّة خطايا معًا.. لقد اعتدَّ بنفسه أكثر مما يجب، وميَّز نفسه عن إخوته، ونام في وقت كان ينبغي فيه أن يصلي حسب الوصية، وتصرف من تلقاء نفسه ضاربًا ملخس بالسيف، وهرب من البستان متخليًا عن سيده، ولم يكن صادقًا في وعوده لسيده، وجلس في وسط لا يناسبه، وأنكر وسبَّ ولعن، ولاح أمام بطرس قول سيده " كل من يعترف بي قدام الناس أعترف أنا أيضًا به قدام أبي الذي في السموات.. ولكن من ينكرني قدام الناس أنكره أنا أيضًا قدام أبي الذي في السموات" (مت 10: 32، 33) ووقفت فرقة من الشياطين تُبكّته، وتصب عليه اللعنات، وتدفعه دفعًا إلى بئر اليأس، ولكن نظرة يسوع تقاتل عنه، وكلما نظر إلى نفسه وشعر أنه يغوص في الوحل، يرى نظرة يسوع تنتشله.. تلك النظرة الحانية الغافرة تنتشله من بئر اليأس وصغر النفس..
الأمر العجيب أن يوحنا كان قريبًا من معلمه، ولم يتهمه أحدًا بأنه من أتباع يسوع، لأن عناية المعلم تحفظ القريبين منه المستعدين لبيع حياتهم من أجله.. نشكر الله من أجل يوحنا الذي حفظته عناية يسوع، ونشكر الله من أجل بطرس الذي غسل خطيته بدموع التوبة، وصار مثالًا للرجاء الحي لكل نفس في ضعفها تنكر سيدها وتطرح صليبها وتعود بالتوبة، فإذ بالنعمة الإلهية تحملها على أذرعها الأبدية، وتربّت عليها وتُطيّب جراحاتها.
وقد تساءل البعض: من أين جاء صوت الديك والتقليد اليهودي يمنع تربية الدواجن في أورشليم؟
والحقيقة أنه لم يكن كل سكان أورشليم من اليهود بل كان هناك بعض السكان من الأمم. كما إن بعض اليهود أيضًا لم يلتزموا بالتقليد اليهودي، فمن هذه المساكن قد انطلق صوت الديك، وقد يكون هذا الصوت قد وصل في سكون الليل من إحدى القرى المحيطة بأورشليم. كما إن صوت البوق الذي كان يُعلن تغيير نوبات الحراسة كانوا يدعونه صوت الديك، وقد سُمع هذا الصوت في الساعة الثالثة صباحًا عند تغيير نوبة الحراسة، حيث ضرب البوق مرتين، الأولى عند بدء التغيير، والثانية عند نهاية تغيير جميع النوبات في المنطقة.
رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 08:21 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
emy gogo Female
..::| مشرفة |::..

الصورة الرمزية emy gogo

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122121
تـاريخ التسجيـل : Feb 2014
العــــــــمـــــــــر : 38
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 8,823

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

emy gogo غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وصاح الديك

شكرا ربنا يعوض تعب خدمتك
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 08:46 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Ƒ̐ὰ̗đƴ Male
..::| VIP |::..


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1479
تـاريخ التسجيـل : Nov 2013
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 14,151

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ƒ̐ὰ̗đƴ غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وصاح الديك

مشاركة جميلة ربنا يباركك
  رد مع اقتباس
قديم 07 - 07 - 2014, 09:45 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وصاح الديك

شكرا على المرور
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وشاخ عالي جدًا
وصاح الديك وبكى بطرس
وصاح الديك وعرف بطرس ضعفه
وصاح الديك
نساج


الساعة الآن 07:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024