رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كانت المركبات هي سند الجيوش، من يركبها يظن أنه في أمان، إذا ما أحدق به الخطر يلوذ بالفرار، لكن كثيرين هلكوا وهم على مركباتهم أو ممتطين خيلًا مدربةً على الحرب. لم يقدر سنحاريب بجيشه الجرار أن يقف أمام ملاك واحد، وفرعون بكل مركباته غرق في البحر... أما من يتكئ على صدر الرب فيكون آمنًا حتى من الموت. وكما قال الرب: "من آمن بي ولو مات فسيحيا" (يو 11: 25). يرى العلامة أوريجانوس أن الخيل تشير هنا إلى الشيطان وملائكته، إذ يقول: [الخيل والفرس يمثلون صورة الذين كانوا في السماء وانحدروا منها بسبب كبريائهم وتشامخهم... هؤلاء الذين تبعوا القائل: "أصعد فوق مرتفعات الرب (السحاب)، أصير مثل العَليّ" (إش 14: 14). لهذا السبب على ما أظن يقول النبي: "باطل هو الفرس لأجل الخلاص، وبشدة قوته لا ينجي" [17]. هكذا أيضًا قيل عن الذين يثقون في الشيطان: "هؤلاء بالمركبات وهؤلاء بالخيل، وأما نحن فأسم الرب إلهنا نذكر" (مز 20: 8)]. لنترك مركبات العالم ولنمتطِ مخافة الرب، تلك المركبة الإلهية القادرة أن ترفعنا فوق كل الأزمات والضيقات، تجتاز بنا فوق الموت، ولا يحاصرنا غلاء أو وباء، وكما يقول المرتل: "هوذا عينا الرب على خائفيه والمتكلين على رحمته. لينجي من الموت أنفسهم ويعولهم في الغلاء" [18-19] |
|