تحسب صناعة الخزف من أولى الحرف التي اتقنها الإنسان في عصوره الأولى واغلب الظن ان بني اسرائيل تعلموا صناعة الخزف من المصريين. وقد استعملوا أواني خزفية أثناء رحلاتهم في البرية (لا 6: 28 و 11 : 33 وعدد 5: 17) . والطريقة التي كانت مستعملة عند بني إسرائيل، والتي اشار إليها الأنبياء مرارًا، كانت تضاهي في أغلب الحالات الطريقة التي عرفها المصريون. فكان يُداس الطين اولًا بالأرجل على أن يصير الخليط متعادل الامتزاج (اش 41: 25) ثم يأخذ الخزَّاف كمية كافية ويضعها على قرص من الخشب في الدولاب الذي كان يُدار باليد أو بدواسة (ار 18: 3) . وكانوا بعد ذلك يطلون الوعاء بالدهان ثم يشوونه في الموقد. ويستدل من ار 32: 14 أن آنية الخزف لم تستعمل للطبخ فقط بل لحفظ بعض الأشياء فيها مثل الصكوك وغيرها. وقد وجد علماء الحفريات كثيرًا من المستندات الخطيّة القديمة داخل أوان من الخزف. وقد اتخذت مقدرة الخزاف على صياغة أي شكل من الطين (اش 45: 9 وارميا 18: 5 - 12 ورومية 9: 20 - 25) تمثيلًا لقدرة الله وسلطانه على البشر. على أن الله، طبعًا، يمارس هذه السلطة وفق مقتضيات حكمته وعدله وصلاحه وحقه.