رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ساعة الصلاة هي أجمل ساعةٍ في حياة المؤمن
ساعة الصلاة أجمل ساعةٍ حياة إنّ ساعة الصلاة هي أجمل ساعةٍ في حياة المؤمن، لأنه فيها يتواصل مع الله أبيه الذي أحبنا، وهي أيضاً ساعةٌ ينتظرها الله منّ أولاده. الصلاة هي الإيمان. يستطيع المؤمن أن يصلي، فقط عندما يولد بالروح القدس، فكما يدلّ المولود على وجوده من خلال بكائه، كذلك هي حالة المؤمن في صلاته، وكالطفل الذي يفرح والده عندما يسمع ه، كذلك يفرح أبونا السماوي بسماع الإيمان من قلب وشفاه أولاده المؤمنين. الصلاة هي النَّفس للمؤمن. لكي يحيا الإنسان عليه أن يتنفّس، والصلاة كالنَّفَس تعطي المؤمن إمكانية الحياة لكي يحيا في جوٍّ نقيٍّ صافٍ، فلا يستطيع الإنسان المؤمن أن يحيا بدون الصلاة، كما قال أحدهم: "عندما لا أتلو صلاتي أشعر بالاختناق، وكأنني أعاني من نقص الأوكسجين في الهواء". الصلاة هي مفتاح السماء. نعلم جيداً أنّ الخطيئة أغلقت أبواب السماء أمامنا إلى الأبد، لكنَّ دم المسيح أعطانا امتياز التواصل مع الله، وبذلك يمكننا أن نأخذ بركاته باستخدامنا المفتاح الوحيد ألا وهو الصلاة. الصلاة هي ذبيحةٌ لله وسوطٌ للشيطان وترسٌ للمؤمن. إن هذا التعريف هو أكثر شموليةً من سابقيه. يكشف لنا أنّ الله لا يقبل تلك الذبائح التي كانت تُقدَّم في العهد القديم، ولكن بدلاً منها يقبل صلوات القديسين بفرحٍ. نستطيع أن نقهر الشيطان بالصلاة. هذه هي القوة الوحيدة لتحطيم عدونا. إنها السلاح الرئيسي الذي نستطيع به أن نحارب عدوّ نفوسنا، وأيضاً نحارب به أهواءنا وضعفنا. لا يوجد للنفس ملجأٌ آخر ولا وسيلة حمايةٍ أُخرى سوى الصلاة. الصلاة هي الرجوع إلى مشيئة الله. تنتهي الصلاة يقية في السماء، فهي تأتي بواسطة مشيئة الروح القدس وتتّحد بمشيئتنا ثمَّ تعود ثانيةً إلى السماء بنا، وتغلق الدائرة الكبيرة التي تربط الإنسان بالله في شركةٍ عجائبية. إنها هديةٌ مميزةٌ لأولاد الله المؤمنين. يستطيع المؤمن بواسطة الصلاة أن يدخل إلى قدس الأقداس كلَّ لحظةٍ، حيث عرش الله. إنها دواءٌ قويٌّ وفعّال، نستخدمه عندما تكشف الاحتياجات الجسدية والروحية ضعفنا وعجزنا. إنها سلّمٌ نقطع بواسطتها حدود هذا العالم وندخل إلى الوطن السماوي، في أجواء القداسة والغبطة، تاركين هذا العالم البائس. إنها بخور المخلَّصين، بخور المحبة والعبادة، الذي يصل إلى عرش الله. بواسطة الصلاة والإيمان نصبح "رعيةً مع القديسين وأهل بيت الله"، كما يقول الرسول بولس في رسالته. يصبح بيت الله مسكناً لنا، عندما نقطع بالصلاة حدود هذين العالَمْين. الصلاة هي طعام النفس، لأنها تقوّي النفس وتغذيها من حضور الله. الصلاة مُلكنا، لا يستطيع أحد أن يحرمنا منها، فنحن نستطيع أن نصلّي رغم كل الظروف المتغيرة في حياتنا حيثما كنا، وكيفما كنا. نستطيع أن نصلّي في الشارع، عند قيادتنا السيارة، ونحن مستقلون في الفراش، في المستشفى، في المكتب... يصلّي القلب والفكر وهما مرتبطان بالحضور الإلهي، ولا يمكن لأيِّ شيءٍ أن يقطع هذا الارتباط. في ساعة الصلاة، ننقطع عن محيطنا الذي نعيش فيه. في ساعة الصلاة نشعر بابتهاجٍ يغمر نفوسنا. في ساعة الصلاة نشعر بروح الله يسود على وجودنا سيادةً تامةً ومطلقة. في ساعة الصلاة يغمرنا الشعور بحضرة الله، فلا يتملّكنا شعورٌ بالوحدة أو بالملل ولا حتى يدنو من نفوسنا هذا الشعور. في ساعة الصلاة يمكننا أن نعمل لأجل الرب بروح المحبة، من أجل النفوس التي تعيش بدون دفء الحضور الإلهي. في ساعة الصلاة نستطيع أن نساعد الضعفاء والمتعبين، عندما نذكرهم مع مصاعبهم وهمومهم. عندما تبدأ بالصلاة يسير كلُّ شيءٍ على ما يرام. تستطيع بعدها أن تعمل خدماتٍ أُخرى، ولكن بمحبةٍ دائماً وبقوة الله. عندما تتقدّم بالصلاة، يتّسع أفقك وتنفتح طرقٌ كثيرةٌ أمام عينيك. عندما تنتهي من الصلاة، فتأكد أنّ الذي فعلته كان من الله ومن أجل الله ومن أجل مجده، وهذا ليس بالأمر اليسير. من كتاب حياة الصلاة العجائبية، ترجمة صبحي ملس، منشورات دير سيدة البشارة- حل |
|